تراجعت صحيفة "يلاندس بوستن" الدانماركية عما أعلنه محررها الثقافى أمس الأول فى لقاء مع تليفزيون "سى إن إن" من التنسيق مع الصحيفة الإيرانية "همشهر" لنشر الرسوم الكاريكاتيرية المشاركة فى المسابقة التى دعت إليها "همشهر" والتى تدور حول موضوع محرقة اليهود المزعومة. حيث قالت الصحيفة إنها غير مستعدة لنشر مثل هذا الكاريكاتير الذى سيصدم مشاعر القراء. فى السياق نفسه ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن "يلاندس بوستن" سبق أن رفضت نشر رسوم كاريكاتيرية أرسلها أحد الرسامين عبر البريد الالكترونى حول موضوع "قيامة المسيح"، وحسب "الجارديان" فقد ردت الصحيفة على الرسام برسالة الكترونية قالت فيها إنها لا ترى داعياً لنشر هذه الرسوم التى ستستفز مشاعر القراء. وفى محاولة للإفلات بجريمتها بدون اعتذار صريح، كررت الصحيفة الدانماركية اعتذارها مجددا اعتذارها الذى يشوبه التبرير للمسلمين لنشرها الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم في رسالة سلمتها السفارة الدانماركية في العاصمة الجزائرية الى صحيفتين جزائريتين نشرتاها أمس، ونقطة الضعف فى الاعتذار أنه يعتذر لأن الصحيفة "أسيئ فهمها" لا لأنها "أخطأت"! الصحيفة الدانماركية كانت قدمت اعتذارا مماثلاً في 30 من يناير الماضى في رسالة موجهة الى وكالة الأنباء الأردنية " بترا" حيث أبدى رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوج راسموسن ارتياحه لهذه المبادرة. وقالت الرسالة الجديدة التي كتبت باللغة العربية ونشرتها صحيفتا "لاتريبون" و"لو كوتيديان دوران" بالفرنسية "نعتذر عن سوء التفاهم الكبير الذي نتج عن نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية التي غذت مشاعر العداء تجاه الدانمارك". وتابعت الرسالة الموقعة من رئيس تحرير الصحيفة كارستن يوست بحسب ترجمتها في الصحف الجزائرية "لم ندرك في اي وقت من الاوقات الحساسية القصوى للمسلمين المقيمين في الدانمارك والمسلمين الاخرين في العالم حيال هذه المسألة". واضافت الرسالة" من الواضح ان هذه الرسوم اساءت الى ملايين المسلمين في العالم ولهذا السبب نقدم اليوم اعتذارنا ونعبر عن اسفنا العميق لما حصل وهو لم يكن في نية الصحيفة" . وشددت الرسالة "اننا نؤمن بحرية الديانات ونقدس حرية الافراد في ممارسة شعائرهم الدينية". وختم كارستن يوست " نأسف لانه أسيء فهمنا ونؤكد ان الهدف لم يكن اطلاقا الاساءة الى اي كان" معبرا عن" ادانتنا التامة لاي عمل يهدف الى الاساءة الى اي ديانة او جنسية او شعب".