عم «حسن مبارك» متهم بسبب شيماء الصباغ.. «إسراء الطويل» مختطفة على كرسي متحرك.. الغول يستشهد بعد يوم من اعتقاله.. مرشح ل «الأوسكار» خلف القضبان.. واعتقال شقيق الشهيد «أنس المهدي».. باحث ب"نضال" للحريات.. وزوار الفجر يعاودن الظهور بالبحيرة "اختفاء قسري.. اختطاف.. زوار الفجر.. مداهمات للمنازل" مسميات أطلقتها القوى الثورية والسياسية على هؤلاء الذين تم اعتقالهم أو بالأحرى "اختفاؤهم" من منازلهم على مدار الأسبوع الماضى، ممن لهم علاقة قريبة أو بعيدة بالعمل السياسي، فبعض تلك القوى ربطت حملة الاعتقالات العشوائية، كما وصفوها بأنها مرتبطة بدعوات العصيان المدنى التى دعت إليها حركة شباب 6 إبريل تحت شعار "وأخرتها 611" والدعوات الأخرى للتظاهر فى الذكرى الثانية لثورة ال 30 من يونيو، يوم الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى من حكم مصر، فى إطار تصعيد من جانب وزارة الداخلية لموجة الاعتقالات ضد حريات الشباب الثورى والتى وصلت، بحسب النشطاء، إلى ما يقرب من 150 معتقلاً خلال أسبوع واحد ما بين القوى الثورية والإخوان، لترصد "المصريون" بالأسماء والتفاصيل حالات الاختطاف لعشر أشخاص ومازالت المداهمات مستمرة. تفاصيل المعتقلين ومكان الاحتجاز.. "مجهول" مئات الاعتقالات دارت بمحافظات مصر "القاهرة ، الإسكندرية، سيناء، الجيزة، الشرقية وأخيرًا وليس بآخر البحيرة"، أسماء كثيرة مجهولة وغير معروفة على الصعيد الإعلامى إلا لزملائهم فقط فخلال الأسبوع الماضى كان الحظ السيئ يدور حول عشرة معتقلين من بينهم من له نشاط سياسى والآخر لا يعرف عن السياسة شيئًا. - كانت البداية مع فاطمة السيد أو المشهورة باسم "داليا رضوان" ابنة محافظة الإسكندرية، لم تكن تلك المرة الأولى التى يتم اعتقالها، فقد نالتها فى شهر إبريل 2014، وذلك لتعليقها "دبوس" مكتوبًا عليها شعار "6 إبريل القبضة"، وقد قام حينها ضابط بالتعدى عليها واحتجازها داخل قسم الشرطة، ولم تنته القصة هنا بل إنها بعد مرور ما يقرب من شهر على إجرائها لعملية خطيرة خارج البلاد، والآن تعتبر فى فترة نقاهة، تم اعتقالها فجرًا من داخل منزلها يوم 31 من شهر مايو الماضى بتهم (الانتماء إلى كيان محظور "6 إبريل"، إدارة اجتماعات لجماعة الإخوان، تكدير السلم العام والدعوة للعصيان المدني) وتم الإفراج عنها الخميس الماضى بكفالة قدرها 5000 جنيه. وتعد داليا من أنشط الشخصيات التى تهتم بشئون المعتقلين ومساعدتهم لنشر قضاياهم بالإضافة إلى توفير الإعاشة لهم، ومن أكثر الشخصيات أيضًا الناشطة بمجموعة "الحرية للجدعان" ولكن تم الإفراج عنها. - وتحت شعار "إسراء الطويل فين" كشف والدها محفوظ الطويل عن اختطافها فى أول يوم من شهر يونيو الجارى من أمام كورنيش النيل التابع لمنطقة "المعادي"، وهى تحمل الكاميرا الخاصة بها للتنزه هى وزملاؤها عمر محمد وصهيب سعد الغريب، فى الأمر أن إسراء مريضة "بكرسى متحرك" لا تستطيع المشى إلا لخطوات بسيطة داخل المنزل، وذلك منذ إصابتها بطلق خرطوش بظهرها أثناء تصوريها ومشاركتها فى إحدى التظاهرات التى دعا إليها