أصبح مقر اتحاد الكرة والمجلس القومي للرياضة محط أنظار الدول التي تقدمت بملفات للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لاستضافة كأس العالم 2018 أو 2022، حيث يقوم مسئولو هذه الدول بزيارة اتحاد الكرة والمجلس القومي للرياضة وكانت أولي هذه الزيارات للقطري محمد بن همام - رئيس الاتحاد الآسيوي - الذي يتولي مسئولية الترويج للملف القطري لاستضافة كأس العالم 2022. الذي استقبله المهندس حسن صقر - رئيس المجلس القومي للرياضة - بمكتبه بمقر المجلس، وحضر الجلسة المهندس هاني أبوريدة - نائب رئيس اتحاد كرة القدم وعضو المكتب التنفيذي بالفيفا والصديق الصدوق لابن همام، وأكد صقر خلال الجلسة أن صوت مصر سيكون لقطر، التزاماً بقرار وزراء الشباب والرياضة العرب الذي تم اتخاذه في الاجتماع الذي عقد مؤخراً بالعاصمة اللبنانية بيروت والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل حصل صقر علي الضوء الأخضر من القيادة السياسية بدعم الملف القطري أم كان قراره من تلقاء نفسه ومجاملة لصديقه هاني أبوريدة الذي يقف بقوة بجوار بن همام رداً لجميل رئيس الاتحاد الآسيوي عليه. موقف صقر وبن همام يعيدنا بالذاكرة إلي وقت تقدم مصر باستضافة مونديال 2010، حيث كان أبوريدة مسئولاً عن الاتصال الخارجي للملف المصري وعقد جلسة مع بن همام والدكتور علي الدين هلال وزير الشباب في هذا الوقت والمسئول عن الملف المصري وطلب هلال من بن همام دعم الملف المصري ووقتها كانت العلاقات ممتازة بين مصر وقطر،لكن بن همام أكد لهلال أنه لا يكفيه الجلوس معه لكن يجب أن يتصل الرئيس مبارك بالأمير القطري حتي يحصل علي دعمه وأكد بن همام أن صوت قطر سيكون للملف المغربي،لكن وقت التصويت قام بن همام بالتصويت لصالح جنوب أفريقيا وهنا يأتي سؤال آخر: هل قام أمير قطر بالاتصال بالرئيس مبارك للحصول علي الدعم المصري أم كانت مبادرة فردية من أبوريدة الذي أكد أن صوت مصر سيكون لقطر؟، لكن كان الوسيط بين صديقيه بن همام وصقر لعقد هذه الجلسة للحصول علي غطاء من الجهة المسئولة عن الرياضة المصرية، وبالتالي علي غطاء سياسي، ولا يدري أبوريدة أنه ورط صديقه حسن صقر في مأزق شديد مع القيادة السياسية، خاصة أن العلاقات المصرية القطرية في هذا التوقيت فاترة إلي حد كبير، وهناك توتر في العلاقات وغضب كبير من القيادة السياسية المصرية تجاه سياسة قطر خلال هذه الفترة، خاصة في الأزمة الكروية المصرية الجزائرية، حيث إن قطر ورجال الأعمال القطريين أخذوا مكان مصر ورجال الأعمال المصريين في الجزائر، وكل الأعمال التي كانت تقوم بها الشركات المصرية حصلت عليها الشركات القطرية، وهو ما يعني أن موقف صقر صعب للغاية ومن الممكن أن يكون موقفه سبباً في رحيله «أي صقر» عن منصبه، خاصة أنه سيتم التجديد له في أكتوبر المقبل، وأيضًا أن صقر دخل في مشاكل عديدة خلال الفترة الماضية مع بعض الاتحادات، كما أنه فشل في إدارة أزمات نادي الزمالك، بل كان هو نفسه سبباً رئيسياً - في معظم الأحيان - في هذه الأزمات. المثير في الأمر أن هاني أبوريدة يقدم حالياً دعماً للملف القطري أكثر مما قدمه لدعم الملف المصري نفسه إرضاءً لصديقه محمد بن همام ويتولي أبوريدة مسئولية إقناع ثلاث دول بدعم الملف القطري والتصويت لصالحه ومسئول عن توفير دعم سياسي ومعنوي ومادي لهذه الدول، ومن بين هذه الدول ترينداد وتوباجو. يرتبط صقر بصداقة قوية مع المسئولين الرياضين هناك، لكن المثير أن مندوب ترينداد وتوباجو حصل علي مبلغ مالي كبير أثناء تقدم مصر بملف 2010،لكن لم يعط صوته لمصر الذي حصل ملفها علي صفر كبير.