أكدت مصادر طبية وزراعية ل " المصريون " أن تقريرا رفع للدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء أمس أكد وجود أنفلونزا الطيور في جميع محافظات مصر تقريبا وليس في عدد محدود من المحافظات، محذرا من خطورة انتقال المرض من الطيور إلى البشر بشكل واسع النطاق بسبب وجود حظائر الدواجن في غالبية المنازل خاصة في الريف والمناطق الشعبية، بالإضافة إلى تواجد محلات بيع الطيور الحية في الأسواق والمناطق الشعبية المزدحمة. وشدد التقرير الذي تسلمه الدكتور نظيف صباح أمس على ضرورة أن تبدأ الحكومة حملة موسعة للتخلص من الدواجن والطيور في الأماكن المصابة، وكذلك إغلاق محلات بيع الطيور الحية المنتشرة في الأسواق والمناطق الشعبية، كما طالب بضرورة إزالة عشش الدواجن المتواجدة على أسطح المنازل لخطورة ذلك على الصحة. وانتشرت الإصابات بأنفلونزا الطيور من محافظة الدقهلية في شمال شرق الدلتا إلى قنا في أقصى الصعي ، وجرى التخلص من عشرة آلاف دجاجة على الأقل في مزرعة بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، كما أغلقت محال ذبح وبيع الطيور في القاهرة أبوابها أمس استجابة لحظر فرضته الأجهزة المعنية وفتح بعضها أبوابه لكن الزبائن كان عددهم قليلا. وقررت الحكومة أمس الأول منع نقل الطيور الحية بين المحافظات لمدة 15 يوما على الأقل كما منعت بيع وذبح الطيور الحية في الأسواق العامة وأمرت بإزالة جميع العشش وحظائر تربية الطيور غير المرخصة في المنازل. من جانبه، قال وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي إن الحكومة تعتزم استيراد 73 ألف عبوة جديدة من العقار المضاد لأنفلونزا الطيور "تاميفلو " قبل نهاية الأسبوع الحالي على الرغم من أن المرض لم ينتقل إلى البشر. وأشار الجبلي إلى أن الوزارة لديها حاليا نحو 6000 عبوة صالحة للاستخدام، مشددا على أن هذا العقار ليس علاجا لأنفلونزا الطيور ولكنه يخفف من الأعراض الجانبية للمرض. وبرغم أن الحكومة أكدت أن المرض لم ينتقل إلى البشر فإن تقارير صحفية أشارت لوجود حالة بشرية مشتبه بإصابتها بالمرض في محافظة البحيرة ، كما توجد 31 حالة تحت الملاحظة في محافظة المنيا. وفي الإسكندرية، أمر اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظة الإسكندرية بإعلان حالة طوارئ وقائية ضد المرض حيث تم سحب أكثر من 5 ألاف عينة من الطيور سواء في الأسواق أو بعض المزارع المتواجدة في مناطق أبيس والعامرية لفحصها ضد فيروس H5N1 ، كما أمر المحجوب بالإزالة الفورية لأي عشش للدواجن موجودة فوق أسطح المنازل أو حدائق المنازل. وأصدر المحجوب قرارا بإحالة أي شخص قادم للإسكندرية سواء من خلال الميناء البحري أو مطاري النزهة أو برج العرب للحجر الصحي إذا ما ظهرت عليه علامات ارتفاع درجة الحرارة والسعال وهي الأعراض المصابة للإصابة بالمرض. وأكد اللواء عبد السلام المحجوب ، في تصريحات ل " المصريون "، أنه سيعقد مؤتمرا صحفيا صباح اليوم لإعلان موقف المحافظة مما تم اتخاذه من إجراءات لحماية الإسكندرية عن المرض. من ناحية أخرى، ترددت أنباء تنفى صحة تصريحات وزير الصحة حول توافر عقار "تاميفلو"، وتشير إلى أن وزارة الصحة المصرية في مآزق خطير الآن نظرا لعدم تواجد العقار المعالج للمرض بكمية تكفي لعلاج أي حالات قد تظهر ، وقد استغلت بعض الصيدليات الإعلان عن تواجد المرض وقامت باستيراد كميات إضافية من عقار تاميفلو من دول أوروبية وخليجية . من جانبه ، كشف الدكتور محمد الشافعي نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عن تفاقم خسائر صناعة الدواجن بعد الإعلان الرسمي بظهور 7 حالات مصابة بوباء أنفلونزا الطيور في محافظات القاهرة والجيزة والمنيا. وأكد الدكتور الشافعي أنه من المتوقع حدوث تراجع خطير في استهلاك الدواجن لتصل إلي 70% بدلا من 40% قبل ظهور الحالات المصابة. وأضاف الدكتور الشافعي أن الصناعة أصيبت حاليا بالشلل التام بعد ظهور حالات مصابة ويجري حاليا إعدام الكتاكيت في المزارع بمعدل أكثر من 2 مليون كتكوت . في سياق متصل ، نددت مصادر سياحية بتوسع وسائل الإعلام الأوروبية بشكل خاص في تغطية موضوع أنفلونزا الطيور في مصر بشكل لا يتناسب مع حجم تغطيتها الإعلامية لانتشار المرض في دول أوروبا نفسها حيث يتواجد المرض في كل دول أوروبا تقريبا الآن. وأعربت المصادر عن خشيتها من استغلال بعض الجهات لموضوع أنفلونزا الطيور لمنع تدفق الأفواج السياحية لمصر خلال الفترة القادمة ، حيث تهدف إسرائيل لتحويل تلك الأفواج إليها بديلا من مصر. من جانبه، تقدم النائب الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بالبرلمان ببيان عاجل إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حول ظهور مرض أنفلونزا الطيور بنسبة كبيرة في عدد غير قليل من المحافظات المصرية بصورة مفاجئة رغم التحذيرات العديدة التي أطلقاها النواب من خطورة ظهور هذا المرض في مصر وتأثيره على صناعة الدواجن وأسعار السلع والمنتجات الحيوانية وغير الداجنة ، وكذلك وجوب اتخاذ خطوات فاعلة لتجنب المرض ونتائجه ولكن الحكومة لم تتخذ الإجراءات والخطوات اللازمة بأي وجه من الأوجه المفترض تغطيتها بشكل جيد. وتساءل النائب في بيانه ما هو موقف الحكومة من مزارعي ومنتجي الدواجن وديونهم لدى البنوك في مصيبة لم يكن لهم يد فيها؟ وما هو الموقف أيضا من أكثر من 5 ملايين عامل وأسرهم الذين أضيروا نتيجة هذا المرض وأضيفوا بالتأكيد إلى طابور البطالة الطويل؟ . وتساءل الدكتور حمدي حسن أيضا عن دور الجهاز الإعلامي في التوعية لكل المواطنين بكل أعمارهم وفئاتهم وأين هو من هذه الأزمة ، وعن كيفية مواجهة ارتفاع أسعار الأسمال واللحوم ومشتقاتها والمتوقع حدوثها نتيجة انهيار صناعة الدواجن. وتعجب النائب في دهشة من تدني أجور الأطباء والممرضات لدرجة غير مقبولة، وهم خط الدفاع الأول عن الوطن في هذه الكوارث الصحية والمعدية، علما بأن بدل العدوى للأطباء يتدرج من 5 جنيهات وحتى 18 جنيها شهريا فقط وأقل من ذلك بكثير للممرضات وفني المعامل وغيرهم من الفئات المعاونة وهم الأكثر تعرضاً للأمراض المعدية.