دعت الحكومة التّونسية إلى "اتباع الصّرامة تجاه عدد من ‘دخلات الباكالوريا‘ الرياضية التي اعتبرت أنها تسيء لصورة تونس في رفضها للعنصرية ومقاومتها للإرهاب." ودخلات البكالوريا الرياضية هي احتفالات يقوم بها الطلاب للإعلان عن بدء هذا الامتحان الرياضي الذي يعتبر نهاية مرحلة التعليم ما قبل الجامعي. وقالت الحكومة التونسية في بيان لها اليوم الخميس، حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "الصرامة لا تنفي البيداغوجيا (مصطلح تربوي يعني أساليب التربية والتدريس) وهو الدور الملقى على عاتق المربين والقائمين على سلك التعليم والإعلام أيضا بل بالعكس لأنه يجب حماية الشباب من تيارات الحقد والكذب التي تستهدفه خاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت".
وأضافت الحكومة أن " شباب تونس اليوم مستهدف بصورة إرادية من قبل إيديولجيات وأفكار تدعو إلى الموت والخراب وهو في الحقيقة ضحية تلك الأفكار ومن مسؤولياتنا كحكومة و أطراف إجتماعية وسياسية ومدنية أن لا نجعله فريسة لها".
وبحسب بيان الحكومة فإن "هناك 3 دخلات (لم تذكر أين وقعت) تشير إلى قوى إرهابية وإلى صور نازية وعنصرية في بعض المعاهد وهي مستهجنة ومرفوضة بسبب مظاهر العنف التي ترافقها والتي تسببت في الماضي في سقوط ضحايا في صفوف التلاميذ."
كما أشارت إلى أن "المنحى الجديد لما يسمى بالدخلات (الاحتفالات) في هذا العام حمل معانٍ تسيء لصورة تونس في رفضها للعنصرية ومقاومتها للإرهاب."
ووفق بيان الحكومة فإن "هذه الدَخلات تأتي في وقت يسقط فيه جنود وعناصر أمنية ويموتون ودمهم يسيل في محاربة الإرهاب، كما أنها تأتي في وقت تسعى فيه تونس لإحياء الموسم السياحي وتوجيه رسائل طمأنة للعالم لإنجاح النموذج التونسي والخيار الديمقراطي".
واعتبر البيان أن "هذه الدخلات تندرج كذلك في وقت تستعد فيه تونس حاليا لإنجاح زيارة الغريبة (حج اليهود يومي 6 و7 مايو/أيار المقبل في جربة جنوب شرقي تونس) التي تؤكد على وفاء التونسي لتاريخه وعلى وانفتاحه وتسامحه وقبوله للآخر".
وقال البيان إن "ما حدث في هذه الدخلات لا علاقة له لا بالخلق ولا بالإبداع رغم وجود دخلات أخرى فيها تكريم للأساتذة في محافظة قفصة (جنوب) وتكريم الجنود في المنستير (شرق) وتكريم لشهداء الوطن في محافظة تطاوين (جنوب) ودعم للقضية الفلسطينية في محافظة بنزرت (شمال)".
وأشار البيان نفسه إلى أن "المسؤولية كبيرة ضد حرب التعتيم الإعلامي التي تستهدف إخضاع واستعباد شبابنا في خدمة مشاريع الخراب والحقد والكراهية."
وانطلقت اختبارات "الباك سبور" (الباكالوريا الرياضية) في تونس منذ يوم الإثنين 20 أبريل/نيسان الحالي إلى حدود 2 أيار / مايو المقبل، وهو امتحان يجريه تلاميذ الباكالوريا في تونس ويحتسب ضمن درجات شهادة إتمام الدراسة الثانوية (مرحلة ما قبل التعليم الجامعي) المقرر إجراؤه في بداية شهر يونيو/حزيران المقبل.
وحمل عدد من الاحتفالات بالامتحان الرياضي هذا العام شعارات "نازية" وأخرى فيها تحريض على العنف واعتداءات لفظية ضدّ عدد من المربيين والأساتذة.