وصف الخبير الأمني العميد محمود قطري الاستراتيجية المتبعة في مكافحة الإرهاب ب"المعوجة والخاطئة"، كما أكد أن التكتيكات المتبعة قاصرة فيما يتعلق بحماية الجنود بسيناء. وأضاف قطري في تصريحات ل"الجزيرة" أن "الاستقرار في سيناء شكلي"، وتابع "الرئيس عبد الفتاح السيسي يهدف إلى رفع معنويات القوات العسكرية لا غير من خلال حديثه عن أن سيناء تحت السيطرة". ودعا الخبير الأمني إلى العمل على إرساء تنمية حقيقية في سيناء، وعلى بناء منظومة أمن وقائي تتضمن عددا من أهالي المنطقة, الذين يعاملون إلى الآن باعتبارهم خونة، بحسب قوله. وكان الجيش المصري أعلن في بيان له أن 17 من أفراده بينهم أربعة ضباط استشهدوا في هجمات في مطلع يوليو استهدفت أكمنة في الشيخ زويد ورفح في شمال سيناء بواسطة سيارات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة. وبدوره, قال تنظيم "ولاية سيناء" في بيان له إنه هاجم 15 موقعا عسكريا, في حين تحدث الجيش المصري عن استهداف خمسة أكمنة فقط من مسلحين كانوا يستقلون عربات مزودة بأسلحة مضادة للطيران. وقال الجيش المصري أيضا إن سبعين مسلحا شاركوا في الهجمات, وحسب شهود عيان, حاصر مسلحون قسم شرطة مدينة الشيخ زويد ودمروا آليات في محيطه, بينما قال تنظيم ولاية سيناء إنه استولى على مدرعات وذخائر. وقالت مصادر ل"الجزيرة" إن المهاجمين استخدموا أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع. وتدخلت مروحيات "أباتشي" بدءا لصد هجمات المسلحين على الأكمنة والمواقع العسكرية, وتدخلت لاحقا طائرات "إف 16". وتعد هذه الهجمات المنسقة الأعنف التي يتعرض لها الجيش المصري في شمال سيناء, وسبقتها في ينايروإبريل من هذا العام وأكتوبر من العام الماضي هجمات استهدفت مواقع أمنية وعسكرية, سقط فيها عشرات القتلى والجرحى. ودفعت تلك الهجمات حينها السلطات المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق شمال سيناء بالتزامن مع إقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع قطاع غزة, وشن الجيش والأمن منذ خريف العام الماضي حملات أسفرت عن مقتل مئات المسلحين، حسب أرقام رسمية. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ظهر في 4 يوليو مرتديا الزي العسكري لأول مرة بعد توليه الرئاسة، وذلك أثناء زيارة إلى شمال سيناء, بعد أيام من هجمات دامية شنها تنظيم "ولاية سيناء" على مواقع عسكرية. وأكد السيسي, وهو بالزي العسكري, أن الجيش المصري يقوم بدور عظيم في سيناء، وأن التاريخ سيتوقف طويلا لتسجيل ما قام به. وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي تفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة في شمال سيناء". وكان تنظيم "ولاية سيناء" التابع لتنظيم الدولة "داعش" شن في مطلع يوليو هجمات دامية في شمال سيناء، واندلعت مواجهات غير مسبوقة بمنطقة الشيخ زويد, حيث تدخل الطيران وقصف مواقع المسلحين. ويشن الجيش المصري يشن منذ عامين عمليات واسعة النطاق في شمال سيناء للقضاء على المسلحين, الذين ارتفعت وتيرة هجماتهم في الفترة الماضية.