رأى مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، في تقرير له حول أزمة "الإخوان المسلمين" في الأردن، أنها تحظى باهتمام من الجانب الفلسطيني، مؤكدًا أن الجماعة لعبت دورًا مميزًا في دعم القضية الفلسطينية وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بدءًا من مشاركتها في حرب سنة 1948، ومرورًا بما يعرف باسم "معسكرات الشيوخ" في الستينيات. وأوضح التقرير أن هناك علاقات خاصة ومميزة بين جماعة الإخوان في الأردن وبين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بحكم الفكر والروابط التاريخية وعوامل الجغرافيا والديموغرافيا ومواجهة الخطر المشترك. وتأتي أزمة الجماعة في الأردن على خلفية تدشين عدد من شخصياتها ما عُرف ب"مؤتمرات الإصلاح"، لتقنين أوضاعها وطالبوا قيادات الجماعة بتقديم استقالتهم، وهو الأمر الذي استنكره القيادات معتبرين أن الحكومة تقف ورائهم لتكوين تنظيمًا موازيًا. وحول علاقة خلاف إخوان الأردن بحركة "حماس"، فقد تكرر إقحام حركة "حماس" في الخلافات التنظيمية داخل الجماعة واتهامها بالوقوف مع أطراف على حساب أخرى أكثر من مرة خصوصًا في فترات الانتخابات الداخلية، حيث قد يلجأ البعض لتوظيف الموقف من القضية الفلسطينية والاستقواء بدعم المقاومة والتعاطف مع حركة "حماس" في حشد التأييد الانتخابي، فيما قد يذهب آخرون لاتهام "حماس" بالتدخل لصالح مرشحين على حساب آخرين، في محاولة لتبرير عدم تحقيقهم النتائج المرجوة في الانتخابات، عبر إلقاء المسؤولية على عامل خارجي. وذكر التقرير أن "حماس" كررت أكثر من مرة نفي تدخلها في الشأن الإخواني، وأكدت أن ملف الانتخابات وإدارة شؤون الجماعة يخصها وحدها ولا تتدخل فيه الحركة من قريب أو بعيد. وأشار التقرير إلى وجود تخوفات من تداعيات سلبية محتملة لتصاعد الأزمة وتفاقم الخلاف على الوضع الفلسطيني في الأردن وعلى القضية الفلسطينية ومن أبرزها: التأثير سلبًا في حالة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية لدى بعض الشرائح المجتمعية، وإضعاف الدور الإيجابي لجماعة الإخوان المسلمين في إسناد الشعب الفلسطيني ودعم حركات المقاومة، حيث تقوم بدور رئيسي في تحريك الشارع الأردني للتعاطف مع الشعب الفلسطيني ومن التداعيات السلبية المحتملة لخلافات الإخوان الأردن على الوضع الفلسطيني، حسب التقرير، أن تزيد من حالة الانسحاب والسلبية لدى الشريحة الفلسطينية تجاه المشاركة في الحياة السياسية، حيث أظهرت الانتخابات النيابية والبلدية التي أجريت في الأعوام الماضية ضعفًا شديدًا في مستوى مشاركتها بالانتخابات، ولاسيّما تلك التي قاطعتها جماعة الإخوان المسلمين التي ينظر إليها كثير من الأوساط السياسية على أنها من أهم روافع تمثيل الأردنيين من أصول فلسطينية في الحياة السياسية. وحذر التقرير من أن استمرار الأزمة والخلاف والتوتر لا يخدم مصالح مختلف الأطراف، وينذر بانعكاسات خطيرة على أكثر من صعيد، وهو ما يفرض التعامل بقدر كبير من الحكمة والتعقّل وتقدير العواقب السلبية قبل أن يتفاقم الوضع ويتعقّد ويستعصى على الحلّ. وطالب التقرير أطراف الأزمة بتنحية البعد الفلسطيني والتوقف عن إقحامه طرفًا في الخلافات التنظيمية والتجاذبات السياسية، وتعزيز الوحدة الوطنية في المجتمع الأردني، وتوجيه البوصلة باتجاه مواجهة الاحتلال، وتنسيق الجهود لمجابهة الأخطار المشتركة التي تتهدد الأردن والقضية الفلسطينية في آن واحد.