سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفشي وباء أنفلونزا الطيور في مساحات جديدة والحكومة تطالب المعارضة بالترفع عن الخلافات السياسية لعبور الأزمة .. وكاتب ينصح الناس بأن (الفوليات هي الباقية !!) .. وتأكيد أن تيار استقلال القضاء مدرسة كبرى في الوطنية المصرية والإجهاز عليه وهم كبير
واصلت صحف القاهرة الصادرة أمس (الاثنين) حملتها لمتابعة تفشي وباء أنفلونزا الطيور .. وكشفت الصحف عن انتشار الفيروس في مساحات جديدة . حيث تسبب ظهور الوباء في نفوق أعداد كبيرة من الطيور المنزلية في شتي المحافظات . وأعلنت جميع المحافظات حالة الطوارئ بين أجهزتها البيطرية والصحية . كما أصدرت جميع المحافظات قرارات بإغلاق محال الطيور . وأعدت المحافظات مدافن صحية للتخلص من الطيور النافقة التي فتك بها الفيروس القاتل . وتم فرض كردونات أمنية علي مداخل ومخارج المحافظات لمراقبة حركة نقل الدواجن الحية بين المحافظات . وكشفت مصادر بيطرية بالقاهرة نفوق 4 آلاف دجاجة في المطرية وعين شمس بسبب إصابتها بأنفلونزا الطيور . وأكدت المصادر إحراق الطيور النافقة في مجزر البساتين . وتلقت مديرية الطب البيطري 6 بلاغات بظهور إصابات جديدة بين طيور المنازل في عين شمس ومصر الجديدة ومدينة نصر . كما تلقت المديرية 15 بلاغا بظهور إصابات بالمرض بين طيور المنازل في مصر القديمة . وحذرت مصادر بيطرية من سرعة انتشار الفيروس خاصة في المناطق الشعبية التي تتلاصق فيها المنازل ويهتم سكانها بتربية الدواجن فوق الأسطح . وأقامت قوات الأمن كردونات وأكمنة علي مداخل القاهرة من جميع الجهات لمنع دخول سيارات الدواجن القادمة من المحافظات المجاورة للحد من انتشار الوباء . وأغلقت محال بيع الدواجن وطيور الزينة أبوابها أمس تنفيذا لقرار الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء . وأعلنت غرفة الطوارئ في مديرية الطب البيطري بالقاهرة استعدادها لتلقي البلاغات حول أي من تجار الطيور الذين لم يغلقوا أبواب محالهم ، لاتخاذ إجراءات فورية وصارمة ضدهم . ونوهت الصحف إلى إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة بعد وصول الفيروس لطيورها . وفي إطار الحملة عقد وزراء الإعلام والزراعة والصحة مؤتمرا حضره رؤساء تحرير الصحف المصرية ورؤساء أجهزة الإعلام غطته جميع الصحف .. وأبرزت تطمينات الوزراء وتأكيدات أنس الفقي وزير الإعلام بأن البلاد أمام كارثة طبيعية يجب أن نواجهها بأسلوب علمي وبخطة قومية . وقال إن هذه الخطة تعتمد علي استراتيجية الاتصال وفق معايير دولية وتوحيد الخطاب الإعلامي ، وقال إننا نواجه هذه الكارثة بمنتهي الصراحة والشفافية . ولكن المشكلة أن وراءنا موروثا شعبيا سلبيا من التعتيم السابق علي مثل هذه الكوارث . وأكد وزير الإعلام أن الحكومة توقعت هذه الأزمة بعد تعدد ظهور هذا الوباء في دول كثيرة حولنا . ولكن المشكلة هي في مستوي الوعي الجماهيري والمستوي الاقتصادي . وأضاف أننا أمام تحد حقيقي للوطن كله وعلينا أن نتعامل معه من منطلق أنه أزمة قومية .. وعلينا أن نتصدى للشائعات