التحالف الوطنى لدعم الشرعية، وبحسب رواية النشطاء المتواصلين مع القضية عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أنهم قاموا بالسؤال عنهم فى الأقسام ولكن أنكروا وجودهم ولم يستدل على مكانها حتى الآن. - وكانت آخر المداهمات "بوقت كتابة هذا الملف" من نصيب باحث مركز نضال للحقوق والحريات، حيث قامت قوات الأمن بمداهمة منزل "محمد إبراهيم على" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق، وذلك بتهمة الدعوة للتظاهر والإضراب، ليؤكد بعدها "نضال" أن تلك الحملة تعتبر عداءً صريحًا للحقوق والحريات، فهى تأتى فى سياق خارج عن القانون وتدخل فى نطاق أعمال العصابات والبلطجة ضد منظمات المجتمع المدني، وأن النظام الحالى يأبى إلا أن يكرس مفاهيم وسلوكيات الدول البوليسية والتى لا تكترث للعواقب، حتى ولو حولت الأوطان إلى سجن كبير "على حد وصفهم". - "رجل مسن تجاوز عمره ال 60 مصاب ب "السكر والضغط"، كما هو حال معظم المصريين لم يسلم من حملة الاعتقال العشوائية تهمته الانتماء لجماعة أسست على خلال القانون "6 إبريل" وطبع كتب وإعدادها للتوزيع بدون تفويض، فكما لقبته القوى "عم حسن مبارك"، ألقت قوات الأمن الوطني، كما وصف شقيقه المحامى الحقوقى عماد مبارك، القبض عليه فى 31 مايو الماضى وبعرضه على النيابة تم توجيه تلك الاتهامات السابقة إليه وحبسه على أثرها 15 يومًا على ذمة التحقيقات. ولكن كشفت التحريات أن الكتب التى كان يقوم بطباعتها أولها يحمل اسم "فوق الدولة.. شركات متعددة الجنسيات" كتاب يتحدث عن التحكيم الدولى وحماية الاستثمار الصادر عن المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الذى يترأسه المحامى الحقوقى خالد على، وآخر وهو ديوان باسم "على ظهر التذكرة" للشهيدة شيماء الصباغ، والصادر عن دار ابن رشد للنشر وكلاهما مصرح بتداولهما ونشرهما. - بعد يوم واحد من اعتقاله أصيب "صابر الغول" المسن الثورى أحد أبناء قبيلة الفواخرية بمدينة العريش، بهبوط حاد فى الدورة الدموية أدى إلى وفاته فى ظروف غامضة فى مستشفى العريش العام بعد اعتقاله بمقر أمن الدولة بسيناء. وحسبما وصفه أصدقاؤه وشباب القوى، الذين كانوا على علاقة وطيدة به خلال ثورتى 25 يناير و30 من يونيو، بأنه كان يتمتع بصفات الرجولة والشهامة والوطنية لأبعد حدود، حيث إنه كان يقوم بحماية الأهالى خلال فترة الانفلات الأمنى الذى شهدته الدولة بعد ثورة 25 يناير، وظهر الغول فى العديد من الأماكن وهو يحتضن عساكر الجيش أمام دبابتهم وجنود الأمن المركزى فى إشارة منه لدعم الشرطة والجيش. - "أحمد طه السيد خطاب" طالب الفرقة الثانية قسم القوى والآلات الكهربية بكلية الهندسة جامعة حلوان، مسئول اللجنة الثقافية باتحاد الطلاب، تم احتجازه لدى فرع الأمن الوطنى ب "أبو النمرس" بمحافظة الجيزة يتعرض لتعذيب وفقًا لما قاله بعض المحامين المتابعين للقضية، بعد أن تم اعتقاله أثناء عودته للمنزل تحديدًا فى الثانية عشر ليلاً فى يوم 30 مايو الماضى، وذلك ما رواه أهل الطالب، مضيفين أنه منذ ذلك الحين لا يعرفون عنه شيئًا ولم