وصفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه الفرعون الجديد الذي سيتعين عليه الاختيار بين انتهاج سياسة اقتلاع جماعة الإخوان من جذورها، عن طريق السماح بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي أو انتهاج سياسة مهادنة الجماعة فيأمر بتخفيف الحكم إلى المؤبد. وقال "نوح فيلدمان" في مقال نشرته الوكالة أن اختيار تخفيف الحكم إلى المؤبد سيعني أن الرئيس السيسي قد فضل انتهاج سياسة مهادنة الإخوان التي اتبعها قبله نظام حسني مبارك والسادات، وبموجب هذه السياسة سمح للإخوان في عهد السادات بأن يصبحوا أكبر تنظيم غير رسمي في البلاد، رغم إلقاء القبض على أعضاء في الجماعة من حين لآخر دون الاقتراب من القيادات البارزة مثل المرشد طالما ابتعدت الجماعة عن انتقاد النظام بشكل مباشر، وكان النظام حسب فيلدمان يعتبر أن السماح للإخوان بالعمل السياسي المشروط يمنعهم من الانخراط في العمل المسلح. وأضاف "في عهد مبارك شاركت شخصيات لا تمثل الجماعة بشكل رسمي في خوض انتخابات برلمانية، لكن الجميع كان يعلم أن مشاركتهم في الحياة السياسية كان بغرض مهادنتهم". وتابع فيلدمان أن "سماح السيسي بإعدام مرسي سيكون كمن يدعو الجماعة للمضي قدما في اغتياله، وهو ما سيوفر له مبررا كافيا لمحاولة القضاء على الجماعة نهائيًّا عن طريق الاعتقال والإعدام والتعذيب، وقد تؤدي هذه السياسة إلى دفع أعضاء الحزب للانخراط في أحزاب إسلامية أعلنت دعمها الصريح للسيسي مثل حزب النور، وسيصب تحول الجماعة للعنف الصريح في صالح السيسي؛ لأنه سينتهز الفرصة للانقضاض على الجماعة وسيدعو الغرب ودول الخليج لدعمه في مواجهة التهديد الإرهابي". وأردف: "لكن السياسة الأخيرة قد تؤدي إلى تكرار السيناريو الجزائري الذي شهد تدخل الجيش للقضاء على الإسلاميين الذي فازوا في انتخابات عقدت في مطلع التسعينات، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 ألف أو نحو 200 ألف شخص". وأوضح فيلدمان أن "مصر قد تكون مختلفة عن الجزائر، فتاريخها يخلو من الحروب الأهلية العنيفة"، مشيرًا إلى أن طموح السيسي في أن يصبح الفرعون الجديد لمصر يعتمد كثيرا على طموح المواطنين في تحقيق الاستقرار.