التي تنتشر كل ساعة.. موضحا أنه تم حصر 187 شائعة في يوم واحد ثبت عدم صحتها . وقد حاول وزراء الحكومة طمأنة الناس من خلال الإعلام .. فأعلن أمين أباظة وزير الزراعة أن هذا المرض بيطري حيواني وخطورة هذا الفيروس انه قد ينتقل إلي الإنسان في ظروف محددة وبالذات بين من يخالط الطيور بصورة مستمرة . وطالب وزير الزراعة الإعلاميين بعدم تضخيم الأخبار حتى لا نصيب الناس بالفزع . وأن الرعب الذي شاع بين الناس سببه عدم وصول المعلومات الصحيحة إلى العامة خصوصاً في الريف . وأضاف ان مقاومة هذا الوباء ليست مهمة وزارة واحدة بل هي مهمة دولة بالكامل .. وأن علي الإعلام أن ينقل المعلومات بأمانة حتى لا يخاف الجمهور.. حتى نعبر هذه الأزمة .. وأكد إننا أمام صناعة حيوية نستثمر فيها 17 مليار جنيه ويعمل فيها مليونا شخص وهي تغطي كل الاستهلاك المحلي وكانت علي وشك دخول عالم التصدير. وأضاف أمين أباظة: ان المشكلة تتركز في تربية الدواجن غير المنظمة أي العشوائية فوق البيوت وفي الريف حيث تتم التربية داخل البيوت نفسها وهنا مكمن الخطر . وشرح الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة كيف تم اكتشاف هذا المرض داخل مصر . وكيف يجب أن يعرف المواطن حدود هذا المرض وعلاجه وأكد أهمية وقف عمليات الذبح في المحال الموجودة في الشوارع .. وقال: ان عدد الذين ماتوا من البشر في العالم خلال 3 سنوات هو 91 شخصاً فقط .. وهم في الغالب من عمال المزارع . وشرح خطة توفير الأدوية اللازمة لمواجهة هذا المرض وأن مصر سوف تتسلم 74 ألف علبة دواء يوم الأربعاء القادم . وأعلن الدكتور زهير حلاج ممثل الصحة العالمية في مصر ان هذا المرض لا ينتقل من إنسان إلى إنسان . ولم تحدث أي إصابة نتيجة لتناول الدجاج أو البيض . وشرح أسباب الاهتمام العالمي برغبة الصحة العالمية في الحد من انتشار هذا الوباء وحتى لا يتحول إلي فيروس إنساني . وأكد انه تم القضاء علي هذا الفيروس في الدول التي تمتاز بوجود وعي إعلامي مع تعاون تام مع السلطات وأكد ان الخطر كله في وجود هستيريا جماعية . وأن الدواء يخفف فقط من الأعراض . إلى ذلك شهدت حملة التصدي للوباء تطورات سريعة ومتلاحقة .. حيث انتشر فيروس أنفلونزا الطيور في مساحات جديدة.. وأكدت الوفد نقلا عن مصادر طبية في محافظة قنا الاشتباه في إصابة مواطنين بالمرض . حيث تم عزل بعض المواطنين في مستشفى حميات قنا ، بعد الاشتباه في إصابتهما بالمرض، وسحب عينات وإرسالها إلى المعامل المركزية بالقاهرة. كما أكدت مصادر طبية في مستشفي الأطفال الجامعي بالمنصورة وصول حالة لطفل من مركز بلقاس بالدقهلية مصابا بأعراض تشبه أعراض مرض أنفلونزا الطيور . وأشارت المصادر إلى أن والد الطفل يملك مزرعة لتربية الطيور ، وانه تم سحب عينة وإرسالها للتحليل . وأكد اللواء عادل لبيب محافظ البحيرة ان نتائج التحاليل الخاصة بالسيدة التي اشتبه في إصابتها بأنفلونزا الطيور جاءت سلبية . وشهدت مدينة الإسكندرية عمليات حرق للدواجن في الشوارع ، وانهالت مئات البلاغات بمرض ونفوق الطيور علي غرف العمليات . وأكد المسئولون