محافظ جنوب سيناء: افتتاح منشآت جديدة يعزز تنافسية شرم الشيخ وثقة الشركات العالمية في الاقتصاد المصري    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار التاسع عشر لسندات توريق بقيمة 735 مليون جنيه    حماس: تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تؤكد النزعة التوسيعية للاحتلال وعمله على إبقاء حالة الصراع    وزير الخارجية الإسرائيلي: لن نوافق على إقامة دولة فلسطينية على مسافة شبه صفرية من سكاننا    مسؤول أممي: الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر وصمة عار    تقارير: زين الدين زيدان يقود منتخب فرنسا بعد انتهاء كأس العالم 2026    أبوريدة يجتمع مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب    موعد مباراة إيطاليا والنرويج.. والقنوات الناقلة في تصفيات كأس العالم 2026    طقس قد يتسبب في نزلات برد.. الأرصاد تصدر تحذيرا    تعليم الإسماعيلية: يعلن جداول امتحانات شهر نوفمبر للعام الدراسي 2025/2026    قوافل الأحوال المدنية تستخرج 9079 بطاقة رقم قومي.. وتلبي 1065 طلبًا منزليًا في أسبوع    خلاف على أولوية المرور يتحول لمنشور متداول    وزير الثقافة يزور طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    حينما تتحول رؤية الدولة للصحة الرقمية إلى التزام فعلي.. إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية خطوة واسعة فى طريق صعب    الأوقاف تعلن مواعيد المقابلات الشفوية للراغبين في استخراج تصريح خطابة    مصر ترحب باتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين جمهورية الكونجو الديموقراطية وحركة M23    كيف نظم قانون الإجراءات الجنائية الجديد تفتيش المنازل والأشخاص؟    حبس طرفي مشاجرة نشبت بينهما بسبب معاكسة فتاة في المطرية    ما هي عقوبة مروجي الشائعات عبر السوشيال ميديا؟.. «خبير» يجيب    فيديو.. عمرو أديب يحتفي بتلال الفسطاط: من أعظم المشروعات في السنوات الأخيرة    السلم والثعبان 2 يتربع على عرش إيرادات ليلة أمس    الرياضية: أهلي جدة يفتح ملف تجديد عقد حارس الفريق إدوارد ميندي    سؤال برلمانى بشأن ظاهرة العجز الصارخ فى المعلمين    طريقة عمل صدور الفراخ، بصوص الليمون والثوم    فيروس ماربورغ.. القاتل الخفي الذي يعيد ذكريات الإيبولا    بنين تعتمد تعديلات دستورية تشمل إنشاء مجلس الشيوخ وتمديد الولاية الرئاسية    مصر وتشاد تبحثان خارطة طريق لتعزيز الاستثمار المشترك في الثروة الحيوانية    الري: التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء أحد أدوات التعامل مستقبلا مع محدودية المياه وتحقيق الأمن الغذائي    كبير الأثريين يكشف تفاصيل تطوير المتحف المصري بالتحرير    مركز التجارة الدولي: 195 مليون دولار صادرات مصر من الشيكولاته في 2024    فرنسا يلتقي أذربيجان في مواجهة تحصيل حاصل بتصفيات مونديال 2026    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى الهرم دون إصابات    وزارة الداخلية تقرر إبعاد 3 أجانب خارج مصر    أمام كاب فيردي .. عمر مرموش يحل أزمة الجبهة اليسرى فى منتخب مصر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يجري اتصالات مكثفة بشأن الملف النووي الإيراني    اليوم .. بدء القيد بالنقابة العامة لأطباء الأسنان لخريجى الكليات دفعة 2024    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    سعر الدولار الأمريكي اليوم الأحد 16نوفمبر 2025    متي ينضم محمد صلاح لمعسكر الفراعنة قبل أمم أفريقيا ؟ ليفربول يحدد الموعد    إصابة العشرات بعد اندلاع اشتباكات في المكسيك وسط احتجاجات الجيل زد    «حماة الوطن» يعقد مؤتمرًا حاشدًا بالإسماعيلية لدعم مرشحيه    اليوم.. وزيرالثقافة ومحافظ الإسكندرية ورئيس أكاديمية الفنون يفتتحون فرع ألاكاديمية بالإسكندرية    مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    بريطانيا تجرى أكبر تغيير فى سياستها المتعلقة بطالبى اللجوء فى العصر الحديث    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    أدم محمد صبري: والدي رفض دخولنا نادي الزمالك ب "الواسطة".. وهذه وصيته لنا    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    محمود حسن تريزيجيه: الانضباط والاحترام أساس تكوين شخصية لاعب الأهلي    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيستيريا إعلامية وهلع شعبي بعد الإعلان عن ظهور أنفلونزا الطيور .. وتضارب الأنباء حول عدد المصابين بها .. وطارق الزمر يعرض العفو عن ضباط التعذيب مقابل إطلاق المعتقلين ..والقضاة يعلنون أنهم لن يبخلوا على الإصلاح ببعض التضحيات الواجبة..
نشر في المصريون يوم 18 - 02 - 2006

أبرزت جميع صحف القاهرة الصادرة أمس خبر ظهور حالات مصابة بانفلوانزا الطيور للمرة الأولى في مصر ، مع الأمر الذي تسبب في هستيريا إعلامية وهلع شعبي شاركت فيها الصحف بنصيب وافر . وقد تضاربت الأنباء حول عدد الحالات المصابة .. فالصحف الرسمية قالت إنها 7 حالات فقط بينما أكدت الصحف المستقلة انه تزيد عن العشرين حالة وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية . وقد ترسخت هذه الأنباء مع ازدياد النفوق الجماعي للدواجن في عدد من المحافظات .. وقد أعلنت الحكومة المصرية مساء الجمعة اكتشاف أول حالات إصابة بسلالة من فيروس أنفلونزا الطيور وإنها تعمل مع منظمة الصحة العالمية لمنع انتشار المرض . وقال بيان باسم احمد نظيف رئيس الوزراء انه تم العثور علي الفيروس في سبع عينات لدواجن مريضة ونافقة في ثلاث مناطق منها أربع في القاهرة واثنتان في الجيزة المتاخمة للعاصمة وواحدة في محافظة المنيا بصعيد مصر . وعلى صعيد آخر أبرزت الصحف المستقلة المبادرة الجديدة لوقف العنف التي أطلقها القيادي في تنظيم الجهاد طارق الزمر ، في مناسبة مناقشة رسالته للدكتوراه في القانون .. وتتضمن الإفراج عن جميع المعتقلين الإسلاميين في السجون المصرية وتعويضهم ماديا عن سنوات الاعتقال والتعذيب والسماح لهم بممارسة العمل السياسي بحرية ، مقابل العفو عن ضباط التعذيب وتفكيك عناصر الصدام في الجماعات الإسلامية الجهادية .. واهتمت الصحف المستقلة بتغطية غضبة القضاة في الإسكندرية وتنظيمهم وقفة احتجاجية صامتة على إحالة زملائهم للنيابة للتحقيق معهم على خلفية انتقادهم تورط بعض القضاة في تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة .. وانفردت صحيفة نهضة مصر بحوارات واسعة مع القضاة المرفوع عنهم الحصانة القضائية .. وتحدثت الصحف عن زيارة وفد الكنائس الدنماركية إلى القاهرة للاعتذار للقيادات الدينية والأزهر عن حماقة الرسوم المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) .. كما