لاتزال القضية الفلسطينية محور اهتمام جماعة الإخوان المسلمين فى الأردن، على الرغم من التزام مجلس شورى الجماعة فى اجتماع طارئ عقد الخميس الماضى بتطبيق قرار مكتب الإرشاد العالمى القاضى بفك العلاقة التنظيمية بين إخوان الأردن وحركة «حماس»، حسب مسؤول الملف الوطنى فى جماعة الإخوان المسلمين الأردنية محمد الزيود. وفسر الزيود ذلك بأنه لا تناقض بين الهم الوطنى والهم الفلسطينى، معتبرا أن هناك عملية تهويل إعلامى لما يسمى فك العلاقة التنظيمية بين إخوان الأردن وحماس، موضحا أن المصادقة على قرار مكتب الإرشاد العالمى تقتصر على عدم تمثيل مكاتب الخارج فى مجلس شورى الإخوان. وكانت قضية العلاقة التنظيمية بين إخوان الأردن وحماس وقضية المكاتب الخارجية هى محور الصراع بين تيارى الصقور والحمائم داخل الحركة منذ ما يقارب العقد. ورأى الزيود أنه لم يتم فك العلاقة التنظيمية بين الطرفين لأنها «لم تكن موجودة أصلا». وشدد على أن وسائل الإعلام عملت على إثارة هذه القضية معتبرا أن حركات المقاومة فى كل الدول العربية تحظى بتأييد شعبى خصوصا فى الأردن الذى يعد فى مقدمة الدول المتعاطفة مع المقاومة، بحسب استطلاعات الرأى. وجاء انسحاب ممثلى تيار الحمائم فى بداية اجتماع مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامى يوم السبت الماضى، فى حركة وصفها المنتقدون ب «التمثيلية»، لإعاقة اختيار زكى بنى أرشيد، المصنف باعتباره من المتشددين، لرئاسة الحزب. وأصر ممثلو تيار الصقور، بعد انسحاب الحمائم، على قانونية الاجتماع، وانتخبوا النائب الأسبق على أبوالسكر، رئيسا لمجلس شورى الحزب، ما دفع بالحمائم لإصدار بيان يطعن بشرعية الاجتماع والإجراءات المتخذة. وكانت قضية «ازدواجية» تنظيم الإخوان فى الأردن، المكون بطبيعته من فلسطينيين وأردنيين (انعكاسا لتركيبة الشعب الأردنى نفسه)، قد كرست الخلافات بين تيارى الصقور والحمائم داخل الجماعة طوال 6 عقود، علت خلالها بين الحين والآخر مطالب إنشاء تنظيم فلسطينى مستقل، مرتبط ب «حماس» الخارج. ومع قرار مكتب الإرشاد العالمى إنشاء تنظيم للإخوان فى فلسطين عام 2006، وفصله عن تنظيم «بلاد الشام»، بضغط من خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى دمشق، وتفجرت الخلافات مجددا داخل إخوان الأردن، بين تيار الحمائم، الداعى إلى «أردنة» التنظيم، وتيار الصقور، الداعين إلى الاستمرار فى ازدواجيته كون القضية الفلسطينية هى قضية عربية، وأن الهدف الأساس من إنشاء الجماعة هو الدفاع عن فلسطين. فى حين كان هناك دوما تيار ثان داخل الإخوان الفلسطينيين فى الأردن أكثر تأثرا بضغوط مشعل ورؤيته لاستقلالية التنظيم. وكان إخوان فلسطين قد انضموا فى خمسينيات القرن الماضى إلى التنظيم الأردنى، الذى تأسس عام 1945، استنادا لقاعدة شعبية واسعة اكتسبها من مواقفه الجهادية فى قضايا التحرير العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.