وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر بأنها بمثابة "استعراض", لإظهار أنه ليس معزولا بسبب العقوبات الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 10 فبراير أن بوتين سبق أن زار الصين والهند، في محاولة للخروج من عزلته, والتأكيد أنه لا يزال لديه حلفاء. وتابعت الصحيفة "مصر من جهتها, ترغب من هذه الزيارة, إبرام صفقة أسلحة مع روسيا، لكن الهدف الحقيقي من استضافتها بوتين, هو إبراز أنها ليست مدينة بالفضل للسياسة الخارجية الأمريكية، وأنها يمكن أن تولي وجهها ناحية الصينوروسيا", موضحة أن بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي أرادا إيصال رسالة للولايات المتحدة, مفادها أن "سياستهما الخارجية لا تُملى عليهما من قبل آخرين". وكان بوتين وصل مساء الاثنين الموافق 9 فبراير إلى القاهرة, على رأس وفد رفيع المستوى, في زيارة تستغرق يومين، وهي الزيارة الأولى له, منذ عشر سنوات. وقد تم عقد جلسة مباحثات سريعة استغرقت حوالي نصف ساعة بين السيسي وبوتين في مطار القاهرة, قبل أن يتوجها إلى دار الأوبرا لحضور حفل موسيقي. وقال مصدر مصري إن الجانبين سيوقعان عددا من الاتفاقيات التي تعزز العلاقات بين البلدين، وهو ما أكده الكرملين الذي قال إن السيسي وبوتين "سيوليان اهتماما خاصا لتعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين". وكان بوتين -الذي يقول مراقبون إنه أحد الداعمين البارزين خارج العالم العربي للسيسي- شدد في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية على السعي إلى العمل المشترك لتطوير كل من روسيا ومصر. ويرى مراقبون أن زيارة بوتين تهدف إلى توسيع النفوذ الروسي في أكبر بلد عربي، وتأكيد أنه ليس معزولا دوليا على الرغم من الأزمة الأوكرانية, التي يتهم فيها بدعم الانفصاليين شرقي أوكرانيا. وزار السيسي روسيا عندما كان وزيرا للدفاع وبعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي, ثم قام بزيارة ثانية لموسكو في أغسطس 2014 , بعد انتخابه رئيسا. ومنذ الزيارة الأولى, بحث السيسي وبوتين بيع أسلحة روسية لمصر, التي تواجه موجة من الهجمات تستهدف الجيش والشرطة، خصوصا في شمال سيناء، حيث ينشط "جهاديون أعلنوا مبايعتهم لتنظيم الدولة الإسلامية", حسب السلطات المصرية. واستقبلت القاهرة كذلك في نوفمبر من العام الماضي وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة, وأكدت وسائل إعلام روسية آنذاك أن الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها ثلاثة مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات من بينها مقاتلات "ميج29 " ومروحيات هجومية.