تنسيق 2025.. طريقة معرفة الكلية المُرشح لها الطالب بشكل نهائي    تكافل وكرامة والحماية الاجتماعية.. توجيهات رئاسية جديدة للحكومة    جعجع يعلق على خطاب حزب الله: يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية    رئيس وزراء المجر: العالم أصبح أكثر أمانًا بعد قمة ترامب وبوتين    رئيس البرلمان العربي يعزي الجزائر في ضحايا سقوط حافلة نقل    أول تعليق من مصطفى شوبير على ارتدائه شارة قيادة الأهلي في مباراة فاركو    إليسا تخطف الأنظار في العلمين الجديدة.. فستان وردي وحضور غير مسبوق    انطلاق الحملة القومية للتحصين ضد فيروس الحمى القلاعية بكفر الشيخ    وكيل الشباب والرياضة بالقليوبية يتفقد حمامات السباحة والمنشآت الاستثمارية    نتائج بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية.. القناة في المركز الأول    الاثنين.. افتتاح معرض "صوت مصر" بمجمع الفنون احتفاءً بأم كلثوم    كريم عفيفي: عادل إمام "الزعيم" بأمر من الجمهور.. وهكذا أختار أدواري| حوار    نشوب حريق داخل مخزن مواسير بلاستيك فى بولاق أبو العلا    أعراض متشابهة وأسباب متنوعة لإصابة الكبد بأكثر من 100 مرض    نائب: البيان العربي الإسلامي حمل ردًا حاسمًا حول مزاعم "إسرائيل الكبرى"    السيسي يوجه بتحقيق فائض أولي وزيادة الإنفاق على تكافل وكرامة والصحة والتعليم    إنفوجراف| ضوابط تلقي طلبات المستأجرين المنطبق عليهم شروط قانون الإيجار القديم    منال عوض: اتخاذ إجراءات تطويرية خاصة بمحمية وادي دجلة لتعزيز حمايتها والحفاظ على مواردها الطبيعية    نائب وزير الصحة يكشف عن عدة سلبيات داخل منشآت طبية بالمنيا.. ويجازي عددا من الأطباء    بعد حريق محطة الحصايا.. إعادة تشغيل الكهرباء بكامل طاقتها بمركز إدفو    إصابة 9 أشخاص باشتباه في تسمم غذائي إثر تناولهم وجبات بمكان ترفيهي بالشرقية    تفاصيل إصابة 6 أشخاص في تصادم دراجات نارية علي طريق في الدقهلية    ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ    محافظ بورسعيد يناقش آليات الارتقاء بمنظومة الصرف الصحي ومياه الشرب    "حقوق أسيوط" تحتفي بمتفوقيها وتستعد لدعمهم ببرنامج تدريبي بمجلس الدولة    والدة الفنان صبحي خليل أوصت بدفنها بجوار والدها في الغربية    «شعرت بنفس الشعور».. سلوت يعلق على بكاء صلاح بسبب تأبين جوتا    نجم بيراميدز يتحدى الجميع: سننافس على كل بطولات الموسم.. ويورتشيتش «كلمة السر»    جريئة أمام البحر.. أحدث ظهور ل ياسمين صبري والجمهور يعلق (صور)    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسّع دائرة اعتداءاته جنوب لبنان    تنفيذ 47 ألف زيارة منزلية لعلاج لكبار السن بالشرقية    بالتعاون بين الشركة المتحدة والأوقاف.. انطلاق أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية    التعليم: كتب وبوكليت مطبوع لتقييم الطلاب بالعام الدراسى 2026    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    علماء يلتقطون أول صور ثلاثية الأبعاد لزرع جنين داخل الرحم    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    بدائل الثانوية العامة محاصرة بالشكاوى.. أزمات مدارس «ستيم» تثير مخاوف العباقرة    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    عملة ترامب الرقمية ترتفع بنحو 2.3% على إثر قمة بوتين- ترامب    عمر طاهر عن الأديب الراحل صنع الله إبراهيم: لقاءاتي معه كانت دروسا خصوصية    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    وزير الدفاع الروسي: المزاج ممتاز عقب المفاوضات في ألاسكا    بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزائرنا المريضة.....؟!
