حذر مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غيتريس، خلال جولة ميدانية له اليوم الثلاثاء بعدد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، من التداعيات "الرهيبة" لهذا اللجوء على الوضعين الاقتصادي والمجتمعي في لبنان، داعيا المجتمع الدولي إلى "تضامن شامل" مع اللاجئين السوريين والشعب اللبناني على حد سواء. وأجرى غيتريس، يرافقه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكويت ومدير الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبدالله المعتوق وممثلة المفوضية في لبنان نينيت كيلي، اليوم جولة بعدد من مخيمات اللاجئين السوريين في جنوب البلاد، وتحديدا في منطقتي الزهراني والصرفند، بالاضافة الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت الذي يهتم بعلاج اللاجئين السوريين، بحسب مراسل الأناضول. وبدأ الوفد الدولي جولته في مخيم الزهراني، حيث جال غيتريس والمعتوق بين الخيام وتحدثا إلى اللاجئين والاطفال كما اجتمعا الى أهل المخيم الذين تحدثوا عن مشكلاتهم وما يعانونه. ولفت غيتريس في تصريحات صحفية خلال تجواله إلى "حاجات اللاجئين السوريين"، مضيفا أنهم "رأوا بيوتهم تقصف وغالبية أعضاء عائلاتهم يقتلون وكان عليهم الهرب، وحتى اليوم فإنهم يعانون لأن ظروف العيش سيئة للغاية". وأوضح انه "في الوقت نفسه هناك حاجات اللبنانيين وكذلك باقي شعوب الدول المجاورة. لبنان يستقبل اليوم لاجئين سوريين وفلسطينيين يمثلون ثلث عدد سكانه. واذا قارنا الأمر مع الولاياتالمتحدة، فذلك يعادل دخول 80 مليون لاجئ الى الولاياتالمتحدة". وفاق عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لدى المفوضية في لبنان 1.2 مليون لاجئ، اضيف ذلك الى نحو 400 الف لاجئ فلسطيني دخلوا البلاد منذ عام 1948، في حين يبلغ عدد سكان لبنان نحو 4.5 مليون نسمة. وقال غيتريس "يمكننا تفهم ما لذلك من تأثير رهيب على الاقتصاد والمجتمع في لبنان، هذا من دون ذكر تأثير الازمة السورية على الأمن في لبنان". وتابع "لذا نحن بحاجة الى تضامن شامل من المجتمع الدولي. تضامن مع اللاجئين السوريين، وايضا مع الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية والدول المجاورة". وشكر "كرم وحكمة امير الكويت (صباح الاحمد الجابر الصباح) ومنظمة عبدالله المعتوق (الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية)، وهو ما أتاح المجال لإقامة مؤتمر مانحين في الكويت سمح للمجتمع الدولي بإلزام نفسه ليدعم بقوة اللاجئين السوريين والبلدان المضيفة". وقدمت الدول المشاركة في مؤتمر مانحي الشعب السوري، الذي انعقد في آخر آذار/مارس الماضي في الكويت، مبلغ 3.8 مليار دولار أمريكي كمساعدات مالية للنازحين من الشعب السوري. من جانبه، لفت المعتوق الى ان المشاركين في مؤتمر المانحين الاخير في الكويت "شعروا بما يعانيه اللاجئون سواء في لبنان او الاردن او في اي من بقاع الأرض من مأساة فبالتالي تعهدوا بهذه المبالغ الكبيرة لمساعدة اخواننا اللاجئين سواء في الداخل (سوريا) أو الخارج". وأضاف "جئنا مع اخي المفوض السامي (لشؤون اللاجئين في الاممالمتحدة) انطوني (غيتريس) لنلقي نظرة على اخواننا وللتباحث معهم في احتياجاتهم والمشكلات التي يواجهونها ونساعدهم في حلها". وتابع المعتوق "اشكر كبار المانحين كما اشكر الحكومة اللبنانية المهتمة بأخواننا اللاجئين وفتحت صدورها وقلوبها قبل حدودها لهم... وسهلت تعليم الطلبة اللاجئين الموجودين في هذا المخيم مجانا"، مشيرا الى ان الحكومة اللبنانية فعلت ذلك رغم قدرات لبنان الضعيفة و"هذا ان دلّ على شيء فإنه يدل على كرم اللبنانيين المتمثل في مساعدة اخوانهم السوريين".