أشارت إلى تصاعد الخلافات في جريدة الكرامة المعارضة ذات التوجه الناصري بسبب الصراع على منصب رئيس التحرير (التنفيذي) بين عبد الحليم قنديل وجمال فهمي .. والى موضوع أزمة القضاة المرشحة للتصعيد في الأيام القادمة .. حيث نظم أكثر من 200 قاض الجمعة وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة داخل نادي قضاة الإسكندرية تعبيرا عن رفضهم تجاهل الحكومة مشروع قانون السلطة القضائية الذي أعده النادي ومحاولات الدولة فرض تعديلات يرفضها القضاة من بينها مد سن القيادات القضائية إلي سن 70 عاما . وألقي المستشار محمود الخضيري رئيس نادي قضاة الإسكندرية بيان النادي في مؤتمر صحفي عقب الاعتصام جاء فيه ان قضاة الإسكندرية يعلنون لشعب مصر وجميع شعوب العالم الحر إنهم غاضبون مما يحدث في مصر من عدم وجود رغبة حقيقية في الإصلاح والتغيير تنفيذا لوعد اكبر مسئول في الدولة بحدوث ذلك في القريب العاجل .. بل انه يمكن القول بأننا مقدمون علي ردة إلي الوراء تعيدنا إلي الخلف خطوات، فإلغاء قانون الطوارئ لابد في نظر القائمين علي الإصلاح المزعوم من ان يعاصره صدور قانون جديد لمكافحة الإرهاب نعتقد انه سيكون اشد قسوة وضراوة من قانون الطوارئ وإذا ما تم علي نهج تعديل المادة 76 من الدستور وتعديل قانون السلطة القضائية يتم بليل حالك الظلام وتكتم شديد كأنه مؤامرة يراد بها اغتيال إرادة القضاة. وتساءل البيان: أين نتائج التحقيقات فيما شاب الانتخابات البرلمانية من جرائم أساءت لشعب مصر كله ولقضاته بالذات رغم ما بذلته الأغلبية العظمي منهم من جهد خارق وكفاح مرير وتعرض لمواقف لم يتعرض لها قاض في العالم ورغم ذلك بقي سيف الاتهام مسلطا علي رقاب بعض القضاة ممن اسند الناس إليهم هذا الاتهام فهل من مصلحة الشعب ان يبقي هذا الاتهام معلقا حتى تهتز الثقة في قضاته معقد آماله وملاذ حريته؟!. وأضاف البيان : إننا نطالب بسرعة إنجاز ذلك .. وبعد إنجازه نطالب بسرعة معاقبة كل مسئول أيا كان موقعه . أما مشروع تعديل قانون السلطة القضائية ذلك المولود المتعسر الذي حملت به امة قرابة خمس عشرة سنة فهل ان له بعد ان يولد؟ وإذا ولد بعد هذا الحمل الطويل فهل يا تري سيولد مشوها؟. ودعا البيان القضاة إلي الاستمرار في الاعتصام وتصعيده حتى تجاب مطالبهم وطالب قضاة مصر بإظهار هذا الاحتجاج في اجتماعهم القادم في القاهرة في 17 مارس المقبل بشكل اقوي كما طالب جميع منظمات المجتمع المدني بالتضامن مع القضاة في مطالبهم العادلة في ان يكون لمصر قضاء قوي قادر علي أداء رسالته في إحقاق الحق ونصرة المظلوم . وخاطب البيان شيوخ القضاة قائلا: شيوخنا أعضاء مجلس القضاء الاعلي يا من غرتكم الحياة الدنيا فنسيتم الآخرة وسمحتم لأنفسكم بان تكونوا أداة في يد السلطة التنفيذية للتنكيل بإخوانكم من اجل عرض زائل أقول لكم إننا عندما بدأنا مسيرة المطالبة بالإصلاح والتغيير الحقيقي كنا نعلم تمام العلم ما يحيط بنا من مخاطر وعلي استعداد لتحملها في سبيل تحقيق حلم الشعب في الإصلاح. هذا الشعب الذي أعطى القضاة الكثير فلا يمكن ان يبخلوا عليه ببعض التضحيات . واعلموا إننا لن نهتز لإجراء اتخذتموه ولن تلين قناتنا لتهديد أطلقتموه إننا علي درب الإصلاح سائرون وعلي مواصلة الكفاح مصممون . وعقب الوقفة الاحتجاجية التي استمرت ساعة القي المستشار حسام