كثفت الوحدات الأمنية في جزيرة جربة، جنوب شرقي تونس، من تواجدها، استعداداً لموسم "الحج اليهودي" إلى معبد "الغريبة" بالجزيرة، والمقرر الشهر المقبل. وبحسب مراسل وكالة الأناضول، فإن وحدات أمنية تمركزت في عدد من مناطق مدينة الرياض (قرابة 5 كلم من مركز الجزيرة)، حيث يوجد معبد الغريبة، وهو المكان الذي تقام فيه طقوس حج اليهود. ومنطقة الرياض التي سكنها يهود في الماضي، تسمى "الحارة الصغيرة" حالياً، وهي تبعد عدة كيلومترات جنوب غرب "حومة السوق" المدينة الأكبر بجربة، ويعتقد اليهود أن تاريخ إنشاء معبد الغربية يعود إلى ما يزيد عن 2000 عام، وهو أقدم معبد في إفريقيا. ويمتد موسم الحج اليهودي عادة لستة أيام تخصص لإقامة طقوس معيّنة. وقال مصدر أمني مسؤول في جربة، لوكالة الأناضول، مفضلاً عدم ذكر اسمه،: "هناك استعدادات أمنية كبيرة لموسم الغريبة بدأت منذ فترة، وتتمثل في تكثيف التواجد الأمني في كل مناطق الجزيرة، وفي مفترقات الطرق مع وضع حواجز أمنية في كل منافذ منطقة ميدون السياحية التابعة لجربة". وأضاف المصدر: "حتى اللحظة لا نعلم هل سيستمر هذا التواجد الأمني المكثف بعد القيام بطقوس حج الغريبة أم سينتهي معها". وبخصوص المخاوف الأمنية خلال الموسم، قال رئيس الطائفة اليهودية في جربة، بيريز الطرابلسي، في تصريح سابق للأناضول، إن التخوفات الأمنية لن تؤثر (في إشارة إلى الوضع الأمني في تونس جراء العمليات الإرهابية) على سير الموسم الحالي، وأنه تم تلقي تطمينات من قبل السلطات التونسية بتأمين موسم الحَج لهذا العام. والأسبوع الماضي، صرح وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي، بأن وزارته عززت الاستعدادات الأمنية لموسم حج اليهود بجزيرة جربة. ويتوقع رئيس الطائفة اليهودية في الجزيرة أن يرتفع عدد الزوّار اليهود هذه السنة إلى أكثر من 2500 زائر، بعدما كان في حدود ألفي سائح العام الماضي. ويعيش في جربة قرابة ال2000 يهودي. وتراهن تونس على إنجاح موسم الحج اليهودي لإعطاء صورة إيجابية عن تحسّن الوضع الأمني في البلاد بشكل يضمن نجاح الموسم السياحي لهذا العام بعد هجوم "باردو" الدموي والذي قتل فيه 21 سائحا.