الصحافة تعيد مظاهر الملكية وتصف الحاكم ب «رجل الأقدار والمستحيلات» أسدل الستار على النظام الملكي في مصر، منذ أكثر من 60عامًا مع قيام ثورة 23يوليو 1952، التي قادها "الضباط الأحرار" ضد الملك فاروق، إلا أن أحد مظاهر النظام الملكي، الذي كان يحتفل سنويًا بذكرى تولي الملك الحكم فيما يُعرف ب "عيد الجلوس"، عادت في الذكرى الأولى لوصول الرئيس عبدالفتاح السيسي، مخالفًا بذلك الأعراف السابقة في عهود كل رؤساء مصر السابقين. إذ حول الإعلام الموالي للسلطة كشف الحساب السنوي للسيسي بعد عام من توليه الحكم، إلى احتفال يشبه "عيد جلوس" الملوك والسلاطين، مع قيام العديد من الصحف برصد ما اعتبرتها إنجازات للرئيس في العام الأول من توليه الحكم، والتي تضمنتها عبارات مدح وصلت إلى تشبيهه بقصص الأساطير والخيال. أدهم صبرى الذى انتظره الشعب لا يستطيع أحد من جيل الثمانينيات أو التسعينيات نسيان أدهم صبري، الشخصية الخيالية، التى اخترعها الكاتب نبيل فاروق، فى سلسلة "رجل المستحيل"، حيث تُجسد رجل المخابرات المصرية صاحب القدرة على ممارسة جميع أنواع القتال وإجادة جميع اللغات وتقليد جميع النبرات الصوتية، بالإضافة إلى قدرته الفائقة على قيادة السيارات والطائرات والغواصات. إلا أن هذه القصة الخيالية، حولها الإعلام المصري إلى شخصية حقيقية، إذ اعتبرت صحيفة مملوكة لأحد رجال الأعمال المقربين من السلطة، أن الرئيس السيسى أدار عامه الأول ب 7 وجوه، (الرجل العسكري، ورجل المخابرات، ورجل الدولة، والزعيم، والمتدين، والدبلوماسي، والإنسان)، وأفردت الصحيفة فى تقرير لها، خصال وصفات الرئيس "رجل المستحيل" الذى يجمع بين كاريزما عبدالناصر ودهاء السادات، طبقًا لوصفها، صاحب القدرات المتعددة والقلب الطيب على البسطاء، وساقه القدر لإنقاذ المصريين واستطاع أن يدخل بالبلاد فى رحلة جديدة بعد ثورة 25 يناير. صاحب الانتصارات المئوية وتخطت صحيفة أخرى، قصص خيال "رجل المستحيل" صاحب القدرات الفائقة، واعتبرت أن السيسى أقدر منه، حيث استطاع خلال 365 يومًا أن يصنع انتصارًا لايتحقق إلا فى 100 عام. وأعدت الصحيفة ملفًا رصدت فيه تفاصيل أخطر القرارات والإنجازات الرئاسية التى اتخذها الرئيس خلال العام الأول من حكمه، والتى كان من أهمها دعوته لتجديد الخطاب الدينى فيما يُعرف ب"الثورة الدينية". ولم تكتف الصحيفة بذلك بل رجعت إلى إنجازات الرئيس، حينما كان لا يعرفه سوى قيادات المجلس العسكرى قبل توليه وزارة الدفاع فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ونشرت تقريرًا عن حياته منذ مولده وحتى توليه أعلى منصب تنفيذى وتشريعى فى البلاد، وكأنها تقدمه مرشحًا جديدًا للرئاسة. السيسى رجل الأقدار بينما وصف الكاتب الصحفى، ياسر رزق، رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، الرئيس عبد الفتاح السيسى، ب"رجل الأقدار"، وقال إن القدر ساقه إلى الشعب المصرى لقيادته فى هذه الظروف بالرغم من أن أقصى طموحه كان الوصول إلى أعلى منصب فى القوات المسلحة (وزير الدفاع). وقال "رزق"، صاحب أول حوار صحفى مع الرئيس السيسى، فى مقال له تحت عنوان "ورقة وقلم ذكريات من وحى اليوم رقم365"، إن "الرئيس يطمح فى أن ينجز فى ال4 سنوات، فترة حكمه، ما يتم إنجازه فى الأحوال العادية فى 40 سنة"، مشيرًا إلى أنه "يستشعر عظم المسؤولية وهول التحديات وعلو الطموحات، وقدر آمال الشعب الذى لم يجد بالفعل من يرفق به أو يحنو عليه، كما جاء على لسانه". سفير النوايا الحسنة ولخصت الصحيفة، إنجازات الرئيس في مواقف لشخص يبدو وكأنه سفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة، إذ اهتمت فى التقرير الذى أعدته بعنوان "أنت نور عنينا"، بالأعمال الإنسانية للرئيس، والتى كان أولها بوكيه ورد للفتاة المتحرش بها فى "التحرير"، والاستجابة لنداءات بعض السيدات المسنات، واستقباله للطفل أحمد ياسر، المريض بالسرطان فى قصر الرئاسة تلبية لرغبته، بالإضافة إلى قرارات الرئيس التى تسير فى هذا الاتجاه مثل الإفراج عن 28 غارمة من السجون المصرية وتمويل مشروع القرى الأكثر فقرًا ب500 مليون جنيه.