طرحت في الجزء الأول من المقال ، تساؤلات حول ماهية العلاج الحقيقي لفيروس سي ، و الشكوك حول طرحه للمستهلك بعد أن أعدت وزارة الصحة العدة للإعلان عنه باعتباره تتويجا لمجهودات دامت 13 عاما من الأبحاث الجادة و الشاقة ، و أيضا طرحت تساؤل آخر حول ما يفعله الفريق شفيق في الإمارات بعد أن أسقطت عنه المحكمة التهم التي كانت تلاحقه و تمنعه من العودة إلى مصر . اليوم أطرح تساؤل آخر يهم المواطنين لأنه يمس حياتهم و صحتهم ، فيما تفعله شركة أبراج كابيتال في مصر ؟؟
وشركة "أبراج كابيتال" هي شركة متعددة الجنسيات لها مقر في دبي ،غير معروف مصادر تمويلها أو المشاركين فيها ، و من هنا تكمن خطورة إطلاق يدها في القطاع الاستثماري في مصر بلا رقيب أو حسيب ، و هي ذات طبيعة سياسة احتكارية تسعى للسيطرة على السوق بأكمله والتحكم في الأسعار ، مما يهد صغار المستثمرين في الدخول و المنافسة ، وبالتالي تملك بظروف السوق الحالي اليد العليا للسيطرة على حجم ومستوى الخدمات التي تحتكرها وفقًا لأجنداتها المختلفة .
1- القطاع الطبي : شبه رئيس تحرير صحيفة "المصريون" جمال سلطان سيطرة الشركة الإماراتية "بالغزو الإماراتي " في مقاله "صحة المصريين تحت رحمة الاحتكار الإماراتي" ، فشركة أبراج كابيتال باتت تستحوذ الآن على 33% من إجمالي الخدمات الصحية المقدمة في مصر عن طريق سيطرتها على العديد من المستشفيات الخاصة مثل كليوباترا والجولف والقاهرة التخصصي، والنيل البدراوي، ومعامل التحاليل في مصر مثل البرج والمختبر وغيرهما، في خطوة تعد احتكارا للقطاع الطبي في مصر .
و يتداول أصحاب الاقتصاد الحر ، نظرية عن فوائد هيكلة المستشفيات ببيعها لتحسين أدائها ، مما يعود بالنفع على المواطنين ، إلا أن الملاحظ على أرض الواقع أن ذلك لم يحدث ، و كل ما تم فعله هو استبدال الطاقم الطبي من الأطباء الذين تم إجبارهم على إنهاء خدماتهم بطاقم يدين لهم بالولاء .
و قد عد المركز المصرى " الحق في الدواء " ملفًا كاملًا عن عمليات الاستحواذ التي قامت بها الشركة ، كما أفاد أنها قد دخلت في منافسة لشراء شركة أمون للأدوية ، مما يشكل خطوة "كارثية" تهدد صحة وحياة المواطنين ، و أصدر المركز بيانا يطالب فيه بضرورة حماية العاملين في القطاع وغيرهم من ممارسات تؤثر على أحوالهم، حتى لا يتضرر الاقتصاد الوطني من هذه الممارسات الاحتكارية ووفقا للقانون 3 لسنه 2005
2- القطاع التعليمي سرت شائعات قوية داخل القطاع التعليمي عن طريق ماليين يعملون في تلك المؤسسات ، أن الشركة تعاقدت مع مجموعة تعليمية كاملة و أنها رصدت أرقام خيالية للشراء تقدر بأكبر من حجم القيمة الحقيقية ، في ذات التوقيت الذي يقوم به " مستثمرون خليجيون " بعمليات شراء " مسعورة " للمدارس الخاصة "لم يستدل على هوياتهم بعد " الا أن نواياهم تثير الريب خصوصا أنهم يستثمرون في المدارس الخاسرة أيضا بمبالغ كبيرة ! فهل يوجد رابط ما بين هؤلاء المستثمرون و شركة أبراج كابيتال أم أنه مجرد صراع محموم بين المستثمرين على استغلال الظروف الحالية التي تمر بها مصر في ظل ضعف من التشريعات و الرقابة ؟؟؟
3- قطاع الأغذية أعلنت شركة "أبراج كابيتال" ، عن عملية استحواذ إستراتيجية في شركة "النوران القابضة" ، الشركة المتكاملة والرائدة بصناعة السكر في مصر ، و جميعنا يعلم أيضا محاولاتها السابقة في السيطرة على شركة بسكو مصر ، حيث اعتبر مصطفى عبد الودود، الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لشركة (أبراج كابيتال) أن الدخول في المنافسة على شراء (بسكو مصر) جاء ضمن إستراتيجية الاستثمار في قطاع الأغذية، وأن الخروج من الصفقة كان نتيجة تخطي عرض الشراء للسعر الذي حددته (أبراج) والعائد المتوقع من الصفقة.