الغرياني نائب رئيس محكمة النقض كلمة جاء فيها ان قضاء مصر يتعرض لمحنة أكاد أقول إنها تتجاوز مذبحة القضاة وان لم يقف قضاة مصر صفا واحدا وراء ناديهم الذي انتخبوه بنسبه إجماع فلن يكون لمصر قضاء مستقل من بعده . وطالب الغرياني قضاة مصر بالوقوف وراء ناديهم بمطالبتهم بان يكون مشروع السلطة القضائية كما قدمه النادي ورفض أي مشروع سري يعبث باستقلال القضاء . والى موضوع الأزمة الدنماركية حيث أكد الكاتب صلاح عيسي في مقال بالوفد بعنوان (أصحاب العقول.. وأصحاب العجول) أن مشكلتنا الحقيقية ، هي هذا التطرف الانفعالي الذي لخصه الشاعر الراحل نجيب سرور في قوله إذا عشقنا نعشق صبابه.. وإذا كرهنا.. نكره موت! .. وبسبب هذا التطرف الانفعالي ، لم نستطع ان نخطط لحملة الغضب التي اشتعلت في العالم الإسلامي كله احتجاجا علي نشر الصور الدانماركية السفيهة التي تناولت شخص الرسول (صلي الله عليه وسلم) بحيث تنطلق في الوقت المناسب ، وتتوجه نحو هدف محدد تتوقف بعد ان تحققه ، لتخطط لعمل دائم يحول دون تكرار ما حدث .. وكانت النتيجة أن بدأت الحملة بعد أربعة شهور من نشر الرسوم، بهدف محدود ومنطقي هو ان تعتذر الصحيفة ، فلما اعتذرت رفضنا الاعتذار ، ولما كررته بعبارات أوضح تواصلت الحملة لتطالب باعتذار الحكومة الدانماركية ، فلما عبر رئيسها عن أسفه علي نشر الرسوم ، واعتراضه عليها اعتبرنا الأسف شيئا مختلفا عن الاعتذار واستمرت التظاهرات تطالب باستصدار قانون دولي يحرم الإساءة للأديان وهو ما قد يوقعنا نحن أنفسنا في مآزق لا أول لها ولا آخر بسبب ما يشيع في كتابات المتطرفين منا، من تناول غير مسئول لأديان الآخرين .. ولا تزال الحملة مستمرة ، لكي تحقق هدفا غير واضح لأحد ، بمن في ذلك الذين يخططون لها ويشاركون فيها ، ويصيحون علي رأي الشاعر حافظ إبراهيم مع الصائحين علي غير قصد ولا مأرب . وقال الكاتب أنه كان طبيعيا ان يسعى أصحاب المصالح لاستغلال هذا الغضب المشروع علي الرسوم السفيهة وتوجيهه لتحقيق أهداف لا صلة لها به .. من الأنظمة التي تبحث عن ساحة خارجية توجه إليها مشاعر الغضب المكبوت لدي شعوبها حتى لا تنفجر فيها ، إلي الأنظمة التي وجدت في هذا الغضب سلاحا تستخدمه في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط من المجتمع الدولي ومن محترفي التخريب الذين أشعلوا النيران في سفارات الدول الاسكندنافية في بلاد عربية وإسلامية، إلي محترفي إشعال الحروب الطائفية الذين هاجموا كنيسة مارونية في بيروت.. ومن المستوردين الذين نشطوا يدعون لمقاطعة البضائع الدانماركية ، لكي يروجوا للسلع المنافسة التي يستوردونها من بلاد أخرى، لا يوجد ما يدل علي ان واحدة من صحفها لم تسئ إلي الإسلام، ومن جماعات الإسلام السياسي التي تسعي للتمكين لنفسها من خلال احتكار الدفاع عن الإسلام، إلي الأخ شعبان عبد الرحيم الذي شرع في تعبئة شريط جديد يقول فيه: خلصنا الصبر كله.. وبرضه مفيش حلول.. وأهي وصلت الإهانة للدين وللرسول دانمارك إيه يا عالم.. حتى بتوع العجول ! ووسط هذه الانفعالات لم يتوقف احد أمام مسئوليتنا نحن أنفسنا عن الإساءة التي لحقت بنبينا وديننا والتي تولدت عن جهل شائع لدي الغربيين عموما بالاثنين لتوهمهم ان المسلمين كلهم بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي وان الثلاثة ينفذون تعاليم الإسلام ، ويحتلون موقع خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام . ولم يتوقف أحد أمام التصاعد المتواصل للحملة، لتشمل كل الدول الأوروبية ، علي نحو قد يحرمنا من الدعم المحدود والموقف المتوازن والمستقل نسبيا عن السياسة الأمريكية التي تتخذه أوروبا تجاه قضايانا المصيرية . ولم يدع احد لمناقشة هادئة وعاقلة تنتهي بوضع خطة، لكي يتعرف الأوروبيون علي الرسول (صلي الله عليه وسلم) كما هو ، وعلي الإسلام كما يعرفه الأغلبية العظمي من المسلمين وتضع الحدود الفاصلة، بين الرسول وأتباعه وبين الجرائم التي يرتكبها بن لادن وأتباعه! .. وبدلا من ذلك كله ، تركنا الأمر للانفعالات ، لتقودنا إلي اللا هدف، وتضطر بعض الدول الإسلامية للاعتذار عن حرق السفارات، وقد تضطرنا غدا للاعتذار للشعب الدانماركي بسبب وصف الأخ شعبان عبد الرحيم لهم، بأنهم بتوع العجول .. وأصحاب العقول بعكس أصحاب العجول في راحة! والى أخبار اليوم حيث كتب رئيس تحريرها ممتاز القط عن طوفان الإصلاح الأمريكي وقال : في كل يوم تتكشف لنا حقيقة جديدة تؤكد زيف وبهتان ما يدعيه العالم المتقدم ، وما يروج له من دعاوى الإصلاح والديمقراطية ، واحترام حقوق الإنسان ، التي يجعلها ثوبا فضفاضا ، يخفي حقيقة أهدافه وأطماعه. ورغم إيمان شعوب العالم الثالث ومنها الدول العربية بضرورة الإصلاح ، والرغبة المتجددة في اتخاذه وسيلة لتحقيق أهدافها في حياة أفضل ، إلا أن هذه الرغبة تظل مقرونة بميراث هذه الشعوب، وقيمها وتقاليدها وظروفها الاجتماعية ، وأيضا عقائدها وأديانها . وهو الأمر الذي شكل نقطة تصادم كبري ، وكان حجر عثرة أمام مطامع القوي الكبري، التي تسعي لفرض سطوتها ونفوذها ، وتحقيق طموحاتها في عالم يبدو جليا أن شريعة الغاب هي التي تحكمه تحت دعاوى الحرية وحقوق الإنسان!! وأضاف القط : إن التناقض بين الأفعال والأقوال ، أصبح احدى السمات الأساسية في سلوك بعض الدول، والمنظمات والجمعيات ، التي تدعي رعايتها وحمايتها للشرعية الدولية، واحترام حقوق الإنسان . وهو الأمر الذي يعرض عالمنا إلي مزيد من التمزق ، ويسمح لغلاة التطرف بفرض وبسط نفوذهم وسطوتهم .. وتسائل : أين منظمات حقوق الإنسان في أمريكا ، وفي كل الدول الاوروبية؟! أين منظمات حقوق الإنسان في مصر وفي العالم العربي ، التي ظلت لفترة طويلة أسيرة لنموذج السيد الأمريكي، وهو يلوح للعالم الجديد بأعلام الحرية والإصلاح ، علي حين يمسك بيده الأخرى بأدوات الموت والتعذيب ، وانتهاك حرمات البسطاء داخل السجون والمعتقلات ، وفي الشوارع والطرقات ومخيمات اللاجئين؟! لقد فقدت الولايات المتحدة ، وفقد معها كل دعاة حماية حقوق الإنسان في الغرب مصداقيتهم، نتيجة التناقض الفاضح والكيل بمكيالين ، ومحاولاتهم المستمرة لتطويع الشرعية الدولية لخدمة أهدافهم ومصالحهم داخل منطقتنا . وهو الأمر الذي أصبح يثير سخرية الشعوب ، التي اعتقدت في لحظة من اللحظات أن نسائم الحرية والإصلاح ، سوف تسود عالمنا، فإذا بها تتحول إلي موجة عاتية من الظلم والتطرف والإرهاب . في جوانتانامو وأبو غريب مارست واشنطن.. سيدة العالم الجديد ­ولا تزال­ أبشع ألوان وأشكال التعذيب ضد متهمين أبرياء ، لم توجه لهم أي تهم محددة، ولم تتح لهم طوال سنوات السجن الانعزالي أي محاكمة، وأصبحت واشنطن جلادا وسجانا ، وحكما وخصما ، لبشر كانت جريمتهم الوحيدة أنهم انساقوا وراء شعارات براقة وفضفاضة للحرية والإصلاح . ولان الطغاة يصمون آذانهم عن أي قولة حق ، لم تعر الإدارة الأمريكية اهتماما بالإدانة التي وجهتها الأمم المتحدة لسلوكها في جوانتانامو ، ومطالبتها