في أقسام الطب الوقائي بمديرية الصحة استمرار حالة الطوارئ القصوى تحسبا لأي تطورات . واستمرت لليوم الثاني علي التوالي ظاهرة نفوق آلاف الطيور في مختلف المحافظات وتوالي تدفق مئات الآلاف من البلاغات . كما استمرت حالة الشلل والكساد في مختلف الأسواق وسط انهيار أسعار الطيور . وتظاهر العديد من أصحاب المزارع والمربين في الغربية للمطالبة بتوفير المجازر الآلية والثلاجات . أكد المتظاهرون إصابتهم بخسائر فادحة . وأعلنت الأجهزة المسئولة في محافظتي بني سويف والدقهلية عن ظهور المرض . وفي سياق متصل أصدرت السفارة الأمريكيةبالقاهرة ، بيانا حذرت فيه الأمريكيين الموجودين في مصر من مرض أنفلونزا الطيور . وطالبتهم بالحرص من احتمالات تعرضهم لالتقاط فيروس (H5N1) المسبب للمرض . ودعت السفارة رعاياها إلى تجنب التعرض للطيور خاصة الحية والطيور البرية أو الطيور النافقة ، وتجنب التواجد في أسواق الطيور والتنبيه علي الأطفال بتجنب أي تواجد مع الطيور ، وإتباع القواعد الصحية السليمة مثل غسل الأيدي والاهتمام بالنظافة وطهو اللحوم جيدا . على الجانب الآخر .. شككت صحف المعارضة في جهود الحكومة لمواجهة الوباء .. وقالت صحيفة صوت الأمة ان الحكومة تواجه الوباء بخطة "استر يا رب" .. وأكدت انه طالما المسئولين طمأنونا فعلينا ان نقلق بشدة !! .. وإزاء ذلك طالب وزير الإعلام المعارضة بالترفع عن الخلافات السياسية لعبور الأزمة .. الكاتب عباس الطرابيلي رئيس تحرير الوفد كتب مقالا طريفا عن الأزمة بعنوان : (الفوليات.. هي الباقية!!) قال فيه : أيها الناس: ماذا أنتم فاعلون؟ انفلونزا الطيور من فوقكم.. والأسماك الفاسدة في الأقفاص تحتكم.. والحمي القلاعية بجواركم.. حقاً إنه الحصار المحكم.. فماذا أنتم آكلون؟! هي بشري للفقراء والمحتاجين ، المحرومين من كل البروتين الحيواني الذين لا يقدرون علي تدبير ثمن الفرخة، أو كيلو اللحم. ورغم أنني أعتقد أن الفقير لن تهمه الانفلونزا ولا القلاعية ولا السمك الملوث وسوف يجدها فرصة لكي يحصل علي حقه الطبيعي من هذا البروتين إلا أن صورة استفزتني: صورة ديك نافش ريشه.. وفرخة ملظلظة فوق مقلب زبالة أحياء ضحي بهما صاحبهما والقي بهما في المقلب.. خوفاً من الأنفلونزا.. هي فعلاً فرصة أمام بسطاء الناس.. ولكن وسط الهلع والرعب الذي دخل كل البيوت يبقي ما حدث شيئاً طيباً للنباتيين الذين لا يأكلون اللحوم بأنواعها حمراء وبيضاء. وهؤلاء الآن هم أسعد الناس وفي مقدمتهم الكاتب الكبير والصديق الأستاذ أنيس منصور الذي لا أعرف سر كراهيته للحوم رغم إنها عشق غالبية الآكلين.. وسط هذا الهلع ليس أمامنا مفر إلا اللجوء إلي النباتيات . وهي كثيرة. منها كل البقوليات.. ومنها الفوليات.. وإذا كان المصري قد عشق الفوليات منذ القدم حتى ليقال أن المصري هو أول من زرع الفول وحصد العدس وابتدع أطباقاً عديدة، أكثر لذة من اللحوميات.. هناك الفول الأخضر الذي يؤكل مع الجبن القريش أو المش الذي أضاف إليه المصري قشر اليوسفي ليكسبه طعماً ومذاقاً أفضل.. ومنه وهو مازال أخضر فول شي العرب الذي يسلق في ماء