دعا حزب "المؤتمر الشعبي العام " اليمني، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى وقف الأعمال العسكرية من جانب جماعة أنصار الله (الحوثي)، كما طالب بوقف العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد أهداف تابعة للحوثيين. وفي بيان له اليوم الخميس، دعا الحزب جماعة أنصار الله (الحوثي) إلى "وقف الأعمال العسكرية وتجنيب مدينة عدن (جنوب)، واليمن عموماً مغبة الإنجرار نحو مزيد من التصعيد". وطالب الحزب في بيانه بوقف "العمليات العسكرية من قبل الأشقاء في مجلس التعاون وشركاؤهم"، كما دعا إلى "عودة الأشقاء في مجلس التعاون لممارسة دورهم المباشر مع الأطراف المختلفة للوصول إلى حلول سلمية وفقاً لمبادرتهم". وخلافا لما هو قائم في قنواته التلفزيونية مثل قناة "اليمن اليوم" من هجوم على دول الخليج وخصوصا السعودية، بدا بيان حزب صالح دبلوماسيا في ردة فعله تجاه الضربات التي استهدفت مقرات عسكرية مهمة تابعة له، وطالب بعودة دول مجلس التعاون الخليجي لممارسة دورهم المباشر مع الأطراف المختلفة للوصول الى حلول سلمية وفقاً لمبادرتهم. وأكد حزب المؤتمر رفضه لما أسماه ب"الاعتداء على الجمهورية اليمنية والعاصمة صنعاء عاصمة كل اليمنيين ورمز تاريخهم، باعتبار ان ما يجري هو شان داخلي ونتيجة لصراع على السلطة بين بعض الأطراف ولا علاقة للمؤتمر الشعبي العام به من قريب او بعيد على عكس ما تروج له وسائل الاعلام المغرضة وبعض القوى السياسية ولا يمثل تهديداً لأمن واستقرار أشقائه". وشدد المؤتمر على تمسكه بالحلول السلمية الرافض لتحقيق أي مكاسب جيوسياسية أو الوصول الى السلطة بالقوة، وقال البيان إن "المؤتمر الشعبي العام لم يكن ولن يكون طرفاً في أي نزاع مسلح على السلطة بعد أن سلمها عام 2011 بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، هو بالتأكيد يرفض كل ما يمكن ان يترتب على استخدام القوة من أي طرف كان". ويتوقع مراقبون أن يحُدث بيان المؤتمر شرخا في التحالف الناشىء بين صالح والحوثيين، والذي أسفر منذ سبتمبر الماضي عن اجتياح المحافظات اليمنية الشمالية ونجح في التغلغل بمدن الجنوب اليومين الماضيين، حتى وصل الى مشارف محافظة عدن التي باتت عاصمة مؤقتة منذ انتقال الرئيس هادي اليها في 21 فبراير الماضي. كانت السعودية أعلنت، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، عن بدء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد من تسميهم "المتمردين الحوثيين". وتشارك في عملية "عاصفة الحزم"، 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن ومصر، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية". فيما أبدت باكستان استعدادها للمشاركة بقوات برية، وأعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي. وبينما قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن عملية "عاصفة الحزم" جاءت "بناء على طلب السلطات الشرعية في اليمن"، قالت الخارجية البريطانية إنها "تؤيد التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد طلب الرئيس هادي للدعم بواسطة جميع السبل والتدابير لحماية اليمن، وردع العدوان الحوثي".