قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن بلاده لم تتردَّد في المشاركة في "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، بعد اعتداءاتهم على اليمنيين وتهديد أمن السعودية، واصفًا إياهم بأنهم "طائفة باغية وأن الإسلام دعا لمقاتلة الطائفة الباغية". جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه مشائخ الطرق الصوفية بثتها قناة "الشروق" المقربة من الحكومة مساء اليوم في إطار حملته للانتخابات المقرر إجراؤها في إبريل/نيسان المقبل. وأضاف: "لم نتردد في الانضمام للحلف العسكري ضد الحوثيين عندما اعتدوا على اليمنيين وهدَّدوا أرض الحرمين الشريفين (السعودية)، باعتبار أنهم طائفة باغية وأن الإسلام دعا لمقاتلة الطائفة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله"، مؤكدًا مواصلة "عاصفة الحزم" حتى يتراجع الحوثيون ويضعوا السلاح. وتابع: "مشاركة السودان في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في اليمن كانت حتمية". ومنذ الساعات الأولى للخميس الماضي تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية ويشارك فيه السودان، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"، ولكن لم يتم اتخاذ قرار حتى الآن بالتدخل البري. وبدأ البشير زيارة للرياض الأربعاء الماضي، بدعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز امتدت ثلاثة أيام، وتم الإعلان بعد سويعات من وصوله عن حملة عاصفة الحزم بمشاركة السودان. وأوضح وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، أن زيارة الرئيس البشير إلى الرياض تمثل "فاتحة للعلاقات التي شهدت كمون (توارٍ) لأكثر من ثلاث سنوات وفتحت الباب لتعاون أمني". ورأى أن مشاركة السودان في حلف عاصفة الحزم أعاد السودان إلى "وضعه الطبيعي والطليعي في أمتنا العربية الإسلامية.. وموقف السودان الآن متقدم على بعض دول المنطقة". وتوترت العلاقة بين السودان والسعودية على نحو بائن عندما استضافت الأولى سفن إيرانية حربية على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد 4 مرات في الفترة من أكتوبر/تشرين أول 2012، ومايو/أيار 2014. وبلغ التوتر بين الخرطوموالرياض ذروته في أغسطس/آب 2013 عندما تردد أن السعودية منعت طائرة كانت تقل الرئيس البشير من عبور أجوائها في طريقه إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني. وفي مارس 2014 أوقفت الرياض تعاملاتها المصرفية مع البنوك السودانية وقلصت إيراداتها من الماشية السودانية التي تقدر بنحو 50% من حاجتها ضمن إجراءات وصفها خبراء تحدثوا لوكالة الأناضول، وقتها، بأنها "عقابية". وفي سبتمبر الماضي أغلقت السودان المركز الثقافي الإيراني بالعاصمة وكل فروعه بالولايات بحجة "تهديده للأمن الفكري والاجتماعي" لكن خبراء قالوا لوكالة الأناضول وقتها إن القرار محاولة من الخرطوم "لاسترضاء الرياض الغاضبة من التقارب مع طهران".