مملح ثم يشوح علي النار لتكسبه طمعاً آخر.. بعد إضافة القليل من الكمون.. وبعد أن يجف الفول هناك الفول المدمس. وقد برع المصري في تقديم أطباقه سادة. وبالطحينة. وبالزيت الحار من بذرة الكتان شتاء أو بزيت الزيتون الذي يسميه المصري الزيت الطيب أو بزيت السيرج من السمسم أو بالزيت الفرنساوي من بذرة القطن وأخيراً زيت الذرة أو عباد الشمس. ومنه ما يقدم مطبوخاً بالطماطم والبصل والفلفل الحار.. ومن أطباق المدمس ما يضاف إليه البيض إذا كانت البيضة سليمة رغم الأنفلونزا.. أو بالطريقة الدمياطي أو الفول الإسكندراني. ومن الفول المجفف نجد الفول المسلوق الفول النابت وما ألذ شوربة الفول النابت للمرضي وللأصحاء علي حد سواء بالنعناع الجاف والليمون. ومن الفول الجاف هناك الفول المدشوش "المجروش" وهو يصلح لتقديم عدة أكلات. ومنها البصارة، وما ألذ البصارة لكثرة ما بها من خضرة وبصل أخضر وثوم وعلي وجه الطبق ترش التقلية ومن مكوناتها السمسم والكسبرة الناشفة وتقلية البصل. والبصارة تكاد تكون أكلة مصرية خالصة لا تعرفها شعوب فولية أخري غيرنا.. ويمكن أن يطبخ الفول المجروش هذا بنفس طريقة إعداد الفاصوليا الجافة واللوبيا الجافة، أي بصلصة الطماطم لثرائها بالمعادن والسعرات الحرارية.. ولذة الطعم.. أيضاً يمكن أن يضاف الفول المجروش إلي الأرز مع قليل من الكمون ليصبح "كمونية" أو تحمر البصلة ثم تدق في الهون أو تضرب بالخلاط لعمل اللون الأحمر ليطبخ فيها الأرز ليصلح "رز صيادية" أي أرز أحمر.. ويمكن أن يقدم مطبوخاً مع الأرز والطماطم علي هيئة أرز بالطماطم.وللمصري براعة خاصة في صناعة المدمس.. ففي البيوت يفضل عمل المدمس في القدرة البيتي، علي اللمبة السهاري بعد تسخينه علي نار هادئة لعدة دقائق.. أما المكونات فالثلث من الفول الصحيح والثلث من المجروش والثلث من العدس الأصفر.. مع بصلة وراس ثوم وجزرة كبيرة.. وحبة طماطم كبيرة وشوية أرز!! وتحفظ القدرة في الثلاجة لتأخذ منها ست البيت لتقدمه لأولادها بأكثر من عشر طرق متنوعة وفي مقدمتها شكشوكة المدمس بالبيض بالصلصة!! يعني ممكن لست البيت الشاطرة أن تأكل محتويات القدرة علي مدي أسبوع كامل.. وكل يوم بشكل حتي لا يمل أولادها من اللون الواحد.. أو الطعم الواحد.. وكلها من.. الفوليات.. وإذا تركنا المدمس.. فلن نترك العائلة الفولية نصل إلي الطعمية ومنها السادة.. ومنها طعمية بالبيض.. ومنها طبق العجة الكبير.. ومكونات الطعمية تجعلها أكثر لذاذة، فهي ليست مجرد فول مجروش وبصل أخضر وثوم وخضرة والغشاشون للأسف يضيفون علي الفول خلال طحنه وعجنه بقايا الخبز البلدي!! ثم هناك أيضاً الكثير من التوابل والبيكربونات والسمسم إلي آخر مكونات الطعمية.. ويفضل استخدام الزيت لقلي الطعمية مرتين فقط لا أكثر ، أو ثلاث مرات لأن كثرة غليان الزيت تحوله إلي مادة فيها الكثير من المواد الضارة..!! وإذا كانت هذه هي عائلة الفوليات فقط .. فماذا عن باقي عائلة البقوليات.. تعالوا في يوم آخر نغوص في بحور البقوليات لنعوض علي المصريين خسارتهم في الطيور واللحوم والأسماك.. ومن موضوع