والت اليوم الإثنين، الإدانات العربية والدولية الرسمية لمقتل 21 مسيحيًا مصريًا، ذبحًا على يد عناصر تنظيم "داعش" في ليبيا. وأظهر تسجيل مصور بُث على موقع تداول الفيديوهات "يوتيوب"، مساء أمس الأحد، إعدام تنظيم "داعش" في ليبيا 21 مسيحيا مصرياً مختطفاً ذبحاً، دون معرفة تاريخ الواقعة. ففي بيان صادر عن الرئاسة المصرية، نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي "شهداء مصر الذين سقطوا ضحية الإرهاب الغاشم"، معرباً عن "خالص التعازي لشعبه في مصابه الأليم"، وأعلن الحداد العام رسميًا في البلاد لمدة 7 أيام. ومن جانبه، أدان البيت الأبيض، في بيان له، الواقعة، ووصفها ب"الجريمة النكراء والجبانة". وقال البيان الصادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، حصلت الأناضول على نسخة منه، "تعازينا إلى عوائل الضحايا، وندعم الحكومة والشعب المصري وهم يشرعون بالحداد على مواطنيهم". وأضاف البيان: "همجية داعش لا تعرف حدوداً، ولا يردعها دين، أو طائفة، أو عرق، وهذه الجريمة الجديدة لقتل أبرياء هي أحد آخر أفعالهم الدنيئة العديدة التي ينفذها إرهابيون مرتبطون بداعش ضد شعوب المنطقة، بما في ذلك قتل عشرات الجنود المصريين في سيناء (شمال شرق) والذي لن يؤدي لغير توحيد المجتمع الدولي ضد داعش". وأشار إلى أن "هذا العمل الشائن يؤكد مرة أخرى على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للنزاع في ليبيا، وأن استمراره لا يخدم أحداً غير الجماعات الإرهابية، بما في ذلك داعش". ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض، جميع الليبيين إلى "رفض ذلك (استمرار العنف) بشدة، والتوحد في مواجهة هذا التهديد المشترك والمتنامي"، لافتاً إلى دعم بلاده بقوة للجهود التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، ل"تسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية تساعد في تعزيز حل سياسي في ليبيا". كما أدان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في اتصال هاتفي من نظيره المصري سامح شكري ما وصفه ب"الفيديو المروع". وقالت الخارجية الأمريكية في تغريدة على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن كيري "أعرب عن تعازيه لمصر نيابة عن الشعب الأمريكي، وأدان بشدة العمل الإرهابي الدنيء". وأضافت أن "كيري اتفق مع نظيره المصري على أن يبقيا على اتصال وثيق، بينما يدرس المصريون سبل الرد". في الوقت الذي قال محمد البرادعي، نائب الرئيس الأسبق في مصر، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "الكلمات تعجز عن وصف مأساة المنطقة (..) رحم الله كل روح بريئة". وأضاف أن "معالجة عقلانية وقيمية تنتشلنا من القاع هي الحل الوحيد". فيما قال طارق السويدان، الداعية الإسلامي الكويتي، إن "جريمة قتل المصريين في ليبيا عمل إرهابي لا يقره عقل ولا دين". وأضاف: "أرجو أن يتكاتف الليبيون الشرفاء للقضاء على العصابات التي قامت بهذا الفعل المنكر انتقاما لهؤلاء الأبرياء وحتى لا يكون ذريعة للتدخل في ليبيا". وفي فرنسا، أدان الرئيس فرانسوا أولاند، في بيان، وزّعه الإليزيه على وسائل الإعلام، ما أسماه "الاغتيال الوحشي"، مستنكرًا دعوتهم للقتل والكره الديني، مشيراً في الوقت ذاته، إلى عزم بلاده وشركائها على محاربة هذا التنظيم. كما أدان وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، الحادث، قائلاً: "أدين بشدة قتل 21 قبطيًا على يد متطرفين موالين لتنظيم داعش في ليبيا". وفي بيان له نشرته الوكالة الرسمية المصرية، أضاف هاموند: "هذه الأعمال البربرية تقوي عزمنا على مكافحة خطر الإرهاب المتنامي في ليبيا والمنطقة". بدورها، قالت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، في بيان لها تلقت الأناضول نسخة منه، إنها "تدين بشدة قتل مصريين في ليبيا على أيدي إرهابيي داعش". وأضافت البعثة: "ينبغي على الليبيين كافة رفض وإدانة هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بحق عُمّال زائرين من مصر المجاورة". من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ب"أشد العبارات الجريمة الهمجية المروعة التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي ضد 21 من أبناء مصر الأبرياء في ليبيا". واعتبر العربي، في بيان للجامعة العربية، أن "هذه الجريمة النكراء، هي وصمة عار في جبين الإنسانية والعالم بأجمعه"، مطالباً ب"اتخاذ موقف حازم وإجراءات فعالة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي، وجرائمه البشعة المرتكبة ضد المسلمين والمسيحيين والإنسانية جمعاء". من جهته، أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الحداد في بلاده لمدة 3 أيام تضامناً مع مصر، مقدمًا تعازيه للسيسي، وللشعب المصري، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وفا). كما أدانت الحكومة الأردنية، الواقعة، ووصفتها في بيان نشرته الوكالة الرسمية بالعمل "الإجرامي"، مشددة على "وقوف الأردن إلى جانب مصر، والتواصل الدائم معها في مواجهة الإرهاب والتطرف أيا كان مصدره". وفي ليبيا، قالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني، المنبثقة عن برلمان طبرق (شرق) "ندين العمل الإجرامي البشع الذى لا يمت بأية صلة للإسلام، وقيمه السامية ولا بأصالة وعري علاقات شعبنا في ليبيا مع أشقائه في مصر". وفي النمسا، أدان فؤاد سنج رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية (التي تمثل مسلمي النمسا لدى الحكومة)، الواقعة بشدة، واصف إياها ب"الجريمة بالبشعة والشنعاء". وقال في تصريح لوكالة الأناضول إن الإرهاب لادين له، وأنه لا علاقة له بالإسلام كدين تسامح وسلام، وما يصدر من هذه التنظيمات الإرهابية بين الحين والآخر. وأكد أن تلك التنظيمات لا تمثل الإسلام ولا المسلمين بأي حال من الأحوال، ولا تحظى بأي تعاطف من جانب المسلمين، بل الاستنكار والإدانة والرفض.