يوم 30 يونيوساعد الجيش حركة تمرد وبدأت الدعوة لمظاهرات مليونية في المحافظات، ووعد الجيش بحماية الجميع، وبعد وقوع قتلى في اشتباكات دارت حول مكتب جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 1 يوليو بيانًا يمهل القوى السياسية 48 ساعة لتحقيق مطالب الشعب. وتصدرت6 وجوه مشهد بيان 3 يوليو وتحملت تبعاته، لأي غرض كان وجودهم إلا أن لكل وجه آماله الخاصة علقها على مشاركته السيسي بيان عزل مرسي وتولي عدلي منصور رئاسة مصر لفترة انتقالية ، 6 وجوه تصدرت المشهد ،بحسب ما رصد موقع ساسة بوست،من حقق آماله ومن ربح ومن صبر؟ 1-محمد البرادعي عاد محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية الأسبق لمصر أواخر عهد حسني مبارك وهو يأمل بالتغيير وتحسين الأوضاع، وأخذ دوره مع ثورة 25 يناير فكان بمثابة الأب الروحي للشباب والمحرك الرئيسي لخياراتهم. اختارت جبهة الإنقاذ محمد البرادعي لتمثيلها في اجتماع 3 يوليو وربما كان أداة لطمأنة الكثيرين ولكسب صوته في تأييد قرار المؤسسة العسكرية، ولم يطمئن البرادعي، كان البرادعي من أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء كمطلب للشباب، وأصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور في 9 يوليو 2013 قرارًا جمهوريًّا بتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، وأصبح البرادعي بعد ذلك جزءًا من مشهد سياسي متوتر. في 14 أغسطس 2013، استقال البرادعي من منصبه احتجاجًا على فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة، فظهرت دعوات تطالب بسحب الجنسية منه وتخويته ردًّا على موقفه وغادر إلى فيينا ولم يعد منذ ذلك الحين إلى القاهرة . ويصف البرادعى في كل مؤتمر واجتماع دولي ينادي بحقوق الإنسان يصف ما حدث في 30 يونيو ب"الانقلاب العسكري" ويصرح بأن ما حدث جاء مخالفًا لما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وخروج "كريم" لمرسي، ونظام سياسي يشمل الجميع بما فيهم الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، بالإضافة إلى بدء عملية مصالحة وطنية وحوار وطني وحل سلمي للاعتصامات، وهو بالطبع ما لم يحدث. 2-البابا تواضروس بارك البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كلمته يوم 3 يوليو بيان المؤسسة العسكرية واعتبر أن "مصر بدأت عهدًا جديدًا ودستورًا جديدًا وبالتالي لا يوجد قلق على الأقباط وأن جماعات العنف تجاوزت حدود الإنسانية وأنهم صناعة غربية لأن الشرق لا يصنع العنف، وأن الغرب صنع الجماعات المتطرفة من أجل تقسيم البلاد والجيوش". ورفض البابا تدخل أية دولة أجنبية لحماية الأقباط عقب فض إعتصامى رابعة والنهضة، حيث رصدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات ما يقرب من 18 حالة لمواطنين مسيحيين تعرضوا للقتل على الهوية إبان أحداث 14، 15 أغسطس 2013 ، بجانب تعرض ما لا يقل عن 165 منزلًا مملوكًا لمسيحيين لأعمال سرقات وتخريب أو حرق، وتعرض 85 كنيسة ومبنى ذا صفة دينية إلى أعمال عنف مختلفة. وتعرض ما لا يقل عن 38 مسيحيًّا للاحتجاز من قبل أجهزة الأمن في أحداث كانوا هم ضحايا فيها. والجدير بالذكر أن القوات المسلحة قد كانت أعلنت عن ترميم الكنائس – فقط- المتضررة في أحداث 14، 15 أغسطس 2013 – فقط– وحتى الآن لم تعلن أي من الجهات الرسمية المنوط بها أعمال إعادة البناء والترميم لدور العبادة المتضررة عن الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت أقل من 10 منشآت. رغم ذلك اعتبر تواضروس أن قرار ترشيح السيسي للرئاسة بات "واجبًا وطنيًّا" وأن المصريين يرونه منقذًا وبطل ثورة 30 يونيو2013، ويمتلك صفة الضبط والربط المهمة جدًّا لنمو المجتمع المصري، وكان هو الذي منح الكنيسة فرصة لكتابة الدستور إلا أن مواد الدستور في عهد السيسي لم تكن مرضية تمامًا حتى هددت الكنيسة بانسحابها من اللجنة أكثر من مرة. كما أعلن البابا تواضروس ،في 23 ديسمبر 2014، تأييده الإفراج عن حسني مبارك بعد قضائه أربعة أعوام في السجن "بسبب عمره وحسن ما فعله خلال فترة ولايته". 