طالبت عشرات المنظمات الإسلامية المستقلة التي تمثل الجالية الإسلامية في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة باعتماد يوم عالمي للتعايش بين الشعوب والثقافات والأديان. قال الشيخ خالد بن تونس رئيس الجمعية العالمية الصوفية وهي المنظمة الدولية غير الحكومية التي لها صفة "الاستشاري الخاص" لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمنظمة الأممالمتحدة وإحدى المنظمات التي بادرت للموضوع قال في تصريح للأناضول: "نعمل على جمع التوقيعات على مستوى العالم والتنسيق مع المنظمات العالمية وشركاءنا لمطالبة الأممالمتحدة باعتماد يوم عالمي للتعايش، العالم بحاجة لترك الخلافات ووضع يده بيد بعض لتحقيق التعايش والأمن والاستقرار والتفاهم". وجاءت المطالبة بيوم عالمي للتعايش في ختام مؤتمر للتعايش بين الأديان والثقافات عقد يومي السبت والأحد في العاصمة الإسبانية مدريد. واختتم اليوم الأحد في العاصمة الإسبانية مدريد المؤتمر العالمي للتعايش بين الأديان والثقافات والذي شهد مشاركة أهم المنظمات الإسلامية في أوروبا، ومختلف دول العالم لتشجيع اتخاذ المسلمين المقيمين في الغرب لخطة مطالبة الأممالمتحدة لاعتماد يوم عالمي للتعايش بين مختلف الأديان والثقافات. وشهد المؤتمر مشاركة قوية من قبل الشباب من الجيل الثاني من المهاجرين، والذين يشعرون بحسب بن تونس بأهمية التعايش أكثر من غيرهم لأنهم ولدوا في مجتمعات تشكل وطنًا لهم ويشعرون أنهم أبناءها وفي ذات الوقت هم غير مستعدين للتخلي عن هويتهم ودينهم الإسلامي. واستعرض ممثلو مبادرة اليوم العالمي للتعايش في فرنسا قصصًا لشباب من مختلف الأديان والثقافات انخرطوا في المبادرة دون التحفظ على أنها طرحت من قبل منظمات إسلامية". ومن بين الفاعلين في مبادرة يوم عالمي للتعاش، رنان إدريس المرشد العام للكشافة الإسلامية في فرنسا، وهو متحمس للفكرة وقال لمراسل الأناضول بعد مشاركته في ورشة خاصة بالتحديات المطروحة للمسلمين: "رغم كل التحديات المطروحة للمسلمين فإن وجود شباب مسلم من أبناء البلدان الأوروبية يجعل القدرة على التكيف أكبر، وهؤلاء الشباب يبدو لي أنهم قادرين على خلق التعايش، لأنهم جزء من المجتمع، لقد بات الإسلام جزءًا من أوروبا وليس هوية وافدة، الجيل الجديد من المسلمين هما أبناء أوروبا ويجب أن يتعايشوا معها وتتعايش معهم". وقال سعيد بن سلام المنسق العام لملتقى التعايش للأناضول: "المؤتمر بشكل عام يركز على الحضور الإنساني والروحي في حياة المسلمين المقيمين في الغرب، ولكن من أهم توصياته هو دعم مبادرة "يوم عالمي للتعايش" والتنسيق بهدف زيادة الوعي العالمي حول التعايش، وهي فكرة تكشف أن المجتمع المدني الإسلامي في الغرب بشكل ما بات يمتلك زمام المبادرة بالفعل ويساهم فيما يخدم المجتمع العالمي".