الدواجن والفول إلى القضايا السياسية الساخنة .. والى موضوع القضاة تحديدا .. حيث كتب رئيس تحرير العربي الناصري عبد الله السناوي عن تيار استقلال القضاء باعتباره مدرسة كبرى في الوطنية المصرية وقال ان الإجهاز عليه وهم كبير .. فليس من مصلحة مصر أن ينكل بقضاتها الكبار، وأن تصمت نخبتها السياسية عما يجرى، فكرامة المؤسسة القضائية من صلب قضية العدالة، ومما يسيء لمؤسسة العدالة ، التي يعتز بها المصريون جميعا، أن ترفع الحصانة القضائية عن المستشارين محمود مكى ومحمود الخضيرى وهشام البسطويسى نواب رئيس محكمة النقض، وهى أعلى هيئة قضائية في البلاد، للتحقيق معهم أمام نيابة أمن الدولة، في اتهامات تتعلق بمواقفهم المعلنة والصريحة من تزوير الانتخابات النيابية ومن رفض التلاعب بمطالب القضاة الداعية لاستقلال حقيقي للسلطة القضائية ورفع يد السلطة التنفيذية عن أعمالها في مشروع قانون جديد تحيطه وزارة العدل بالسرية. وأكد الكاتب انه لا أحد فوق القانون، ولا أحد فوق المساءلة، لكن لابد أن تكون الضوابط واضحة، وألا تغلب اعتبارات السياسة قواعد العدالة، بما يضعف من هيبة القضاه، داخلة بالمؤسسة القضائية التليدة إلى نفق مظلم يلحق بها ضررا بالغا يصعب تداركه لعقود طويلة. والمستشارون الثلاثة، بالإضافة للمستشار أحمد مكى نائب رئيس محكمة النقض، هم الآباء الروحيون لانتفاضة القضاة، بما يعطى إشارة سلبية للمجتمع، منسوبة لوزارة العدل، والرئيس مبارك شخصيا، الذي يترأس بحكم الدستور الهيئة القضائية، أن ما هو مطلوب إجهاض انتفاضة القضاة، وتصفية حساب مع آبائها الروحيين. وأضاف أن الأربعة الكبار، هم العقل المفكر لغضبة القضاة، رغم أنهم لا يتولون أية مواقع في نوادي القضاة، باستثناء المستشار الخضيرى الذي يترأس نادى قضاة الإسكندرية. والمعنى ان سلطتهم معنوية، وقوتهم في امتداد المدرسة التي ينتسبون إليها، والتي يطلق عليها تيار استقلال القضاء، إلى الجمهرة الغالبة من قضاة مصر، وهى مدرسة في العمل الوطني المصري تنتسب لمواريث 1919 التي حاولت ان تربط استقلال القضاء باستقلال البلاد، والدستور بالوطنية المصرية، وخرجت من عباءة هذه المدرسة كوكبة من القضاة العظام من أبرزهم عبد العزيز باشا فهمي، وتوصف عادة مدرسة استقلال القضاء بأنها إحدى المدارس الكبرى في الوطنية المصرية التي تتراكم فيها الخبرات وتتوالد الكوادر العليا جيلا بعد جيل، وتقرن -من زاوية مؤسسية - بأدوار المؤسسات التكوينية الرئيسية في المجتمع المصري الحديث، وهى من حيث الحصر: المدرسة العسكرية، والمدرسة الدبلوماسية، ومدرسة الري. ومن هذه الزاوية فان تيار استقلال القضاء مدرسة كبرى والإجهاز عليه وهم كبير، قد يمكن التخلص من الآباء الروحيين الجدد، أو إحالة بعضهم إلى الاستيداع بدعوى عدم الصلاحية، لكن ما يمثلونه مكتوب له البقاء، ومن المؤكد أن أدوارهم سوف تتصاعد، بغض النظر عن المناصب والمواقع، في صياغة الاتجاه الرئيسي لغضبة القضاة، ومن غير المتوقع -أصلاً- أن تتراجع غضبة القضاة والرفض عندما يكون عاما يتحول إلى زاد جديد في تيار الاستقلال مؤكدا