نشر في المصريون يوم 09 - 02 - 2006


يقول الفلاسفة : " إن تشخيص الداء يمثل نصف الدواء"، ومع ما في هذه المقولة الفلسفية من منطق عقلي، قد يؤيده التشخيص الطبي العملي، إلا أن هذا الحكم ليس مطلق النتيجة؛ إذ أنه "جرب فلم يصح"، واصطدم بواقع مجتمعنا الجزائري فلم يفلح. إن فقهاء واقع المجتمعات، ومهندسي فلسفة الحضارات، عندما يقيسون قول الفلاسفة بعمل الواقع الجزائري الشمولي، سيكتشفون- ولا شك- الهوة السحيقة التي تفصل التشخيص النطري للمرض الجزائري، عن الدواء الناجع الضرورى. فلا أحد – في جزائرنا- من العامة أو الخاصة، يجهل أعراض الداء الذي يعانيه، أو طريقة علاجه مما هو فيه، ولكن ما أبعد الدواء عن الداء. في جزائر المليون شهيد – اليوم- أمراض فتاكة تنخر جسم المجتمع في كل القطاعات، وتضعف عوامل المناعة فيه على جميع المستويات، وكأن مرض البدن، الذي أصاب الرئيس، قد أصاب عمق الوطن، في مجالات التسيير والتسييس. فالأعراض التي تطفو على سطح الواقع الجزائري، والتي منها القديم العريق، ومنها الجديد اللصيق، إن هي إلا صفارات إنذار مما تعانيه الجزائر، وهي تتطلب إسعافا عاجلا لدرء المخاطر، وإشراك الشعب وخيرة نخبه لإنقاذه من عواقب ما هو إليه صائر. إن الجزائر مريضه بأبنائها، شقية بثرائها، منهوبة من كبرائها ، متهمة في انتمائها وولائها، معادية لمصلحيها وعلمائها. فالمواطنون أشبه ما يكونون بالخنافس النائمين على الطنافس، وهم يعيشون بالتمائم والحروز، في بلد يفيض بالكنوز، وبتميز بخيرة الناس من المجاهدين والعلماء الرموز. تدهورت أوضاع المواطن، فأصيب بالجوع والخوف، وهاهو يعاني الجور والحيف، ويسل في وجهه السلاح، والسكين، والسيف. وإن تعجب فأعجب لبلد تمتلئ خزائنه بالذهب والدينار، وتفيض بنوكه بالأورو والدولار، ولكن الإنسان فيه فقد كل قيمة وكل معيار. فالجوع أذل أعناق الرجال، وحل شعر ذات الحجال، وأودى بكل عزيز، ولمن هو غال. لقد كفر الناس- بسبب الجوع- بكل القيم و الأخلاق والمعتقدات والأعراق، فأباحوا لأنفسهم السطو على البيوت والمحلات، ولو أدى ذلك إلى قطع الرقاب والأعناق. امتد شبح الخوف إلى كل المناطق والأحياء فأصبح الإنسان يدخل المدينة خائفا يترقب لا يأمن على جيبه، ولا على مركبه أو مأربه. ولو أن مراهقا لطمني فأخذ مني دنانيري أو نقالي وتركني لهان ولكن ما حيلتي مع من يخون ثقتي، فيسرق حسابي من خزينتي، ويختلس الملايير من ضريبتي أو ميزانية دولتي؟ إننا لا نلوم الشاب أو المراهق البطال، وقد اسودت الدنيا في عينيه، فلجأ إلى اللصوصية يسرق بها، ليغطي احتياجاته، لأننا لم نهيء له التربية التي تصلح إعوجاجه، ولا العمل الذي ينير له دروبه وفجاجه، لكن المصيبة تكمن في من وهبناه علما وعملا، وعلقنا عليه رجاء وأملا، وبوأناه سلالم وسبلا وأسكناه قصورا وفللا.ثم هو يخون ثقتنا ويأخذ الملايير من عملتنا دون أدنى عقاب من محكمتنا، بعد أن يسب ديننا وملتنا. لقد انقلبت الموازين في بلدي، فعندما كان المجاهد الفقير-إبان الثورة، ملتصقا بروحه بالسماء، كان ويؤتمن على أموال الثورة دونما حاسب أو رقيب، فيؤديها إلى أهلها كاملة غير منقوصة، وبذلك انتصرنا؛ غير أننا عندما أخلد الإنسان الجزائري – فينا- إلى الأرض، واتبع غريزته وهواه، وصار الكسب الرخيس هو مبتغاه والمنصب المدر للمنافع هو هدفه ومناه؛ تفشت فينا كل الأوبئة الفتاكة والأمراض الخطيرة، وأخطرها مرض فقد المناعة الحضاري، وهشاشة الانتماء الثقافي، والاستخفاف بالقيم الوطنية، والمعايير الخلقية. فعندما سادت قيم الجهاد الصحيح في وطننا إبان ثورة نوفمبر، والتحمت الجماهير بالنخب بقيادة العلماء والمفكرين، أعلنت المقاومة ضد العدو المشترك الدخيل، الذي لم يترك للزائريين أرضا يقفون عليها، ولا كرامة يشعرون بها، ولا حرية يتنفسون نسيمها، ولا ثقافة يتغذو عقليا منها، وبذلك تم النصر، وسجل الجزائريون تاريخا بدماء المجد والفخر، لأن الثورة كان دافعها وطنيا.فتجند لها الجميع، وعمّ نصرها الجميع. أما اليوم، وقد تسللت إلى قيمنا آفات جديدة هي الزحف على البطون والأدقان للنهب والكسب، والحصول على المناصب بمعيار الاتباعية والولاءات بدل قيم الوطنية والكفاءات، فتنكر الجميع لثوابت الأمة، وأداروا ظهورهم وعقولهم لحضارة العلماء والأئمة، فإن الجزائر قد تدهورت أوضاعها، وكثرت آلامها وأوجاعها، وتعددت أمراضها من أعلاها إلى أدناها، ولا أحد يستطيع بعد تشخيص الداء، متى ومن أين يأتي الدواء. إن جزائرنا مريضة حقا، ومريضة بأبنائها وكبرائها، فادعوا لمن فيها وما فيها بالشفاء. [email protected]

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.