و من هنا ندق ناقوس الخطر في مقترح وزير التموين لطرح الشركة القابضة للأغذية في السوق ، في الوقت الذي تعاني فيه مصر الآن ضعف الرقابة و التشريعات المطمئنة ، و تبدو فيه الأوضاع لصالح شركات في حجم و قوة شركة أبراج كابيتال ، معرضا الأمن الغذائي المصري للخطر ، كما هو الحال مع القطاع الطبي الآن .
4- قطاعات أخرى أتمت شركة «أبراج كابيتال» الاماراتية أكبر صفقة استحواذ هي الأكبرعلى الإطلاق في تاريخ قطاع الملكية الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذلك بتملكها كامل أسهم الشركة المصرية للأسمدة، وهي شركة مساهمة عامة وإحدى أكبر شركات القطاع الخاص في مجال صناعة وتصدير الأسمدة، مقابل 1.4 مليار دولار
كما حاولت أيضا السيطرة على شركة القلعة ،هي الشركة الرائدة في مجال الاستثمار المباشر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، و التي تملك حالياً 19 صندوق قطاعي متخصص تسيطر على مجموعة الشركات التابعة باستثمارات تصل إلى أكثر من 8.7 مليار دولار أمريكي في 15 مجال صناعي متنوع من بينها التعدين والأسمنت والنقل والأغذية والطاقة ن الا أن أخر المستجدات على الصفقة تظهر أنها لم تتم .
كما وقعت على عقد استحواذ مبدئي على نسبة 100 % من أسهم شركة القاهرة للاستثمار والتنمية بسعر 20.5 جنيه للسهم وبقيمة إجمالية تصل إلى 250 مليون جنيه ، من خلال شركة هكسلاي هولندج ليمتد التابعة لها.
أن سيطرة شركة أبراج كابيتال على القطاع الطبي و المستشفيات و قطاع الأدوية ، يجعل من المصريين حقل تجارب للشركة و من ثم بيع تجاربها إلى الخارج ، مما يهدد صحة المصريين للخطر ، ناهيك عن احتمالية ارتفاع أسعار الخدمات التي ستقدمها المستشفيات و المختبرات التي تقع في حيازتها ، لينحصر الانتفاع على الفئة الغنية فقط دونا عن الفقيرة و لربما تدخل الطبقة المتوسطة أيضا حيز العجز عن الانتفاع بالخدمات المقدمة من القطاع الخاص ، ليصبح القطاع الحكومي بكل عيوبه و مساوئه هو الملجأ الأخير لهم ، كما يشمل الخطر القطاع التعليمي إذا صحت الشائعات و باقي القطاعات الأخرى .
فهل يتعرض المصريون لمؤامرة كبرى بدءا من صحتهم إلى السيطرة على مفردات حياتهم ؟و لم غابت التشريعات الضامنة لعدم العبث في حياة و صحة المواطنين ؟ و لم لم تحرك وزارة الصحة ساكنا رغم تقدم العديد من الأطباء و رؤساء الأحزاب و المركز المصري " الحق في الدواء " بشكاوى ضدها ؟؟