على مبادئه وأهدافه. وقد بدا ذلك واضحا في الوقفة الاحتجاجية بمدينة الإسكندرية لقضاة مصر، كان هدفها الأصلي هو الاعتراض على تسويف وزارة العدل في إحالة مشروع نادى القضاة ، بكامل صياغته ، إلى الدورة الحالية لمجلس الشعب، وإعداد قانون آخر أضفت عليه الوزارة سرية وكتمانا ، ومع قرارات رفع الحصانة عن الثلاثة الكبار ، بدا الصدام مؤكدا، وان الجمعية العمومية لقضاة مصر في 17 مارس ميدانه المنتظر . وأكد الكاتب أن الإشارات الأولى تحولت إلى تيار كاسح، له أهدافه ومراميه ومشروعاته المعلنة لانتزاع استقلال القضاة. وقال قد نتساءل مع غيرنا ومع كل الاحترام الواجب للمجلس الأعلى للقضاء: لماذا المسارعة في التحقيق ببلاغ مقدم ضد المستشارين الثلاثة بدعوى إنهم نسبوا إلى بعض القضاة التزوير والتلاعب في نتائج الانتخابات البرلمانية في حين تتباطأ نيابة أمن الدولة في إجراء التحقيقات بشأن البلاغات المقدمة من القضاة ومؤسسات المجتمع المدني عن أعمال البلطجة والتزوير التي صاحبت الانتخابات البرلمانية لعام 2005. قد يخرج الآباء الروحيون من السلك القضائي الرفيع، ولكنهم سيدخلون التاريخ أبطالا حقيقيين لقضية حقيقية ربما ترتهن بها آمال التحول الديمقراطي في مصر. الدكتور محمد أبو الغار تناول في العربي التباين الكبير في الطرح بين الصحف الحكومية والمعارضة .. وقال انك حين تقارن بين الصحف المسماة القومية التي تصدر في مصر وبين الصحف المستقلة أو المعارضة تعتقد أنك تقرأ صحفاً في دولتين مختلفتين. فبينما تملأ الصحف المستقلة مجموعة من أخبار الوطن التي تهم الناس بالفعل فأنت لا ترى لها أثراً في الصحف القومية وعلى الصعيد الآخر ترى في الصحف القومية تضخماً مبالغاً فيه عن أخبار الرئيس والسيدة حرمه وبصورة أقل بمجلس الوزراء و كذلك الكتابة عن بعض الأحداث بما يخالف الواقع ليكون السيناريو ملائما لاتجاه الحكومة. أما أخبار مصر الحقيقية وبالذات السياسية الحساسة وما يخص المجتمع المدني فلا يكتب عنه شيئاً. وأعطى مثالاً حدث هذا الأسبوع حين نشرت جميع الصحف المستقلة والمعارضة أخبار الاجتماع الهائل الذي قام به المهندسون المصريون وحضره الآلاف المؤلفة التي ملأت القاعة الكبرى بمبنى المؤتمرات وغيرهم آلاف لم يستطعوا الدخول للقاعة لامتلائها وأخذت هذه الجمعية العمومية عدة قرارات بإحياء دور نقابة المهندسين وإجراء انتخابات والإعلان عن جمعية عمومية جديدة في مايو للانتهاء من رفع الحراسة عن النقابة، وكتبت الصحف المستقلة والمعارضة جميعاً أن الاجتماع كان حاشداً وناجحاً تغلب فيه المهندسين على مضايقات الحكومة والأمن والأسافين المختلفة التي نظمها الحزب الوطني والأمن مع بعض الفاسدين من المفسدين كعادة الدولة الفاسدة في تعاملها مع منظمات العمل المدني. ونشرت الصور من داخل وخارج القاعة التي توضح الكم الهائل من المهندسون الذين يريدون نقابة حرة . انظر ماذا نشرت الصحف المسماة بالقومية عن حدث يهم عشرات الآلاف من قرائهم ، إما أنها لم تذكر الحدث تماماً أو أنها نشرت أكاذيب بأن هذه لم تكن جمعية عمومية و أن أعدادا من