رفض الأديب المصرى الكبير نجيب محفوظ الرسوم المسيئة إلى النبى محمد صلى الله عليه وسلم والتى نشرتها بعض الصحف الأوربية .جاء الرفض فى سياق حديث نشرته صحيفة "لاراثون" الاسبانية أمس، وأكدت دقة عباراته والذكاء الذى اتسم به أن "محفوظ" مازال يتمتع بذهنه المتوقد وبديهته السريعة، فقد ربط ببساطة ووضوح بين الوقاحة التى استهدفت الإساءة إلى رسول الله وبين النفوذ الصهيونى حيث قال: " إننى كأى مسلم معتدل أرى أن محاولة الاستخفاف بالنبى أمر جانبه الصواب .. فالغربيون معتادون على هذا الأسلوب المتحرر أما نحن فلا، وإننى أتساءل .. ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن أحدا قال إن هناك مبالغة فى عدد اليهود الذين قتلوا فى المحرقة النازية؟ ليس عندى شك فى أنه كان سيسجن فورا ". وأعرب الأديب العالمى - الذى فاز بجائزة نوبل للادب عام 1988 - عن اعتقاده بأن التراث الثقافى العربى فى أسبانيا يمكن أن يساهم فى خلق روابط للتوصل إلى فهم أفضل للعالم الإسلامى مشيرا إلى أنه عاشق للأدب الاسبانى ويعرف جيدا الأدب الاندلسى مثل شعر ومسرح فريدريكو جارثيا لوركا الذى ترجم الكثير من أعماله المسرحية إلى العربية. وسئل "نجيب محفوظ" عن التغيير الذى حدث فى المجتمع المصرى نظرا لأن رواياته كانت تعبر عن واقع هذا المجتمع فى فترة سابقة ، فقال إن القاهرة فى تلك الفترة تختلف تماما عن القاهرة اليوم حيث يشتد فيها الزحام بالاضافة إلى التلوث .. كما أن الناس لم يعودوا يتبادلون الاحاديث على المقاهى. وربط "نجيب محفوظ" بين تردى الواقع وبين سطوة الغرب مضيفاً أن أبناء الأجيال الجديدة متأثرة جدا بالثقافة الأمريكية عبر أفلام هوليوود ولكنهم لا يقرأون كتبا ولا يفهمون الثقافة العربية أو الثقافة الغربية.