تحرير الرئيس عبد الفتاح السيسى 27 إثيوبيا من الاختطاف في ليبيا واستقباله لهم في أرض المطار "كان محط أنظار معظم الصحف ووسائل الإعلام العربية والمصرية علي حد سواء، الأمر الذى صاحبه تساؤل من قبل الخبراء والسياسيين هل ينجح استقبال السيسى للإثيوبين بالقاهرة فى إنهاء أزمة سد النهضة وتحسين العلاقات مع الجانب الإثيوبى . بدوره قال الدكتور محمد السعدني الخبير السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن استقبال الرئيس السيسي للإثيوبيين العائدين من ليبيا خطوة جيدة لتحسن العلاقات مع إثيوبيا بعد أزمة سد النهضة خاصة أننا دماء واحدة ودم واحد فما حدث يعد رسالة سلام تبعث بها مصر إلي إثيوبيا حتي تقدر إثيوبيا رغبة مصر في الاحتفاظ بحقها في مياه النيل. وأضاف السعدني في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن أزمة السيسي والحكومة غير مؤثرين في حق المصريين الذين ما زالوا في ليبيا ولكن الصدفة هي من جعلت مبادرات إرجاع المواطنين الإثيوبيين تنجح دون غيرها. من جانبه قال اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات ل"المصريون" إن ما فعله السيسي يأتي في إطار سعيه الدائم في إصلاح العلاقات بين مصر وباقي الدول خاصة إثيوبيا بعد المشاكل التي حدثت بين البلدين بسبب بناء سد النهضة وهي مبادرة جيده للحفاظ علي حق نصر في آمنها المائي، مشيرًا إلي أنه حتي هذه اللحظة إثيوبيا ما زالت مستمرة في بناء السد رغم انتهاء المفاوضات قائلا "هذه كلها مؤشرات لا تبعث على الطمأنينة، وما فعله السيسى خطوة طيبة ولكن لن تمنع الإثيوبيين من استكمال بناء سد النهضة". قال الدكتور محسن شلبي المحلل السياسي، إن ما فعلته القيادة المصرية بتحرير الرهائن الإثيوبيين خطوة هامة في تطور العلاقات المصرية الإفريقية خاصة في ظل التوترات التي كانت موجودة أثناء سد النهضة فهو رسالة واضحة أن مصر تقف بجوار من يحتاجون إليها ووقفوا بجوارها .. خاصة أن مقتل الإثيوبيين على يد داعش أثر في الجميع و لأننا ذقنا مرارته من قبل عندما قتل أبنائنا هناك، مؤكدا أن الوطن العربي بدأ يستعيد قوته في تحالفه وكشفه مخططات القوى الغربية التي تسعى إلى الاستعمار بالشكل الجديد مستغلة بعض أطماع دول الخلافة ومستقطبة بعض ضعفاء النفوس في كل دولة، والمرحلة المقبلة تحتاج مزيدا من التعاون وتفعيل الكثير من اتفاقات الشراكة السياسة والاقتصادية. وأضاف شلبي، في بيان أصدره اليوم أن ما حدث يعد ضربة معلم جديدة لمخططات الغرب والقوى المستبدة في المنطقة العربية والمقصود هنا بالقوى المستبدة هي التي لا تجد من يردعها و تقوم بفعل ما تشاء تحت الغطاء الدولي المعروف لها بدعم الأصدقاء من الحليف الرئيسي لها، مشيرا إلي أن كلمة السيسى رسالة مهمة إلى الجيش الوطني الليبي أن ليبيا أمانة في عنقه من واجب الوطنية و علينا جميعا أن نساعد في عودة ليبيا بلد آمن و مستقر كما كان من قبل . وقال الدكتور سعيد اللاوندى، رئيس وحدة الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن «السيسى» نجح فى استقطاب إثيوبيا وإعادة الحوار معها رغم رفضها فى السابق، مؤكداً أن مصر ليس أمامها إلا الحوار وإعادة العلاقات الإثيوبية وفتح مجالات للتعاون معها. وأضاف اللاوندى في تصريحات له، أن إثيوبيا ستقدر محاولات السيسى للتقرب إليهم ورسائله المهمة التى بعث بها وهى أن الإثيوبيين والمصريين دماء واحدة ومياه واحد .
فيما قال الخبير الأمني اللواء، محمود زاهر، إنّ مصر لم تدفع فدية لتحرير المحتجزين الأثيوبيين في ليبيا، مُضيفاً: "هذه العملية لم يَحدث فيها أي تفاوض مالي، وأنّ تحرير الأثيوبيين جاء من خلال عملية سياسية عسكرية مصرية بتنسيق كامل مع الجانب الليبي، مردفاً أنّ مصر حررت الأثيوبيين بقواتها وبشكل احترافي. وأضاف زاهر في تصريحات تليفزيونية، أنّه لم يحدث في صفوف القوات المصرية أي خسائر لأنّ عملية التحرير جاءت بشكل احترافي متوقعا تغيير موقف أثيوبيا بشكل كبير تجاه مصر بشأن قضية سد النهضة، بعد عملية تحرير الأثيوبيين، قائلاً: "مصر تُقدم ما يجعل إثيوبيا تعيد النظر في موقفها تجاه مصر". وأوضح زاهر، أنّ سرية العمليات المهمة تكون ضرورة في المسائل المصيرية في إشارة إلى قيام القوات المصرية بتحرير الأثيوبيين، متابعاً أنّ هذه العملية لم تكن مفاجئة بالنسبة إلى الجهات المنفذة، لافتاً إلى أنّ مصر حالياً تستعيد ريادتها دولياً.