وصف مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو غيتريس، بعد زيارته رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام، اليوم الأربعاء، دول الجوار السوري التي تتحمل أعباء النزوح السوري بأنها تمثل "خط الدفاع الأول" عن السلم العالمي، داعيا كل البلدان خصوصا الأوروبية إلى فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال "غيتريس"، في مؤتمر صحفي مشترك مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكويت ومدير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبد الله المعتوق، بعد لقائهما "سلام"، إن "لبنانوالأردن وبلدان الجوار الأخرى، هي ليست فقط بلدانا تستقبل اللاجئين (السوريين)، بل هي خط الدفاع الأول للمجتمع الدولي في ما يتعلق بالأمن العالمي، لذا فهذه الدول تستحق تضامن المجتمع الدولي معها". وأوضح أن هذا التضامن يعني أيضا "استضافة اللاجئين السوريين خارج هذه المنطقة "، من دون وقوع مآسي غرق الناس في البحر وموتهم. وأشار إلى أن "هكذا مآسي تقع، لأنه ليس هناك من طرق شرعية، ليس أمام اللاجئين السوريين، والفلسطينيين فقط، بل وغيرهم أيضا ممن هم بحاجة، لدخول أوروبا من دون المخاطرة بحياتهم مجددا، وتسليم أقدارهم للمهربين والمتاجرين بالبشر". ودعا "كل دول العالم لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، كي يستقروا ويحصلوا على أذونات (تصاريح) قانونية لدخول البلاد". واعتبر أن "هذه هي اللحظة التي يجب على المجتمع الدولي أن يدرك فيها أن المسؤولية ليست فقط مسؤولية الأردن، أو لبنان أو تركيا أو العراق، بل مسؤولية العالم كله، وهذه المسؤولية يجب أن تتم ترجمتها إلى تضامن فعال لدعم لبنان في هذه اللحظة الحرجة". ورأى أن هذه الزيارة تعبر عن التضامن مع لبنان وشعبه، معتبرا أنه "الوقت الأكثر ملائمة للمجتمع الدولي كي يقوم أولا بتمويل خطة لبنان، للاستجابة للأزمة بشكل كامل من الناحية الإنسانية لمساعدة اللاجئين السوريين، واللبنانيين الذين يدفعون تكاليف باهظة بسبب هذه الأزمة". من جانبه، قال "المعتوق" إن البحث مع سلام "تركز على الوضع السوري في لبنان والمشكلات التي يواجهها لبنان وما هي الأولويات للمشاريع التنموية التي يحتاجها لمساعدة اللبنانيين والسوريين على السواء". ولفت إلى أن لبنان يستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ "على الرغم من قلة الموارد"، مضيفا: "حقيقة اللبنانيون أخجلوا العالم كله، بأن فتحوا بيوتهم وقلوبهم قبل حدودهم (للاجئين السوريين)، وهذا إن دل على شيء فعلى الأصالة العربية المتأصلة في نفوس إخواننا اللبنانيين". وأضاف "كل الشكر للبنان حكومة وشعبا على تفاعلهم وتقديمهم خدمات للاجئين السوريين، نعرف أن كثيرا من الدول الكبيرة والغنية تعجز عن القيام بها"، مشيرا إلى أن "لبنان يحتاج فعلا إلى مساعدة وهذا ما جئنا من أجله، وإذا ساعدنا لبنان، ودعمناه فهذا سيؤدي إلى تحسين وضع السوريين في لبنان بشكل تلقائي". وقام "غيتريس"، يرافقه المعتوق، وممثلة المفوضية في لبنان "نينيت كيلي"، أمس بجولة على اللاجئين السوريين في جنوب البلاد، وتحديدا في منطقتي "الزهراني" و"الصرفند"، إضافة إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت الذي يهتم بعلاج اللاجئين السوريين. وفاق عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية في لبنان 1.2 مليون لاجئ، أضيف ذلك إلى نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني، دخلوا إلى البلاد منذ عام 1948، في حين يبلغ عدد سكان لبنان نحو 4.5 مليون نسمة.