قالت منظمة العفو الدولية (آمنستي) إنه بعد انقضاء عام على الحرب الاسرائيلية غزة فإن ثمة أدلة دامغة تشير إلى أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب في مدينة رفح، جنوبي القطاع، مشددة على انه "يتعين أن تخضع الآن للمحاسبة"، وفق ذكرها. وفي تقرير بعنوان "الجمعة السوداء: مذبحة في رفح"، أضافت منظمة العفو الدولية "في الأول من أغسطس2014، أسر مقاتلو (حماس) في مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة، جندياً إسرائيلياً واقتادوه إلى أحد الأنفاق. وما تلا ذلك أصبح إحدى الصفحات الأكثر دموية في مجرى الحرب"، حيث "نفّذ الجيش الإسرائيلي تعليمات هنيبعل، وهي أمر عسكري مثير للجدل الغرض منه التعامل مع حالات أسر الجنود"، ف"انصبت النيران كالجحيم على الحي المحيط بالنفق، على الرغم من المخاطر المترتبة على ذلك بالنسبة للمدنيين وبالنسبة للجندي الأسير" ،وقد "أدى القصف، الذي استمر أربعة أيام، إلى مقتل ما لا يقل عن 135مدنياً، وجرح عدد أكبر من ذلك، وتدمير مئات المنازل أو إلحاق أضرار"، في رفح. وتابعت المنظمة أن "شهود عيان فلسطينيون وصفوا كيف أمطرت الطائرات النفاثة والطائرات بلا طيار والمروحيات والمدفعية تقاطعات الطرق بالنيران، دون تمييز، لتصيب المركبات وسيارات الإسعاف والمشاة العائدين إلى بيوتهم إبان وقف مقرر لإطلاق النار"، وأن "جميع هذه الأدلة تشير إلى أن القوات الإسرائيلية قد ارتكبت جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية، في رفح، ويتعين أن تخضع الآن للمحاسبة"، حسب رأيها بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية . وقال محمد أبو دوبه، البالغ من العمر 20سنة، والذي قتل والده وشقيقه أثناء قصف منطقة "مشروع عامر" في رفح، في 2 أغسطس 2014" لم يكن من الممكن التعرف عليها بأنها منطقتنا! لم تكن شوارعنا، ولم يكن هناك ولو مبنى واحداً لم تلحق به أضرار"، بينما قال إياد غبون، وهو أحد سكان رفح، "ما رأيناه لم يكن مجرد حرب، بل بدا وكأنه مفرمة لحم تطحن لحوم البشر دون رحمة"، وفق وصفه. وقالت منظمة العفو الدولية إن "الأدلة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي انتهج سياسة متعمدة في استهداف منازل العائلات. إذ واصل استهداف المنازل طوال فترة الحرب، حتى بعد أن أصبح عدد القتلى في صفوف المدنيين واضحاً. وعلى مدار الأيام الخمسين، دمر ما يربو على 19000منزل أو لحقت بها أضرار جعلتها غير قابلة للترميم"، حسب ذكرها. وأضافت أن "أحد الأمثلة على ذلك فقط، ما لحق بمنزل عائلة أبو جامع، الذي قُصفت طوابقه الثلاثة في بني سهيلة، شرقي خان يونس، دون تحذير مسبق من قبل طائرة إسرائيلية في 20 يوليو2014، مما أدى إلى مقتل 25شخصا من أفراد العائلة". وقد قال توفيق أبو جامع إن "لا علاقة لبيتنا بأي قتال. ولم يكن في عائلتنا من له صلة بالمقاومة، لا حينذاك ولا في أي وقت"، وفق تأكيده. وتابعت "ثمة نمط آخر من الهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية، ففي بعض الحالات، قام الجيش الإسرائيلي بفتح النار بصورة متكررة على سيارات إسعاف تحمل علامات واضحة، وعلى مهنيين طبيين يرتدون زيهم المميز وسترات عاكسة للضوء"، ولفتت في هذا الشأن إلى ان "المساعد الطبي محمد عبد الله قتل جراء إصابته بعيارات نارية أثناء محاولته إنقاذ رجل جريح في 25 تموز2014 في القرارة"، وأن "زميله حسن العتال قال إن الرصاص انهال علينا فجأة بصورة مباشرة، وقد صرخ زميلي قائلا: لقد أصبت، وعندما خرج زملاؤه في محاولة للوصول إليه، أطلق عليهم النار أيضاً"، على حد تعبيرها.