بإغلاق هذا المعتقل فورا . كالعادة بدأت واشنطن تكيل الاتهامات للمنظمة الدولية ، المنظمة التي استطاعت الإدارة الأمريكية ان تجعلها مطية لتحقيق أهدافها في نشر الفوضى ، وقرع طبول حرب عالمية جديدة ، تحت دعوى مواجهة الإرهاب . وأكد القط ان دعاة الحرية والإصلاح الأمريكي وأتباعهم في كل دول العالم هم الجناة الرئيسيون في حالة الفوضى والانفلات ، التي تشهدها دول كثيرة اليوم. هم الجناة وراء موجة الغضب الجامح التي تسود العالم الإسلامي، ضد الدول الأوروبية ، بعد الإساءة التي وجهوها إلي أقدس البشر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. هم المستفيد الأول الذي يرغب في إشعال المنطقة ، لتكون بعد ذلك كبش فداء في حرب بوش وأتباعه، ضد ما يسمونه بالإرهاب .. واشنطن هي المستفيد الأول من حالة العداء بين أوروبا والعالم الإسلامي ، حيث تعتبر أوروبا هي السند الوحيد لعالمنا الإسلامي ، وإذا كانت مواقف القادة الأوروبيين تنحاز دائما للسيد الأمريكي، فإن الشعوب الأوروبية كانت دائما سندا للقضايا العربية والإسلامية، وكلنا لا نزال نذكر المظاهرات التي اجتاحت كل العواصم الأوروبية ضد غزو العراق، وضد حرب بوش الجديدة لغزو العالم، باستخدام سلاح الفوضى ، وتأليب الشعوب بوهم الديمقراطية والإصلاح وحماية حقوق الإنسان. دعاة ديمقراطية بوش طالبوا بالانتخابات الحرة في فلسطين، ثم أسرعوا برفع راية الحرب ضد حركة حماس بعد فوزها الساحق.. وبدأوا حملة تجويع للشعب الفلسطيني، وقطع المساعدات عنه.. دعاة حماية حقوق الإنسان قدموا العراق إلي آتون العنف والتطرف وسفك الدماء علي طبق مواجهة أسلحة الدمار الشامل، التي كانوا ومازالوا أول من انتهك حرمة القوانين والمعاهدات التي تنظم استخدامها، وكانوا وراء رغبة جامحة لقوي كثيرة بالمنطقة في امتلاكها في إطار طبيعي من توازن القوي، وحق الدول والشعوب في تأمين سيادتها، بعد أن انفردت إسرائيل المتمتعة بحماية السيد الأمريكي بامتلاكها. والحقيقة لا ادري لماذا تغافل القط عن الإشارة إلى تعاون النظام المصري مع الإدارة الأمريكية في استنطاق المعتقلين وتعذيبهم وتسليمهم إليها مرة أخرى بعد (القيام بالواجب) على أكمل وجه ؟ ولماذا تغافل عن الإشارة إلى ما يجري في السجون المصرية من تعذيب واعتقال الآلاف سنوات طويلة من دون توجيه تهمة إليهم ؟ .. أكيد ان الذاكرة لم تسعف الرجل .. فصعب عليه ما يقوم به الأمريكان .. ونسى ما تقوم به حكومة بلده !!! . الموضوع نفسه تناوله عبد الله كمال في روز اليوسف ولكنه زاد عليه بانتقاد حاد على المنظمات الحقوقية المصرية والقوى المعارضة لصمتها عن الممارسات الأمريكية في حين تطلق لسانها الحاد على الحكومة المصرية لارتكابها نفس الأفعال .. ولما كان كمال هو مبعوث العناية المباركية والمدافع الأول عن النظام .. فلم يعجبه هذا المسلك وقال تحت عنوان (الفضيحة المزدوجة) إن لم تخجل.. افعل ما شئت. اصمت حين يجب أن تنطق. لفق حين ينتظر الناس منك الصدق. اقبض الثمن مقابل المبدأ. وسر على نهج من مولوا جيبك وحشوا خزائنك بالبنكنوت.. وكن أنت أيضا ممارسا للمعايير المزدوجة. لا تهتم