أعربت القوة المشتركة لكتائب مدينة مصراته غربي ليبيا، يوم الخميس، عن رفضها كل أنواع التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، وكل أشكال الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أنها لا تتبع أي تيار سياسي أو حزبي. جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن مجموعة من الكتائب التي تتبع مصراته، وتلقت وكالة الأناضول نسخة منه، رداً علي عدة اتهامات من طرف جيش طبرق وحكومته بأن كتائب مصراته هي كتائب "إرهابية"، وتضم في صفوفها "إرهابيين".
وقال البيان إن هذه الكتائب "ترفض كل أشكال الإرهاب والتطرف، وإنها لا تتبع أي تيار سياسي أو حزبي وإن غايتها تحقيق الأهداف الوطنية التي خرج من أجلها الليبيون في 17 فبراير/ شباط(2011 ضد معمر القذافي)"، معربة عن "التزامها الكامل بالانضواء تحت شرعية الدولة التي اتفق عليها الليبيون".
وتعتبر مدينه مصراته المقر الرئيسي لأكبر مكونات قوات "فجر ليبيا"، وهو "الدرع الوسطى"، كما أن معظم قادة قوات "فجر ليبيا" وعملية الشروق التي أطلقت مؤخرا، من المدينة ذاتها.
وأضاف البيان أن كتائب مصراتة "ترفض كل أنواع التداخل الأجنبي في الشأن الليبي وتدين القصف المصري للمدن والقرى الليبية".
وطالبت القوات ب"محاسبة كل من نفد أو شارك في قتل الأبرياء وملاحقتهم قضائياً"، ولفتت إلى "أهمية الحوار الجامع بين الليبيين، الذي يهدف إلي جمع الشمل وبناء الوطن وحقن الدماء".
وفي بيانها، استنكرت القوة "كل الأعمال الإجرامية تحت أي مسمي، وتبرأت من مرتكبيها وطالبت كل الجهات المعنية ذات العلاقة بتقديم هؤلاء المجرمين للعدالة".
وقوات "فجر ليبيا"، تسيطر بشكل رئيسي على أغلب المنطقة الغربية، بما في ذلك العاصمة الليبية طرابلس ومصراتة وجزء من مدينة سرت، وتعتبر الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته، الذي يتخذ من العاصمة طرابلس مقراً له، وتحسب علي تيار الإسلام السياسي.
وقد تشكلت من مجموعة منظمات مسلحة، من بينها "درع ليبيا الوسطى"، و"غرفة ثوار ليبيا" في طرابلس، ومسلحو مصراته والزاوية وصبراتة.
وتشهد مدينة مصراته منذ أشهر تحولا في موقفها إذ أعلن مجلسها البلدي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي انخراطه في جلسات الحوار السياسي بجنيف لحل الأزمة في البلاد، وأعلنت قوة درع الوسطى (أكبر تجمع عسكري في مصراته) وقفه لإطلاق النار نهاية ديسمبر/ كانون الأول من أجل إنجاح مساعي الحوار السياسي.
وتعاني ليبيا صراعا على السلطة بين تيار يسيطر على مدن شرق ليبيا خاصة بنغازي وطبرق يضم مجلس النواب وحكومة عبدالله الثني ورئاسة لأركان الجيش ويتبنى عملية عسكرية يقودها اللواء خليفة حفتر منذ مايو/ آيار الماضي ضد مناوئيه. وتيار يسيطر على الوسط خاصة طرابلس العاصمة، ويضم البرلمان السابق وحكومة عمر الحاسي ورئاسة لأركان الجيش ويقود عمليتين عسكريتين هما "فجر ليبيا" و"الشروق" ضد مناوئيه.
ولكلا التيارين موالون في مدن الغرب الليبي تخوض صراعات عسكرية، تزيد من معاناة ليبيا التي شهدت مؤخرا ظهورا لمجموعات مسلحة أعلنت ولائها لتنظيم "داعش" وارتكبت العديد من المجازر على الأراضي الليبية.