رحل عن عالمنا اليوم فنان من نوع خاص تمكن بحرفية شديدة أن يرسم البسمة على شفاه الجمهور ويسعدهم من خلال أدائه الكوميدى المتميز، ليحجز مقعدًا خاصًا به فى ذاكرة المشاهد وعقله وسط مجموعة كبيرة من نجوم الصف الأول فى الكوميديا، أنه الفنان الراحل لطفى لبيب، الذى رحل أمس عن عمر ناهز 74 عامًا بعد صراع طويل مع المرض منذ عام 2017 عندما تعرض لجلطة فى المخ وشلل بالجسم. وصرح مدير أعماله محمد الديب، بأنه من المقرر إقامة صلاة الجنازة 12 ظهر اليوم من كنيسة مارمرقس بمنطقة مصر الجديدة. مولده ولد لطفى لبيب 18 أغسطس 1947 بمركز ببا محافظة بنى سويف، عشق الفن منذ صغره ولم يكتف بحصوله على ليسانس الآداب من جامعة الإسكندرية، فظل حلم الفن ودراسته يراوده دائمًا وحقق حلمه والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1970، إلا رحلته الفنية تأخرت حيث تم تجنيده بالجيش لأداء الواجب الوطنى لمدة 6 سنوات، وسافر بعدها خارج مصر ليقوم بتأسيس مسرح دبى القومى بعدما رشحه لذا المنصب الفنان الراحل سعد أردش، وعاد لأرض الوطن ويبدأ أولى خطواته الفنية عام 1981 بأدوار صغيرة مثل مسرحية «المغنية الصلعاء» و «الرهائن»، ثم بدأت تتوالى أعماله الفنية حتى جاءته الفرصة مع بداية الألفية الثانية بأداء دور السفير الإسرائيلى أمام الزعيم عادل إمام بفيلم «السفارة فى العمارة» وأدى الدور ببراعة كبيرة وبأسلوب مميز مما أضفى ثقلًا كبيرًا للفيلم ورسم صورة كاملة التفاصيل ما بين صاحب الأرض والحق والمحتل الغاصب الذى قام بدوره بالرغم من أن عدد المشاهد التى قدمها بالفيلم لا تتعدى 5 مشاهد حتى أنه رفض تكريم من قبل السفارة الإسرائيلية عن هذا الدور إيمانًا منه بأن العرب يد واحدة وأن فلسطين أرض محتلة من الإسرائيلين. أبناؤه لديه ثلاث بنات هن «كريستينا وكاتيا وكارمن» مؤلفاته كان الراحل فنانًا ذا ثقافة واسعة ومحب للقراءة والكتابة فكانت أولى تجاربه الكتابية عن تجربته الوطنية وهى مشاركته فى حرب السادس من أكتوبر، فأصر على نقل تلك التجربة العظيمة فى كتاب يحمل عنوان «الكتيبة 26» صدر عام 1975 لتكون سجلًا تاريخيًا يوثق الحرب من قبل الحدث وتناول فيها فترة الحرب وحكى فيه الكواليس التى عاشها داخل كتيبته 26 أولى الكتائب التى عبرت قناة السويس للضفة الشرقية واقتحامها لحصون العدو، ليعود فى عام 2009 لكتابة مسلسل للأطفال بعنوان «جنازة أم حسن» إخراج ياسر زايد، وألف فيلمًا وثائقيًا بعنوان «صرخة الأحجار»، وقام بإنتاجه عام 2010. الرقم 250 هو عدد الأعمال الفنية التى قدمها الراحل طوال مسيرته الفنية ومتنوعة ما بين السينما والمسرح والتليفزيون. رضوى الصالحى