إحتفلت الأمة الإسلامية اليوم بعيد الأضحى المبارك ،وكل عام والمسلمون بخيرفى قوة وعزة ونصر مبين. فى هذه المناسبة يحضرنى بيتان لشاعرى المفضل أبو الطيب المتنبى .أما الأول فهو : عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ يعود علينا هذا العيد وقد اختفى الفرعون الطاغية حسنى مبارك وآله وملأه .لقد أطاح بهم الله عز وجل بقدرته بعد أن ساموا الشعب المصرى سوء العذاب . مبروك يا مصر.. يعود علينا هذا العيد وقد انتصر الشعب الليبى الشقيق فى صراعه ضد الطاغية الذى حكمه لمدة 42 سنة،وبعد ذلك قال لهم :من أنتم !! تصورا بعد 42 سنة يقول لهم هذا السؤال العبيط ؟ أنه يعنى فى لغتنا العامية (إنت مين انت ). سؤال يدل على الكبر والعجب واحتقار الشعب ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد قتله شعبه شر قتلة.تلك هى النهاية التى يستحقها .. مبروك يا ليبيا .. يجئ العيد وقدفازت فلسطين الحبيبة بعضوية اليونسكو. حدث ذلك في أروقة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في الحادي والثلاثين من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، في أعقاب التصويت بأغلبية أعضاء المؤتمر العام على قبول دولة فلسطين العضو رقم 195 في المنظمة، وأبرز لإخواننا الفلسطينيين فاعلية النضال السياسي كأحد الجوانب على طريق الوصول إلى دولة مستقلة وذات سيادة. مبروك يا فلسطين .. وهنا يأتى البيت الثانى للمتنبى رحمه الله : ما كل ما يتمنى المرء يدركه ..تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن فعلى الرغم من أن عدداً من الدول الغربية الكبرى صوتت لصالح قبول فلسطين في المنظمة الأممية، إلا أنها أعلنت أنها ستمتنع عن التصويت لصالح قبولها عضواً في الأممالمتحدة، عندما يتم طرح هذا الموضوع للتصويت في مجلس الأمن الدولي. ومن بين تلك الدول فرنسا، التي تشغل منصب عضو دائم في مجلس الأمن. ، حيث حصلت على موافقة 107 من أصوات الدول المشاركة وعددها 173، مع رفض 14 دولة أبرزها الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وامتناع 52 دولة عن التصويت. ففي حين صوتت خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي (جمهورية التشيك، ألمانيا، هولندا، السويد ،وليتوانيا) ضد قبول فلسطين في اليونسكو، صوت أحد عشر عضواً في الاتحاد الأوروبي لصالح قبولها، من بينها فرنسا وبلجيكا والنمسا وأسبانيا. وحول ذلك يقول الصحفي الألماني يان كولمان أن غياب السياسة الخارجية الأوروبية الموحدة "كان واضحاً في ليبيا. ألمانيا تقف منحازة إلى إسرائيل بشكل واضح. لذلك من الصعب القول بأن هناك سياسة أوروبية خارجية موحدة".أما أمريكا فقد ثارت وغضبت لهذه النتيجة وقررت قطع الدعم المالى عن اليونسكو. لماذا تتخذ الدول الأوربية هذا الموقف المتناقض،فتعترف بفلسطين كدولة عضو كامل فى تلك المنظمة ولا تعترف لها بهذه الصفة فى الاممالمتحدة؟ إنه الضغط الصهيونى الذى يحيط بمراكز اتخاذ القرار فى أوربا وأمريكا. وقد ذكرت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية أن موقف أمريكا من قرار منظمة اليونسكو بمنح العضوية الكاملة لفلسطين يضر بسمعة واشنطن كوسيط نزيه فى حل القضايا والمشاكل الدولية. وقالت الصحيفة الروسية، فى عددها الصادر اليوم، إن قرار واشنطن بالامتناع عن دفع مبلغ 60 مليون دولار للمنظمة والذي كان مقررا خلال الشهر الجاري، تسبب لها فى حرج كبير أمام حلفائها فى العالمين العربي والإسلامي. واعتبرت الصحيفة أن انضمام فلسطين اليونسكو يأتي ضمن استراتيجية متكاملة يهدف الفلسطينيون من خلالها الانضمام إلى مختلف الهيئات التابعة للمنظمة الأممية؛ تمهيدا للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. أما فى مصر فقد ابى الأستاذ الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء إلا أن يفسد على المسلمين فرحتهم بأول عيد أضحى يأتى بعد الثورة . فقد فاجأ الرأى العام بوثيقة تسمى "مبادئ الدستور " كشفت عن نوايا المجلس العسكرى فى فرض الهيمنة العسكرية على البلاد بصورة تفوق العهود السابقة وتجعلها هيمنة مقننة فى الدستور بل وتجعل القوات المسلحة دولة فوق الدولة ليس من جهة الاستقلال الكامل لشئونها فحسب بل فى تقنين حقها فى رفض أى شىء لا يتوافق معها فى الدستور الجديد ، و كشف المجلس العسكرى عن وجهه الحقيقى بهذه الصياغة ليقف ضد إعادة السيادة التى اغتصبها المخلوع للشعب ، وأن الثورة لم تقم إلا لهذا السبب , وذلك يجعل المجلس العسكرى متحكماً فى تشكيل الجمعية التأسيسية بخلاف ما جاء فى الاستفتاء الذى أكد على انتخاب أعضاء هذه الجمعية وهو ما اعتبره البيان يستهدف ترسيخ الهيمنة العسكرية لمنع إقرار الدستور للمرجعية الإسلامية . وقد رفضت القوى الوطنية والإسلامية وثيقة مبادئ الدستور التي أعلنها الدكتور على السلمى ،وهددت بإشعال ثورة ثانية يوم 18 نوفمبر القادم إذا لم يتبرأ المجلس العسكرى من هذه الوثيقة ويعزل الدكتور على السلمى من منصبه، ويكف عن فرض الوصاية على مجلس الشعب القادم باعتبار انه الجهة والقوة الوحيدة الممثلة للشعب . لا نعتقد أن أعلنها الدكتور على السلمى قد اقدم على هذه الخطوة فى ذلك التوقيت من تلقاء نفسه .إنها وثيقة الشؤم ونذير السوء . إننا نقول للمجلس العسكرى بوضوح أن الشعب المصرى قد تغير ،وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء,لن يعود عهد حسنى مبارك اللعين. سنتصدى لهذه الوثيقة بكل الطرق القانونية الممكنة بما فيها المظاهرات والاعتصامات والإضرابات .إن السلطة لا تمنح الشعب حقوقا ،ولكن الشعب هو الذى ينتزع حقوقه من السلطة.وإن غدا لناظره لقريب. "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" صدق الله العظيم