يتم تحرير أى محاضر ضده لدى أى من أقسام الشرطة المحيطة بهم أو حتى بمحيط جامعة حلوان، وعلى أثره أصدر اتحاد الطلاب كلية الهندسة جامعة حلوان، بيانًا يحمل فيه الدولة وكل أجهزتها التنفيذية والقضائية المسئولية الجنائية والأدبية فى حالة حدوث له أى مكروه، مطالبًا الدولة وأجهزتها المعنية بسرعة الكشف عن مكانه. - "فيلم الميدان" كان على مقربة كبيرة من رصد تفاصيل ثورتى ال 25 من يناير وال 30 من يونيو، كان بطل ذلك الفيلم هو "مجدى عاشور" ولكن الآن يقف "عاشور" الممثل المرشح لجائزة "أوسكار" عن فيلمه مختطفًا لا يعرف أهله أو أصدقاءه، حيث أعلن المحامى الحقوقى محمد صبيح، اختطافه من الأمن الوطنى من أمام منزله بدائرة قسم شرطة الهرم. - عبد الرحمن أحمد البيلي، الذى تم اختطافه من منطقة المعادى مساء يوم 31 من شهر مايو الماضى وحتى الآن لم يعلم أهله مكان احتجازه بأقسام الشرطة أو النيابة العامة، البيلى خريج كلية العلاج طبيعى جامعة أكتوبر ومعروف وسط كل أصدقائه وزملائه بأدبه وأخلاقه وشجاعته، وظل ممثلاً لكليته فى اتحاد الطلاب ثلاث سنوات متتالية. - محمد عبد الحليم، طالب بالفرقة الثالثة كلية الحقوق جامعة الزقازيق، اعتقل بعد مداهمة منزله لإلقاء القبض على شقيقه ولم يجدوه فأخذوه بديلاً عنه، وفى نفس اليوم "الأربعاء الماضي" اختطف عبد الله المهدى، شقيق الشهيد أنس المهدي، الذى توفى بعد غيبوبة دامت 27 يومًا أثر اعتداء قوات الأمن الإدارى لجامعة القاهرة عليه فى 19 من شهر إبريل الماضي، بالإضافة إلى اعتقال "إسلام سعد ومحمود جمال"، مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، حيث تم اقتحام بيوتهما فجر الخميس الماضي. الثوار: نتيجة طبيعية بعد دعوات العصيان وعلى جانب القوى الثورية، قال محمد نبيل، القيادى بحركة شباب 6 إبريل، إن حملة الاعتقالات والاختفاء طالت عددًا من شباب الحركة، خاصة بعد الدعوات التى دشناها للعصيان المدنى والاحتجاج الشعبى على مستوى الجمهورية من خلال فعالية "وأخرتها" وهو دليل على قلق وخوف النظام من تلك الدعوات. ورفض نبيل، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، الكشف عن هوية أو أعداد المعتقلين بصفوف الحركة نظرًا لتخوفاتهم من استمرار حبسهم أو التحقيق معهم نتيجة النشر. وأضاف القيادى ب 6 إبريل، أن الدولة أصبحت لا تحترم القانون أو الدستور بعد حالات الاعتقالات والاختطاف العشوائية، مشيرًا إلى أن هناك أحكامًا على بعض الشخصيات منهم الإعلامى "أحمد موسى" مؤكدة ونهائية ولم تنفذ، فى حين يقبع الشباب المعتقلون داخل السجون لمدد طويلة قد تصل لسنوات دون تهم أو أحكام. فيما قال زيزو عبده، القيادى بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إن الحملات الخاصة بمداهمة البيوت والاختفاء القسرى والخطف، أصبحت دون عرض على النيابة ولكن تقتصر الأمور فقط على تحقيقات أمن الدولة فى أماكنهم السرية غير المعروفة، فى محاولة لاستخلاص المعلومات منهم عن أى تحركات قبل ذكرى ثورة 30 يونيو الثانية. وأضاف عبده، أنه بعد انتهاء تلك التحقيقات مع المعتقلين