بقيمة، ولا تشغلك أخلاق، ولا تدر بالك إلى معنى، فأنت تفعل ما هو مطلوب منك أمريكياً.. واشنطن هي التي يجب أن ترضى عنك.. ومسئولوها هم حصن وجودك.. وقبولها لك هو شرعية دورك.. ومن ثم.. ولا يهمك.. كن صاحب وجهين.. أو ثلاثة.. أو ربما أربعة.. فالمطلوب منك هو أن تقول ما تؤمر.. بغض النظر عن إيمانك به. والضمير المخاطب في هذه العبارات السابقة يعود على عشرات من المصريين.. السياسيين.. أو الحقوقيين.. أو أرباب الحركات.. أو أصحاب الميكروفونات.. نجوم الشاشات.. رؤساء المنظمات.. قابضي الشيكات.. راكبي المرسيدسات من خلال إصدار البيانات.. بائعي ما كذب من الشعارات.. والذين أوهموا الناس بأنهم أهم من يدافع عن الديمقراطيات. عشرات من المصريين.. المدافعين بالصمت المريب عن الولايات المتحدة.. انصح كمال بان يجلس أمام المرآة ويوجه هذا الكلام إلى نفسه في لحظة صدق مع الذات ادري إنها لن تأتي أبدا ، وعليه تكرار نفس الكلام مع تبديل الأدوار ، فيأخذ هو دور المنظمات الحقوقية التي لا تنقد أمريكا مهما فعلت ، وتأخذ حكومتنا دور الإدارة الأمريكية التي يريد كمال نقدها .. ثم يقول لنا عن النتيجة بعد ذلك .. لكي تعمل بها القوى المعارضة !! . نبقى مع روز اليوسف مع زميله ورفيقه في درب الموالسة كرم جبر ، الذي كتب هذه المرة منتقدا بعض الوزراء حيث لا ضرر عليه من هذا الانتقاد الأخوي داخل إطار أمانة السياسات الذي يستميت في الدفاع عن أمينها وصاحبها آناء الليل وأطراف النهار .. فقال تحت عنوان (سياسة الاحتواء.. لا تحتوى أحداً!) بعض الوزراء وكبار المسئولين يخافون ويرتعدون من الأقلام والألسنة التي تهاجمهم في الصحف أو الفضائيات، فيبادرون بالاتصال بهم، ويقدمون فروض الولاء والطاعة اتقاء لشرهم.. وهؤلاء الذين يفعلون ذلك يرسخون ثقافة الابتزاز، ويظلون تحت رحمة فتوات الكلمة والرأي . بعضهم يعمل بالمثل القائل "اللي تعرف ديته اقتله".. والذين يفعلون ذلك يقتلون كرامة المنصب والوظيفة العامة ولا يقتلون من يهاجمهم، بل يضفون عليه مكانة لا يستحقها وحجما أكبر من حجمه . بعضهم يحيط نفسه بفتوات الكلمة والرأي ، ويجعل منهم أصدقاءه وحلفاءه، ليتقى شرهم ويستعين بهم على أعدائه ومنتقديه . الذين يفعلون ذلك لا يكتشفون خطأ نظريتهم، إلا عندما يتركون مناصبهم فيتحول حلفاء الأمس إلى جلادين يحملون في أيديهم أقلام الشماتة والانتقام.. ولا يدركون إلا بعد فوات الأوان أنهم كانوا يحتضنون أفاعي ناعمة تلدغ ولا ترحم . بعض الوزراء وكبار المسئولين يتصورون أنهم يجنبون الدولة والحكومة والنظام شرا كبيرا بأفعالهم وأنهم يحجمون المعارضة ويضعفون تأثيرها ويدافعون عن النظام باحتواء من يكرهون النظام . لهؤلاء جميعا أقول إن السحر ينقلب دائما على الساحر وأن "سياسة الاحتواء" ثبت فشلها مرة ومرتين وعشرا.. وأن المؤمنين بهذه السياسة يلدغون من الجحر مرة ومرتين وعشرا.. واللي تعرف ديته.. يقتلك !! . ما هذه البلاغة منقطعة النظير يا جبر .. لا عجب في ذلك لأنك خبير بهذه المواضيع التي سبق ان مارستها كثيرا في الماضي .. لكن الفرق بينكما وباقي الصحفيين أنكما تلعبان الآن على كبير .. بعد أن وصلتم للرأس الكبيرة مباشرة فتعديتم بذلك مرحلة اللعب مع الوزراء من زمان .. فاتركوا غيركم يأكل عيش .. ما دمتم تأكلون البغاشة !!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة