انتفض الملايين من المصريين فى 30 يونيو للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى وإسقاط جماعة الإخوان؛ بعد عام من الحكم ارتكبوا فيه كل الحماقات السياسية والإدارية والاقتصادية، مرددين هتافات "يسقط يسقط حكم المرشد". وساندت القوات المسلحة المظاهرت الحاشدة فى القاهرة والمحافظات، واجتمعت مع القوى السياسية يوم 3 يوليو 2013؛ لإعلان خارطة الطريق بتعيين المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية آنذاك، رئيسا مؤقتا للبلاد، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتعديل الدستور. لكن القوى السياسية التى أقرت خارطة الطريق، وظهرت متماسكة فى بيان 3 يوليو، وتعهدت بالعمل على إصلاح البلاد والوقوف صفا واحدا فى سبيل نهضة وتقدم مصر، تشتت ورفعت اليوم شعار "المصلحة الشخصية فقط". «تمرد».. انشقاقات ومصالح شخصية مزقت الوطنية تصدرت حركة تمرد المشهد فى 30 يونيو وكان أبرز قاداتها "محمود بدر، ومحمد عبد العزيز، وحسن شاهين، ومي وهبة"، وما أن انتهت فاعليات الثورة بوضع خارطة الطريق في 3 يوليو، فتشتت الحركة، وازدادت حدة الخلافات بين أعضائها في انتخابات الرئاسة الماضية، وحدثت مشادة بين محمود بدر وحسن شاهين، عبر أحد البرامج التليفزيونية، بعدما قال الأخير إن المكاتب التنفيذية لتمرد اجتمعت وقررت دعم مرشح مدنى فى الانتخابات الرئاسية، والأمر الذى نفاه "بدر" واتهم "شاهين" بالكذب. وظلت الاتهامات تتوالى والانشقاقات تتزايد يوما بعد الآخر، حتى أصبحت كل الحركات المنشقة عن تمرد في الوقت الحالي، تكاد تكون معدومة الدور السياسي، واهتمت كل القيادات بالبحث عن مصالحها الشخصية، فمحمود بدر ينتظر انعقاد الانتخابات البرلمانية؛ للمنافسة على دائرة شبين القناطر، فيما عين محمد عبد العزيز، عضوًا بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، وينتظر أيضا عقد الانتخابات البرلمانية لخوضها. «جبهة الإنقاذ».. تشتت وحادت عن أهداف الثورة شاركت جبهة الإنقاذ التي تتكون أحزاب "الدستور، والتيار الشعبي، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والتحالف الشعبي الاشتراكي، مصر الحرية، والوفد، والمصريين الأحرار"، والتحالف الديمقراطي الثوري الذي يضم 10 أحزاب وحركات ثورية، وتحالف الأحزاب الناصرية، والنقابة العامة للفلاحين، واتحاد الفلاحين المستقل، والجبهة الوطنية للنساء، فى ثورة 30 يونيو لإسقاط جماعة الإخوان، وكانوا ممثلين فى إعداد خارطة الطريق. لكن اليوم، انقسمت جبهة الإنقاذ، وأصبح كل حزب يعمل منفصلًا، متجاهلين كل الالتزامات التي وعدوا بها المصريين، وأصبحت المصلحة الشخصية تسيطر على الجميع، فبعد عامين على ثورة 30 يونيو، انشغلت الأحزاب السابقة فى البحث عن تحالفات انتخابية، متجاهلين الهدف الأسمي الذين خرجوا لأجله في ثورة يناير وأكملوه في 30 يونيو وهو "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". «البرادعي».. يهرب ويكتفى بالتغريدات كان محمد البرادعي، أحد المؤيدين وبقوة لكل ما يحدث في 30 يونيو، وشارك فعليًا في وضع خارطة الطريق، وبعد أحداث 3 يوليو، تولي منصب نائب رئيس الجمهورية "عدلي منصور"، لكن لم يكمل شهرين حتى حدث فض اعتصامى رابعة والنهضة، فقدم استقالته وسافر خارج البلاد، وأصبح غير مرغوب فيه داخل مصر، واكتفى أن يطلق تغريداته ما بين الحين والآخر على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر". قيادات وشباب ثورة 30 يونيو خلف القضبان دخل قيادات الحركات السياسية معتركا مع الدولة، انتهى بهم خلف القطبان في الوقت الحالي، أبرزهم الناشط علاء عبد الفتاح، الصادر ضده حكما بالسجن شهر وغرامة 200 جنيه فى اتهامه بإهانة الداخلية، فضلا عن اتهامه بالتحريض على التظاهر أمام مجلس الشورى وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات. وكما أن الناشط السياسى أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل، كان وحركته من المحركين الأساسيين لثورة يونيو، لكنه الآن خلف القضبان ومعه عدد من قيادات الحرمة بجبهتيها. أما الناشط أحمد دومة، فحكم عليه بالسجن المؤبد فى قضية أحداث مجلس الوزراء، وإلزمته المحكمة و229 آخرين بردّ ما يعادل 2.25 مليون دولار للدولة، قيمة التلفيات التي تم تقديرها. يقول الدكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما يحدث في مصر بعد عامين من 30 يونيو، يؤكد أن الثورة لم تنجح حتى الآن، وعلينا ألا نفقد الأمل، ونستمر بكل جهدنا من أجل إصلاح ما يمكن؛ عن طريق السعي وراء تطبيق العدالة الاجتماعية التي لن تتحقق إلا بالقضاء على منظومة الفساد الكاملة في كل المؤسسات، ومن ثم العمل على توزيع الأجور بشكل يتناسب مع متطلبات المواطنين. وأرجع "سلمان" حالة الانقسام والتشتت الحادثة الآن إلى ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، مضيفا: "وقتها بدأت الحركات تنقسم في دعمه من عدمه.