تصيبك الحيرة والارتباك وأنت تتابع القنوات الفضائية، حتى الإخبارية والسياسية منها .. وعلى كثرتها لا تسمن ولا تغني من جوع .. قلة بركة بعيد عنك .. نفس الوجوه القديمة قبل الثورة كما هي .. ونفس الأحاديث المملة .. يتبادلون الأدوار .. فمن كانوا مجرد ضيوف صاروا مقدمي برامج .. كأنها مؤامرة جديدة على الشعب المصري. أين الكفاءات العلمية في كل المجالات؟ أين الدرر الكامنة؟ أين المخلصون من العلماء والمفكرين في الجامعات والمراكز البحثية؟ معظم الفضائيات الآن تخرج أسوأ ما في المجتمع من أصحاب الكلمة الزائفة والمتلونين والمتحولين وأصحاب الشلل .. نجوم لكل العصور.. والشعب يريد إسقاط الفضائيات .. - منى الشاذلي مع يحي الجمل تاني وللمرة العشرين في العاشرة مساءً .. المحور غير معتز الدمرداش .. صحيح ذهب لقناة أخرى لكنه تغيير .. ومنى زي ماهية .. بتغير كل يوم لبسها وتسريحة شعرها فقط .. طيب الثورة قامت ريحونا منها شوية .. كفاية كده، أو أعطوها أجازة أو حتى بدل العاشرة اعملوها الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل، علشان نكون نايمين، ولو عندها بعض الوضوح والمصداقية تخرج بالليل وتقول أنا بأكره الثورة والثوار وبأكره اليوم اللي جعلني استضيف غصب عني بعض الإسلاميين وأنا وراهم والزمن طويل .. - أحب الجزيرة الوثائقية .. تأخذك إلى كل أنحاء العالم .. إلى آفاق من المعرفة والبحث.. الكاميرا لا تكذب ولا تتجمل .. بلا زيف ولا رتوش .. أتذكر دائماً وأنا أستمتع بجولاتها فيلمًا تسجيليًا رائعًا لا أنساه عن الكتاتيب في اليمن (أعاده الله سعيداً) ..وكان باكورة الأفلام التسجيلية لقناة الفجر (عافاها الله) تخصصت في دور القرآن والمقرئين .. الفيلم التسجيلي هذا يحكي عن شيخ بسيط بنى على سفح الجبل داراً للقرآن الكريم من الطوب اللبن والخشب .. وفي الفضاء الرحب يعلم وحده بإعجاز وصبر عشرات بل مئات من الفتيان والفتيات القرآن الكريم بشكل منظم وسهل .. يتحلقون حوله في مجموعات ويصول هو بينهم ويجول .. مرددين آيات القرآن الكريم ويكتبونه على ألواح من الخشب .. وينصرفون منظمين بين الجبال كما يتجمعون .. أين القنوات الدينية على كثرتها من الوثائقيات؟ أين هي من رحم المجتمع في المدن والقرى والنجوع؟.. أين هي من المجموعات المسلمة المناهضة التي تعمل في صمت وتؤكد على خيرية الإسلام والتي لولاها ما بقي المجتمع المسلم متماسكاً حتى الآن تحت وطأة الفساد والسلطة .. والسيف أصدق أنباء من الكتب؟ ... - إبراهيم عيسى، علاء الأسواني، وائل الإبراشي، عادل حمودة، مجدي الجلاد ... إلخ .. كأن مصر ليس بها إلا هؤلاء .. قد خلت منها العقول فلم يبق لنا إلا هذا الضجيج بلا طحن .. فأينما تحرك ريموت الفضائيات تجدهم .. على CBC وأخواتها، وعلى مسئوليتي وعلى مسئوليتهم، وعلى التحرير وعلى الاستعباد والقهر .. فها يعقل هذا؟.. مقدم برنامج لا يمل من الثرثرة على مدى ساعات وحده يعلمنا حروف السياسة والفكر والثقافة والفن ..