بعد أن استقالت حكومة شرف, وتم تعيين الجنزورى من قبل المجلس العسكرى للمرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد، وانقسمنا وأصبحنا فرقا وشيعا ما بين "التحرير والعباسية" ودار الجدل فى الفضائيات "الموجهة" التى أفسدت كل شىء, وجعلوا الشعب ينقسم على نفسه، وأصبح الكل متهما بالخيانة والعمالة, وأظن أن العديد من الناس ضلوا الطريق وأصبحوا فى حيرة من أمرهم، وأنا واحد منهم, على أى حال مهما كانت الحكومة القادمة فلن تكون أسوء من حكومة شرف، التى خرجت من رحم "ميدان التحرير" وقودت الثورة تسعة أشهر وكانت أقرب إلى الإجهاض وخرج الثوار من جديد وانقسموا وتجاهلوا الأغلبية الصامتة وعينوا حكومة إنقاذ جديدة واختصروا مصر فى الميدان وأصبحنا فى حاجة جديدة إلى "الملك مينا" ليوحد لنا "العباسية والتحرير" ويجنب مصر الغالية الدمار والخراب وإراقة الدماء, وصدقت فينا مقولة لقمان الحكيم "إذا أردا الله بقوم سوء سلط عليهم الجدل وصرفهم عن العمل". ولذلك سوف أذكر متابعى الرياضة المصرية والمسئولين القادمين ببعض الأحداث الماضية من باب ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. فى البداية، يجب أن نتذكر جميعا (15 مايو 2004) هذا اليوم الذى أعلن فيه الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" فوز جنوب إفريقيا بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2010 بعد حصولها على 14 صوتا مقابل 10 أصوات للمغرب الشقيق فى حين حصلت مصر (أم الدنيا) على صفر، وهو رقم لا قيمة له إذا كتب على اليسار أو منفردا. وأصيب الشارع المصرى بخيبة أمل وإحباط شديد بعد الفضيحة التى منيت بها مصر فى المحافل الدولية والجميع يعرف أن بطل الفضيحة هو د.على الدين هلال، وزير الشباب والرياضة وقتها، بمشاركه عصام عبد المنعم، رئيس اتحاد الكرة حينها، وهشام عزمى، المنسق العام للملف، ومحمد السياجى، رئيس الملف، وهانى أبو ريدة، المدير المالى، بعد حملة كبيرة فى شحذ الهمم والطاقات وزرع طموح كبير بداخلنا وصل بنا إلى عنان السماء، وأصبح الجميع على قناعة تامة بأننا الأقدر فى التنظيم وصور لنا الإعلام المضلل الذى يمثل أبواق النظام السابق ويفتقد إلى أدنى قواعد المهنية الإعلامية، أن مصر تمتلك خبرات كبيرة وأننا نجحنا فى استضافة نهائيات كأس العالم للناشئين عام 1997 والتى أشاد بها "ها فيلانج" رئيس الاتحاد الدولى وقتها وتحدثت وسائل الإعلام عن إشادة رئيس لجنة التفتيش والوفد المرافق له بالملاعب والبنية التحتية وتاريخ مصر فى كرة القدم على المستوى الإفريقى والدولى. وبعد "كارثة الصفر" بدأت الفضائح تظهر تدريجيا ومنها نصائح بعض الخبراء الذين طالبوا بعدم التقدم بملف الاستضافة، لأن مصر غير مؤهلة فى ذلك الوقت لمنافسة جنوب إفريقيا، والأهم هو كلام محمد بن همام، نائب رئيس الاتحاد الدولى ورئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم، عندما قال فى مقابلة صحفية، "نصحت المصريين كثيراً وقلت لهم بالحرف الواحد إنكم تسبحون ضد التيار ولن تحققوا شيئاً وسيكون نصيبكم صفر، وعليكم أن تنسحبوا وتجنبوا مصر الحرج لأن مصر كبيرة وكان هذا الكلام أمام أكثر من مشاهد." وبعدها تأكدت أكاذيب هلال ورفاقه فى أمور كثيرة بعد أن أكد الاتحاد الدولى فى تقريره أن الطرق والخدمات والفنادق والملاعب لا تصلح لاستضافة مثل هذا الحدث الكبير. وبعدها استقال هلال من منصبه، ولكن الحزب الوطنى أبداً لا ينسى رجاله مهما فشلوا وتم تكريمه وأصبح أمين الإعلام بالحزب الحاكم فى النظام السابق. وبعد ذلك طالب المصريون بمحاكمة أبطال الصفر الكبير، خصوصا بعد أن عرفنا أن قيمة هذا الصفر تساوى 43 مليون جنيه، وهو ما تم صرفه على الملف. وبدأت المحاكمة، وجاء تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بالآتى، (المبلغ الذى تم صرفه على الملف هو 43 مليون جنيه ساهمت فى تقديمه 40 جهة، منها 32 مليون جنيه جهات حكومية، و11 مليوناً من رجال الأعمال والرعاة، وأن طرق الصرف تصل إلى حد تهمه الاختلاس التى تستحق الإحالة للنيابة، إذ لم يتم الالتزام بالمبادئ المالية والمحاسبية على النحو الواجب، ولابد من تحويل المسئولين عن الملف إلى القضاء. وبعدها أعلن النائب العام براءة على الدين هلال ومحاكمة طلعت جنيدى رئيس قطاع الرياضة وأمل سليمان مدير العلاقات الخارجية وانتهى الأمر وطلع الصفر على الشمال. وفى النهاية، نطالب المسئولين الجدد بفتح ملف صفر المونديال والتحقيق مع المسئولين الذين خدعوا الشعب المصرى وأهدروا المال العام، مع علمهم بأن الفرصة معدومة، كما أكد بن همام فى كلامه، وأن ما لحق باسم مصر لن تمحوه الأيام وسيظل صفر المونديال سبة فى جبين الرياضة المصرية.