تجدّدت، اليوم الاثنين، الإحتجاجات المناهضة لترشّح الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة تصفها المعارضة ب "غير دستورية"، وفقا لمراسل الأناضول. ويأتي تجدّد الاحتجاجات رغم إعلان المعارضة نهاية الأسبوع الماضي واليوم، هدنة، ك "ردّ" على الدعوة التي أطلقها مجلس الأمن القومي (مؤسسة حكومية)، السبت الماضي، لحثّ السكان على استئناف أنشطتهم انطلاقا من اليوم الاثنين. وفي تصريح للأناضول، قال باسيفيك نينيناهازوي، رئيس "المنتدى من أجل تعزيز المجتمع المدني"، أنّ "فكرة تمديد الهدنة إلى غاية اليوم لا يمكن تفعيلها عقب استفزازنا من قبل مجلس الأمن القومي، من خلال دعوته إلى تطبيع الوضع في البلاد، وكأنّ سبب الاحتجاجات قد اندثر"، مضيفا: "نعتبر هذا الأمر إهانة للشعب (البوروندي)". وفي الأثناء،لا تزال العاصمة بوجمبورا تعيش حالة من الشلل في ظلّ تواصل إغلاق المدارس، إضافة إلى المحلات التجارية والمكاتب وغيرها، فيما عاودت الحواجز الظهور في الشوارع الجانبية والأزقّة، رغم محاولات قوات الأمن المنتشرة تفريق المتظاهرين الذين لم تكن أعدادهم كبيرة اليوم.
وتعليقا على حيثيات الوضع في العاصمة البوروندية، وعلى اتخفاض عدد المتظاهرين اليوم الإثنين، قال ماتياس ياموريمي، وهو أحد الشباب المنظّم للاحتجاجات بمنطقة بويزا الحضرية (ضواحي بوجمبورا)، إنّ "الأمر يعود إلى مشاكل متعلّقة بالاتصالات، إذ لم تعد هناك محطات إذاعية لتمرير المعلومات والرسائل، كما أنّ عددا قليلا فقط من السكان بإمكانهم الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعية، رغم أنّ الأخيرة تعدّ الطريقة الأنسب لتمرير رسائل منظمي الاحتجاجات. الإذاعة الرسمية بثّت خبر الهدنة ل 3 أيام، وهو ما بلغ إلى الناس، ولم يعرفوا بنبأ كسر هذه الهدنة، لذلك، فمن المتوقّع أن تبلغ الاحتجاجات أوجها في الغد". وفي سياق متصل، قال أماني نداهيرو، المقيم في ضاحية بويزا ببوجمبورا، في تصريح للأناضول، أنّ قوات الأمن ألقت القبض، اليوم، على شخص، بينما كان في إحدى المحلات بالضاحية، حيث "اتهمه أفراد الشرطة بالمشاركة في الاحتجاجات"، لافتا إلى أنّ مثل هذه الإعتقالات تحدث بطريقة متواترة منذ أيام". أمّا في شمال العاصمة، وتحديدا في ضاحية سيبيتوكي، فقد حاول المئات من المحتجّين التجمّع، غير أن قوات الأمن قامت بتفريقهم باطلاق الأعيرة النارية في الهواء، وعمدت إلى تفتيش المنازل بحثا عن منظمي الاحتجاجات المناهضة للنظام. ووفقًا لإحصاءات أجرتها وكالة الأناضول استنادًا لمصادر أمنية ومنظمات إنسانية، فقد ارتفعت أعداد ضحايا المظاهرات التي تشهدها بوروندي منذ أكثر من شهر، إلى 47 قتيلًا.
وتواصلت المظاهرات المناوئة للرئيس نكورونزيزا، إلى الجمعة الماضية، لليوم 41 على التوالي، في بوجمبورا وعدد من المدن والبلدات البوروندية، فيما أعلن مرسوم رئاسي صادر عن رئاسة الجمهورية، قبلها بيوم، إرجاء الانتخابات المحلية والتشريعية إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان من المقرر إجراؤها الجمعة الماضية. وتعيش بوروندي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كادت أن تطيح بحكم نكورونزيزا، في 13 مايو/ أيار الماضي، أزمة سياسية وأمنية، على خلفية احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل/ نيسان الماضي، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2005، لولاية ثالثة، في الانتخابات المزمع اجراؤها في ال26 من الشهر الجاري.