تزايدت في الفترة الأخيرة الجهود لحل أزمة حزب الغد الذي يعاني انقسامات شديدة منذ انشقاق جبهة شرفاء الغد على رئيس الحزب الدكتور أيمن نور المسجون حاليا ، حيث يحاول مجموعة من عقلاء الحزب التوسط لتوحيد جبهتي الحزب في جبهة واحدة وسحب جميع المذكرات المقدمة إلى لجنة شئون الأحزاب والخاصة بالمنازعات حول رئاسة الحزب وتنفيذ اللائحة الداخلية للحزب التي تنص على أن يقوم النائب الأول لرئيس الحزب برئاسة الحزب حتى تتم تسوية أزمة الدكتور أيمن نور. وتركز الوساطة على الاحتفاظ بوضع نور كزعيم ورمز للحزب طوال فترة وجوده في السجن وتبني الحزب جميع الجهود لإطلاق سراحه مع دعوة الجمعية العمومية للحزب لانتخاب رئيس جديد للحزب فور خروج نور من السجن مما يحافظ على وضعه السياسي كزعيم ومؤسس للحزب. وأكدت مصادر مقربة من الحزب أن محاولات الوساطة مستمرة رغم تحفظ السفير ناجي الغطريفي الذي حل محل نور في رئاسة الحزب عليها انطلاقا من أن الهدف الأساسي من وراء هذه الوساطة هو إنقاذ حزب الغد بعد أن شعر جميع المتنازعين بأن هناك مؤامرة حكومية لإسقاط الحزب الذي نجح في خلق قاعدة شعبية كبيرة رغم المدة القصيرة التي مضت على تأسيسه. ونبهت المصادر إلى أن لجنة الأحزاب قد أبلغت العديد من رموز الحزب بأن حل هذه الأزمة سيأخذ وقتا طويلا بسبب تعقيدها وارتباطها بمتغيرات دولية في ظل تنامي الضغوط الغربية على مصر المطالبة بالإفراج عن أيمن نور وكذلك وجود يقين لدى قيادات الحزب بأن استمرار هذا النزاع لمدة طويلة سيقضي على الحزب ويحيط أي نجاحات حققها الحزب في الفترة الماضية. وأكد المستشار مرسي الشيخ النائب الأول لجبهة شرفاء الغد أن الحفاظ على حزب الغد سيكون له الأولوية من جانب جميع أعضائه في المرحلة القادمة بعد أن تكشفت أمام الجميع المحاولات الحكومية لتجميد الحزب وتكرار سيناريو حزب الأحرار من جديد. وأضاف الشيخ أن هناك قناعة لدى الفرقاء داخل الحزب بأن إعادة الحزب إلى الساحة السياسية والحزبية هو الأهم في المرحلة القادمة ، مشيرا إلى أنه لمس سعيا من جميع الأطراف للتوصل إلى حل وسط ينهي هذه الأزمة رغم تحفظ البعض على المبادرة التي قدمها والخاصة بجمع الفرقاء حول قيادة موحدة للحزب تعيده إلى الساحة السياسية وتعترف في الوقت نفسه بأيمن نور زعيما ورمزا للحزب له الحق في التقدم لرئاسة الحزب في أقرب انتخابات في حالة إطلاق سراحه.