منذ عقود ثلاثة والجمهورية الإيرانية تعيش أجواء قمع واضطهاد سياسي و انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان تحت حكم نظام ولاية الفقيه الذي لم يترك فئة قومية أو مذهبية أو سياسية من فئات المجتمع الإيراني إلا وقام باضطهادها بشكل من الأشكال' غير أن أبناء الشعوب والقوميات غير الفارسية ومنهم أهل السنة تحديدا كانوا و مازالوا هم الأكثر تعرضا للاضطهاد والحرمان وانتهاك حقوق الإنسان فهم يعانون من ظلم قومي وطائفي مزدوج بالإضافة إلى ظلم التجاهل التام من قبل المجتمع الدولي لمعاناتهم وهذا التجاهل لا يقل ألما عن ما يتعرضون له من ظلم على أيدي نظام الملالي ' وذلك رغم المناشدات المستمرة من أهل السنة الذين ينتمون الى شعوب وقوميات عربية وكردية وبلوشية و تركمانية وفارسية واذرية الا ان مناشداتهم لم تلقي اذانا صاغية . هذا في الوقت الذي نشاهد بعض اطراف المجتمع الدولي تملأ الدنيا ضجيجا بحديثها عن قضايا الديمقراطية وحقوق الانسان لكنها تتجاهل معانت اكثر من عشرين مليون شخص من اهل السنة في ايران تمارس بحقهم ابشع انواع التمييز الطائفي والقومي . أما النظام الايراني الذي يزعم قادته أنهم يطبقون الشريعة الإسلامية ولا يتركون مناسبة أو منبرا إعلاميا او مؤتمرا او اجتماعا معينا الا واستغلوه لترويج لأكاذيبهم ومزاعمه الواهية ' فهم لا يجدون في انتهاك حقوق أهل السنة واضطهادهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والدينية أمرا مخالفا للشريعة بل إن اضطهاد السنة بالنسبة لهم يعد واجبا عقائديا ولهذا فقد حرّم الدستور الايراني على المواطن السني تولي منصب رئاسة الجمهورية . ومنذ تولي الملالي حكم البلاد لحد اللحظة لم يتم تعين وزيرا او سفيرا او محافظا سنيا واحدا في ايران فيما يقوم النظام الايراني بتنظيم ودعم الحركات والجماعات الارهابية الطائفية في الدول العربية بدعوى الدفاع عن مظلومية الشيعة ولا ندري عن اي شيعة يتكلم 'عن أولئك الذين باعوا وطنهم لقوى الاحتلال وذبحوا اللاجئين الفلسطينيين وشردوهم من بغداد 'أم عن اولئك الذين ارتكبوا المذابح في المخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وقاموا بعمليات خطف الطائرات وقتل الرهائن الابرياء ' أم عن أولئك الذين جعلوا من الدوار مرتعا للتآمر على البحرين ودول الخليج العربي وراحوا يطالبون بضم مملكة البحرين الى جمهورية الولي الفقيه الجائر ؟. فعن اي شيعة يدافع النظام الايراني ' فالشيعة الشرفاء في الخليج وسائر البلدان العربية فهم بغنا عن ايران و ولائهم دائما كان ومازال لاوطانهم التي يعيشون فيها حياة كريمة و رغد من العيش والحرية العقائدية يحسدهم الايرانيون بجميع قومياتهم ومذاهبهم عليها . ان النظام الايراني الذي يزعم المطالبة بما يسميها حقوق الشيعة' يقوم بممارسة ابشع انواع التمييز الطائفي ضد مواطنيه من السنة' لقد قام نظام ولاية الفقيه الجائر مؤخرا باصدار احكاما بالسجن بحق ستة وخمسون شخصا بينهم علماء دين وناشطون سياسيون من اهل السنة بلغت مدتها 164عاما . و بحسب ما اكدته منظمات حقوقية و جهات كردية ايرانية ناشطة في مجال الدعوة 'ان السجناء ينتمون الى ثمانية مدن في محافظتي كردستان و اذربيجان الغربية و هي مدن سقز، مهاباد، سردشت، بوکان، سنندج، جوانرود، پيرانشهر و اشنويه . واحتجاجا على المعاملة السيئة والاحكام الجائرة التي تلقوها من نظام الملالي فقد قام هؤلاء السجناء الاسبوع الماضي بالاضراب عن الطعام ومازالوا يواصلون اضرابهم على امل لفت انتباه الرأي العالمي لمعانتهم . ان هؤلاء السجناء يمثلون جزءا من قائمة طويلة تضم الاف السجناء الابرياء من اهل السنة بمختلف قومياتهم اعتقلوا فقط لانهم طالبوا برفع الظلم والتمييز العنصري والطائفي عن ابناء جلدتهم وارادوا ان يعاملون كمواطنين وليس رعايا من الدرجة الثالثة . اننا نتحدى الذين يدافعون عن نظام الملالي من ان يثبتوا لنا اسم سني واحد من سنة ايران شغل او يشغل منصب وزير او معاون وزير او رئيس او نائب رئيس مجلس شورى او رئيس او نائب رئيس مجلس صيانة الدستور او رئيس اونائب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ' ناهيك عن المناصب العليا الاخرى . اننا على يقين ان لا احد يستطيع اثبات عدالة النظام الايراني وحسن تعامله مع اهل السنة وعامة القوميات والشعوب الغير فارسية ' فمن اين تأتي العدالة لهذا النظام الذي يعتقل ويعدم وينتهك اعراض الناس على الشبهة و يكفينا دليلا ان كبار مراجع حوزة قم الدينية من الذين كانوا حتى وقت قريب من انصار هذا النظام قد سحبوا تأيدهم له واعلنوا معارضتهم لمرشد النظام ورئيس الجمهورية الذي باتت حكومته توصف بانها افسد الحكومات التي مرت في تاريخ ايران . وبعد هذا يبقى السؤال الذي يتبادر الى ذهن المتتبع المنصف هو' اذا كان نظام ولاية الفقيه الجائر قد وضع نفسه في موقع المدافع عما يسميها مظلومية الشيعة حسب زعمه ' فمن لسنة ايران المضطهدين ؟. صباح الموسوي كاتب وباحث من الاحواز