3-أحمد الطيب لم يضع شيخ الأزهر أحمد الطيب في كلمته ببيان 3 يوليو 2013 آمالًا كبيرة على ما يحدث واعتبر "أن مصر الآن أمام أمرين أحلاهما مر، وأن أشدهم مرارة هو صدام الشعب المصري وسيلان دمائهم في الشارع". اختلف موقف الطيب وجاء سريعًا مع أحداث 30 يونيو فقام يدحض من خلال تصريح مقتضب ادعاءات القائلين بأن المظاهرات تعد خروجًا على الحاكم، وأن المظاهرات التي يطالب فيها الشعب رئيسه بالتنحي تعد معصية وليست خروجًا على الحاكم طالما أنها سلمية في تراجع واضح عن موقفه قبل ذلك. مع دخول السيسي معترك الانتخابات والتأسيس لدستور جديد عاد الطيب لفتواه الأولى واعتبر المظاهرات ضد السيسي محرمة وخروجًا عن الشريعة، وصدرت فتاوى من مشيخة الأزهر تمجد السيسي وتصفه بالنبي حتى الفتوى المثيرة للجدل بفقء عين معارضيه فيما لم ينفِ الطيب أيًّا من تلك الفتاوى. ما الذي جمع محمود مع القادة العسكريين والسياسيين والدينيين في بيان 3 يوليو؟ بدر صحافي مصري أصبح الناطق الإعلامي لحملة “تمرّد” وقبل مع أصدقائه خطة السيسي التي وضعها منذ أبريل 2013، واستطاع بها تأمين علاقات لحركة تمرد مع رجال أعمال ليبراليين ذوي صلة بالمعارضة لتمويل حملة الإطاحة بمرسي ودعوة وسائل إعلام مملوكة لرجال أعمال للمشاركة في مظاهرات إسقاط النظام. 4-محمود بدر تصدر بدر المشهد في بيان 3 يوليو وفي المشاهد القادمة مرورًا بتأييد الحركة بشكل رسمي دعوة السيسي المصريين في 26 يوليو والخروج ثانية للتظاهر وتفويضه لمحاربة "قوى الإرهاب"، ليمر شهر وقد قام بفض اعتصامي رابعة والنهضة لمؤيدي محمد مرسي، ورفض الحركة إصدار بيان تدين فيه الدم والعنف المفرط في فض المظاهرات ليبدأ خلافه مع حسن شاهين ومحمد عبد العزيز حول قبول قانون التظاهر ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، وهنا بدأ انشقاق الحركة. 5-حسن شاهين ولاء شاهين كان كاملًا لثورة 25 يناير ثم رغبته في نزع الحكم من يد الإخوان المسلمين، فيما اختفى حسن شاهين بعد 30 يونيو ولم يظهر عنه سوى خبر تعرضه لحادث سير ربط بينه وبين حملته ضد الإعلامي أحمد موسى بعد حلقة الأخير التي وصف فيها ثورة 25 يناير بالمؤامرة، وتشهيره بأحمد دومة وحسن شاهين واتهامهما بسحل فتاة محمد محمود، حتى نشر شاهين مقالًا بقلم أحمد موسى في يناير 2014 قال فيه إن الجيش شريك أساسي لإنجاح ثورة 25 يناير. انضم حسن شاهين لحملة حمدين صباحي للانتخابات الرئاسية وبعد خسارته اختفى ثانية وردد أن الثورة لم تحقق مطالبها بالكامل. 6-محمد عبد العزيز مقدار صمت حسن شاهين بعد ضياع هدفه ومقدار تحمس محمد عبد العزيز تصدر مشاهد متخبطة حتى استقر كمدافع عن حمدين صباحي، عودة عبد العزيز لمعارضة النظام في المجمل – والسيسي كممثل للنظام وقتئذ- حملته الكثير من المشاكل والشائعات ضده حاول تفاديها وتغيير مساره بالترشح للانتخابات البرلمانية القادمة. صرح محمد عبد العزيز بأنه يرى "انهيار واضح لأهداف 30 يونيو فبالرغم من أن حركة الجماهير كانت حتمية وضرورية، إلا أن المسار كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك ثمة هجوم متواصل على ثورة 25 يناير وتشويه متعمد ومرضي عنه يتم كل يوم عبر الشاشات"، وحذر عزيز السيسي في مقال له من رغبته أن يكون الصوت الواحد الكبير وهذا خطأ، فإذا لم يسارع النظام إلى تطبيق إصلاحات سياسية ديموقراطية واقتصادية تحقق العدالة فإن المشهد سيكون ضبابيًّا وخطيرًا للغاية.