الحضور كانوا من المندسين بين المهندسين وأن مشادة وشتائم بين الناصريين والإخوان استمرت طوال خمس ساعات وأنه لم تصدر قرارات، الحقيقة أنها كارثة أن يكتب الخبر في الصحف المحترمة بهذه الصورة البعيدة تماما عن الحقيقة فتفقد الصحف مصداقياتها عندما تقرأ الأخبار الصحيحة في الصحف الأخرى . وحقيقة الأمر أن الدولة و حزبها الفاشل يخشون تجمع المهندسين الضخم لأنهم يعلمون جيداً مصير مرشحي الحزب الوطني ومتأكدين من أنهم سوف يحرزون صفر المونديال كما أحرزوه في انتخابات الصحفيين والمحاميين ونادى القضاه ولذا يحاربون تجمع المهندسين وحتى النشر عنهم وعن اجتماعهم . صحيح أن الصحف القومية التي من المفروض أن يملكها الشعب مازالت هي الأكبر توزيعاً بفارق كبير عن بقية الصحف ولكن هناك أشياء هامه يجب ملاحظتها أولها أن الصحف القومية قد انخفض توزيعها بصوره ملحوظة فأصبح توزيعها بعد أن تضاعف عدد السكان في مصر نصف ما كان عليه التوزيع . والظاهرة الأهم التي لفت إليها هي أن الصحف القومية قد فقدت تأثيرها وأهميتها على النخبة السياسية والمثقفين وقادة الرأي بصفه عامه وأصبحت الأخبار الحقيقية تعرف من المصري اليوم والمقالات الهامة تقرأ في العربي والدستور وصوت الأمة والفجر والكرامة وغيرها من صحف المعارضة. و أصبحت صفحة الوفيات هي أهم صفحة. وأضاف انه لم يبق للصحف القومية إلا بعض كتاب الرأي و الأعمدة المحترمين وبعض الصفحات المتخصصة كصفحة التعليم أو صفحات الأدب والنقد والفن التشكيلي. وإذا استمرت الصحف القومية في سياسة التغاضي عن كتابة الأخبار الحقيقية التي تهم المصريين وعدم نشر أي مقالات في صفحة الرأي تنتقد الحكومة ، فسوف تستمر في ضياع قرائها تدريجياً، ونحن لا نرغب في ذلك لأنها صحف الشعب وهي جزء منا و لا نقبل بإنقراضها. وفي شان آخر .. تناولت صحيفة الأسبوع موضوع انتخابات المجلس الملي الخاص بالأقباط التي ستجري خلال الأيام القادمة لانتخاب 24 عضوا ليمثلوا كيانا موازيا للمجمع المقدس للكنيسة يتولى إدارتها من النواحي الإدارية والمالية ، وذلك عقب انتهاء وزارة الداخلية من إعداد كشوف الناخبين من الأقباط ممن تنطبق عليهم الشروط .. وكان من المقرر ان تجري الانتخابات نهاية الشهر الحالي إلا أنه لم يحدد بعد ميعاد انعقادها . وتجرى الانتخابات وسط منافسة بين مجموعة يطلقون علي أنفسهم مجموعة الإصلاحيين المطالبة بتحرير المجلس من نفوذ وسيطرة البابا شنودة.. وبين المجموعة التي توصف بأنها مدعومة من جانب البابا والتي تطلق علي نفسها "قائمة مار مرقس".. ويتولى المجلس الإشراف والإدارة علي كل ما يتعلق بالأوقاف الخيرية التابعة للأقباط والتصرف فيها.. وتعيين المديرين والعمال لتسيير دفة العمل بالديوان البابوي.. ورسم القس ورسامته وترقيته. وتقوم حاليا وزارة الداخلية بقيد الناخبين وفق قواعد أثارت غضب واستياء الكثير من الأقباط ووصفوها بأنها لا تتوافق مع الواقع الحالي، وبالتالي فهو لا يمثل الأقباط علي وجه الإطلاق ولا توجد له صفة قانونية في التمثيل وغالبية الشعب المسيحي لا يعرف عنه شيئا.. وقالوا إن المجلس