انقسمت المواقف السياسية في مصر بشدة على خلفية حادث مقتل وجرح العشرات من مشجعي نادي الزمالك خلال المباراة مع فريق إنبي، إذ حملت جماعة الإخوان المسلمين وحركات معارضة الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير داخليته، محمد إبراهيم، مسؤولية ما حصل، في حين اتهمها خصومها بتدبير "المجزرة" ردا على ما جرى في منطقة "المطرية" بالقاهرة، وللتشويش على زيارة الرئيس الروسي للقاهرة. سياسيا، اعتبر حزب المؤتمر الذي أسسه السياسي والمرشح الرئاسي السابق، عمرو موسى، أن حادث الإستاد "مدبر من قبل مؤيدي جماعة الإخوان" وقال محمد موسى، المتحدث الإعلامي باسم الحزب، إن مؤيدي الجماعة تسببوا بالحادث "بعد فشلهم في تحويل المطرية لبؤرة إرهابية فتم التخطيط لفاجعة كبيرة،" مضيفا أن الهدف منها "إفشال زيارة الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين. وتابع موسى بالقول: "ما حدث اليوم يؤكد أن هناك مجموعات دخيلة داخل روابط الأولتراس مهمتها إحداث وقيعة بين جماهير الأولتراس والدولة والشرطة وتستغلها في تنفيذ مخططات عنف لخدمة تطلعات سياسية لتنظيم الإخوان ،" من جانبه، استنكر جلال مرة، أمين عام "حزب النور" السلفي، الأحداث التي شهدها استاد الدفاع الجوي، مطالبا ب"سرعة التحرك لضبط المتسبب فيها وتقديمه للعدالة وتوقيع أقصى العقوبات عليه حتى يكون عبرة لغيره" وحض على عدم إعطاء الفرصة لمن وصفهم ب"المتربصين بالدولة المصرية في الداخل والخارج." أما جميلة إسماعيل، العضو البارز بحزب "الدستور" الذي أسسه السياسي المصري، محمد البرادعي، فاتهمت وزارة الداخلية ب"تصفية الحساب" مع شباب مجموعات الأولتراس، محملة إياها مسؤولية الأحداث، وقالت على صفحتها بموقع فيسبوك: "لسّه بتخلّصوا تاركُم من جيل؟! بتحُط على التار تارِين..؟ دايرة ومش هاتخلَص يا داخليّة." حركة "6 إبريل" المعارضة من جانبها طالبت بإقالة وزير الداخلية ومحاكمة المسئولين عن تأمين المباراة، واصفة ما جرى بأنها "مذبحة جديدة". وقال عمرو علي، المنسق العام للحركة: "لا يوجد أصدق من الدماء التي سوف تطارد لعنتها الجميع.. مع استمرار نزيف دماء المصريين ليس هناك شرعية لرؤساء ولا وزراء ولا زعماء، ونحمل الداخلية وقوات الجيش المنتشرة في الشوارع والرئيس المسؤولية عن كل نقطة دم سالت." جماعة الإخوان المسلمين أصدرت بدورها بيانا حول القضية على لسان ذراعها السياسية، حزب "الحرية والعدالة"، الذي وصف ما جرى بأنه "مذبحة جديدة مكتملة الأركان يرتكبها الانقلاب العسكري بحق شباب مصر" وحمّل الحزب الرئيس السيسي ومن وصفهم ب"عصابة الانقلاب العسكري" مسؤولية الدماء، مستنكرا استكمال المباراة بعد سقوط القتلى.