بأمن الدولة يقومون بترحيلهم إلى النيابة العامة وتلفيق بعض التهم والقضايا ويأخذوا أدوارهم فى رحلة "المعتقلين" كغيرهم من شباب الثورة، وذلك بالإضافة إلى البلاغات التى تم تقديمها من بعض المحامين المحسوبين على النظام الحالى ضد النشطاء فى مختلف أرجاء محافظات الجمهورية، بحسب قوله. وتابع، أن طموح الشباب الذى شارك فى ثورتى يناير ويونيو كان يصل لحد السماء بمطالبهم بتحقيق "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" ولكن بدأت فى النقصان حتى وصلت إلى الأرض، وذلك بعد حملة الاعتقالات العشوائية ومداهمات المنازل للنشطاء السياسيين بتهم الدعوات للتظاهر والإضراب. وقال عبده، فى تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "فى البداية كانت طموحاتنا بتلمس السما وبدأت تقل تقل وتنزل من السما للأرض يعنى بقينا نتمنى اللى يتمسك يخرج براءة أو يقعد 4 أيام ويسيبوه أو 15 يوما تجديد أو حتى شهر أو شهرين وبعدها ياخد إخلاء سبيل على ذمة قضية؛ دلوقتى بقينا نتمنى اللى يتخطف يظهر ويتحول نيابة عشان نعرف أنه موجود ولسه قلبه حى"، مضيفا: "النظام بدأ الإبادة الجماعية للثوار". فيما أعلنت حركة "الاشتراكيون الثوريون" عن تضامنها الكامل مع حركة شباب 6 إبريل، فى مواجهة الحملة الشرسة التى تشنها قوات الشرطة والأمن الوطنى على الأعضاء التابعين لها بعد دعوات الإضراب والعصيان المدنى فى 11 من شهر يونيو الجاري. حقوقى يطالب "6 إبريل" بكشف هوية المحتجزين أثارت حملة الاعتقالات عددًا من المنظمات الحقوقية المهتمة بشئون الاعتقالات الخاصة بشباب القوى الثورية، حيث ناشدت حملة "الحرية للجدعان" بضرورة أن يقوم أهالى المختطفين على يد أفراد من الداخلية أو الأمن الوطنى أو مباحث الأقسام سواء كانوا مرتدين الزى الرسمى أو المدنى بسرعة إرسال تلغراف للنائب العام نصه "السيد المستشار النائب العام، تم القبض على(......) بدون مبرر من قبل أفراد الداخلية أو من قبل أشخاص مرتدين زيًا مدنيًا، ورافضين ذكر هويتهم لكن يظهر عليهم أنهم من رجال الأمن الوطنى والمباحث ونطالب باتخاذ الإجراءات القانونية خوفًا من تلفيق التهم أو التعرض للتعذيب للمختطف". وأضافت "الحرية للجدعان"، أنه يجب أن يتم أخذ صورة رسمية من التلغراف المرسل من سنترال رمسيس ليكون سندًا قانونيًا هامًا ضد تلفيق التهم وضرب المتهم وإثبات موعد الاحتجاز الفعلى وليس الورقي. ومن جانبه، عبر أحمد سميح، المحامى الحقوقى، ومدير مركز أندلس للدراسات والتسامح ومناهضة العنف، عن رفضه التام لحملة الاعتقالات العشوائية التى تمت مؤخرًا تجاه أعضاء حركة 6 إبريل وشباب القوى الثورية بالتزامن مع اقتراب موعد فعاليات "وأخرتها". وقال سميح، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، إنه كان يجب على أعضاء حركة 6 إبريل أن يخرجوا ببيان رسمى بأسماء الأعضاء الذين تم اعتقالهم. وطالب المحامى الحقوقى، بالإفصاح عن هوية الكوادر التى تم اعتقالها مؤخرًا للتعامل معهم قانونيًا لبدء اتخاذ الإجراءات القانونية الأزمة للإفراج عنهم ومعرفة أماكن احتجازهم.