المليًٌ العام ينتخب أعضاءه من حدود العاصمة القاهرة وتحدد شروط ساذجة للذين لهم حق ترشيح أنفسهم وكذلك ثمة شروط أخري لمن يحق له الانتخاب منها ألا تقل سن الناحب عن 25 سنة وان يكون خريج إحدى الجامعات، وإذا كان غير ذلك ان يمتلك ما لا يقل عن خمسة أفدنة أو أن يكون مرتبة لا يقل عن 200 جنيه إذا كان موظفا.. وطالبوا بإعداد قانون جديد يسمح لكافة أفراد الشعب القبطي بالمشاركة. وقال كل من جمال أسعد ود. ميلاد حنا: إن أي بابا يحرص علي أن يكون المجلس في عصمته حتى يمرر ما يريد ويديره كيفما يشاء .. مشيرا إلي أن البابا شنودة يحرص علي إعداد قائمته ويجند كل رجال الدين في الدعوة لانتخابها مستغلا وضعه الديني والروحي لإسقاط أي مجموعة إصلاحية أخري . وكانت آخر انتخابات للمجلس المليًٌ قد أسفرت عن فوز قائمة البابا شنودة بكامل مقاعد المجلس، ولم يتمكن المرشحون المعارضون من تحقيق أي فوز، بل إنهم حصلوا علي أقل الأصوات.. وكان الفرق بين آخر الفائزين في قائمة البابا ومن يليه من المرشحين حوالي 582 صوتا.. وبلغ فيها عدد الناخبين الذين لهم حق التصويت 3700 صوت.. حضر منهم 3300 أدلوا بأصواتهم في خمسة مراكز اقتراع هي: الكاتدرائية المرقسية بالعباسية شبرا مصر الجديدة الكنيسة المعلقة والفجالة وهي المراكز الانتخابية للانتخابات الحالية أيضا. وجرت الانتخابات تحت إشراف قضائي بناء علي طلب المرشحين المعارضين. وكانت اختصاصات المجلس المليًٌ في السابق أكثر اتساعا، حيث كانت تشمل إدارة المدارس المسيحية التي انتقلت إدارتها إلي وزارة التربية والتعليم، والأحوال الشخصية للمسيحيين والتي انتقلت مسئوليتها إلي المحاكم المدنية والمجلس الاكليركي بالكنيسة، كما كان يشرف علي الكنائس التي انتقلت مسئوليتها إلي البابا مباشرة. وهكذا تقلصت سلطات المجلس البابوي إلي معاونة البابا في بعض الأمور الإدارية البسيطة، غير أن ذلك لا يمنع المجلس من القيام بأدوار خاصة وإبداء مواقفه في القضايا الوطنية العامة، غير أن ذلك لم يحدث لقيادة البابا شنودة للمجلس وللكنيسة ويبادر بالتعبير عن موقف الأقباط في القضايا المختلفة. وكان المجلس المليًٌ في خصومة دائمة مع البابوات الذين ترأسوا الكنيسة القبطية من قبل، بسبب تعاظم اختصاصاته ومحاولات القيام بدوره، مما كان يقلص بالتالي من دور البابوات الذين عمدوا إلي تجميد المجالس الملية بسبب الصراع الدائم علي نفوذ الكنيسة، حتى قرر البابا شنودة إعادة المجلس للظهور، وجرت أول انتخابات ملية عام 1972بعد عام واحد من تولي البابا شنودة للبابوية. جدير بالذكر أنه قد جرت إلي الآن ستة انتخابات للمجلس الملي سيطر أنصار البابا علي عضوية المجلس منذ عودته حتى الآن وهذا هو السبب في الانسجام القائم حاليا بين المجلس والبابا علي عكس الحال مع البابوات السابقين.. وكان عدد الناخبين المشاركين في آخر ثلاثة انتخابات علي النحو التالي، ففي عام 1990 شارك 750 ناخبا من أصل 1200كانوا مقيدين، وفي عام 1995 كان عدد المقيدين أربعة آلاف ناخب، وفي عام 2000 شارك 3300 ناخب من أصل 3700 كانوا مقيدين بالجداول.