بات بعض الإعلاميين المصريين يقومون بدور يتجاوز حدود دورهم المفترض في عرض الحقيقة، وتناول وجهات النظر المختلفة بحيادية، بعد أن أصبح بعضهم يتقمص شخصية "المخبر" في الإيقاع بمعارضي النظام عن طريق الوشاية بهم أو استضافتهم عبر برامجهم. كان الدكتور محمود شعبان، الأستاذ بجامعة الأزهر، والشهير بمقولة "هاتولى راجل" أول من سقط في هذا الفخ، بعد استضاف في برنامج "العاشرة مساءً" على قناة "دريم"، والذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، بعد أن أفتى بتحريم فوائد قناة السويس الجديدة، كما أنه حرّم إراقة دماء المصريين بالميادين والسجون وعناصر الجيش والشرطة. وكانت المفاجأة أنه بعد انسحاب شعبان من الحلقة، تفاجئ برجال أمن يلقون القبض عليه، وعلى الرغم من الإفراج عنه بعد ساعات بعد أن استشعر الإبراشي الحرج، إلا أنه لم يلبث أن ألقي القبض عليها في اليوم التالي. وإذا كان الإبراشي قد تظاهر بالغضب من واقعة القبض على "ضيفه"، إلا أن الأمر في حالة زميله تامر أمين مختلف، فقد بدا وهو يتحدث عن تسليمه لبعض ضيوف برنامجه للشرطة عقب الانتهاء من البرنامج بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية وكأنه يتفاخر بمافعله دون النظر لأي اعتبارات، قائلاً: "قمت بتسليم ثلاثة من ضيوف برنامجي لوزارة الداخلية، بعد انتهاء البرنامج". أمين قال خلال استضافته ببرنامج "هي مش فوضى"، الذي يعرض على فضائية "ten"، إن "الضيف الأول كان صحفيًا إخوانيًا مغمورًا، وبعد أن ظهر معي في برنامجي على قناة "روتانا مصرية" اتصلت بي الداخلية في الفاصل، وأبلغتني أنه متهم في إحدى القضايا، فقلت لهم انتظروه أمام البوابة الخلفية". أما "الضيف الثاني"، فكان عضوًا بخلية "حزب الله"، التي تم القبض عليها في مصر، كما يقول أمين، "اتصل بي وطلب منى الظهور معي في برنامجي على قناة "LTB"، واتصلت بى الداخلية، وطالبتني بتسليمه، بعد انتهاء الحلقة فقمت بتسليمه، بالإضافة إلى ضيف ثالث لا أتذكره"، على حد قوله. وسبق أن أبلغ الإعلامي مصطفى بكري على الهواء مباشرة خلال تقديمه برنامجه "حقائق وأسرار" عن مواطن مصري انتقد أداء الإعلاميين. وقال بكري في بلاغ على الهواء لمباحث الإنترنت، "جاءتني رسالة تهديد وإهانة لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي"، وذكر رقم الهاتف الذي تلقى منه الرسالة. لم يكتف بذلك بل إنه طالب جميع زملائه الإعلاميين أن يحذو حذوه، قائلا "أنا بطالب كل الإعلاميين أي حد يجيله رسالة بتهديد بقتل أو إساءة متعمدة انشر تليفونه على الهواء وانا على ثقة أن وزارة الداخلية هتتحرك وتاخذ إجراءات ضده".