194 طعنًا على نتائج الجولة الأولى لانتخابات النواب أمام «الإدارية العليا»    محافظ أسيوط: دراسة إنشاء أول دار أوبرا في صعيد مصر    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    العراق يصطدم بالفائز من بوليفيا وسورينام في ملحق التأهل لكأس العالم 2026    وزير الرياضة يكشف ملامح منظومة إعداد البطل الأولمبي ومراحل اكتشاف المواهب    وزير الشباب والرياضة يستعرض مستهدفات المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي    إصابة 18 شخصًا في تصادم سيارة نقل مع أتوبيس بالشرقية    محمد أنور يبدأ تصوير مسلسل "بيت بابي"    تطورات جديدة في الحالة الصحية للموسيقار عمر خيرت    رصاصة طائشة تنهي حياة شاب في حفل زفاف بنصر النوبة    رئيس الوزراء: محطة الضبعة النووية توفر لمصر بين 2 ل3 مليار دولار سنويا    النائب محمد إبراهيم موسى: تصنيف الإخوان إرهابية وCAIR خطوة حاسمة لمواجهة التطرف    غدًا.. انطلاق عروض الليلة الكبيرة بالمنيا    مجلس الوزراء يُوافق على إصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنوفية تنظّم ندوة توعوية حول «خطورة الرشوة» بالمدارس    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال تطهير شنايش الأمطار ببورسعيد    الرئيس الكوري الجنوبي يزور مصر لأول مرة لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي    صحة الإسكندرية: 14 وحدة و5 مستشفيات حاصلة على الاعتماد من هيئة الرقابة الصحية    هل يخفض البنك المركزي الفائدة لتهدئة تكاليف التمويل؟.. خبير يكشف    المنيا: توفير 1353 فرصة عمل بالقطاع الخاص واعتماد 499 عقد عمل بالخارج خلال أكتوبر الماضي    يديعوت أحرونوت: محمد بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنوات    حقيقة فسخ عقد حسام حسن تلقائيا حال عدم الوصول لنصف نهائي أمم إفريقيا    محافظ الأقصر يوجه بتحسين الخدمة بوحدة الغسيل الكلوى بمركزى طب أسرة الدير واصفون    الغرفة التجارية بالقاهرة تنعى والدة وزير التموين    الهلال الأحمر المصري يطلق «زاد العزة» ال77 محمّلة بأكثر من 11 ألف طن مساعدات    الداخلية تضبط أموالاً بقيمة 460 مليون جنيه من نشاط إجرامى    بعد فرض رسوم 5 آلاف جنيه على فحص منازعات التأمين.. هل تصبح عبئا على صغار العملاء؟    أسهم الإسكندرية لتداول الحاويات تواصل الصعود وتقفز 7% بعد صفقة موانئ أبوظبي    التضامن: نخطط لتحويل العاصمة الجديدة إلى مدينة صديقة للأطفال    بيتكوين تستقر قرب 92 ألف دولار وسط ضبابية البنك الفيدرالى    حكم صلاة الجنازة والقيام بالدفن فى أوقات الكراهة.. دار الإفتاء توضح    رئيس أزهر سوهاج يتفقد فعاليات التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    أمين الفتوى يوضح حكم غرامات التأخير على الأقساط بين الجواز والتحريم    إيقاف إبراهيم صلاح 8 مباريات    يضيف 3 آلاف برميل يوميًا ويقلل الاستيراد.. كشف بترولي جديد بخليج السويس    تقارير: تعديل مفاجئ في حكم مباراة الأهلي والجيش الملكي    انطلاق مباريات الجولة ال 13 من دوري المحترفين.. اليوم    تأثير الطقس البارد على الصحة النفسية وكيفية التكيف مع الشتاء    استشاري صحة نفسية توضح سبب ارتفاع معدلات الطلاق    تموين القليوبية: جنح ضد سوبر ماركت ومخالفي الأسعار    السبت المقبل.. «التضامن» تعلن أسعار برامج حج الجمعيات الأهلية    التخطيط تبحث تفعيل مذكرة التفاهم مع وزارة التنمية المستدامة البحرينية    محافظ القاهرة وعضو نقابة الصحفيين يبحثان سبل التعاون المشترك    الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة: أمطار على هذه المناطق    جثة طائرة من السماء.. مصرع شاب عثروا عليه ملقى بشوارع الحلمية    مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى: سنفرض عقوبات على عدد من الجهات السودانية    وزارة «التضامن» تقر قيد جمعيتين في محافظة الغربية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 20نوفمبر 2025 فى المنيا..... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الصحة يوجه بتشكيل لجنة للإعداد المبكر للنسخة الرابعة من المؤتمر العالمي للسكان    نصائح هامة لرفع مناعة الأطفال ومجابهة نزلات البرد    سيد إسماعيل ضيف الله: «شغف» تعيد قراءة العلاقة بين الشرق والغرب    براتب 9000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة مراقب أمن    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنتصار لحدود الاسلام
نشر في المصريون يوم 11 - 09 - 2011

في عام 1998 تم رصد(1500000) جريمة في الولايات المتحدة. وورد في إحصائيات حول الجرائم ضد المرأة ان 80% منها تحمل الصفة العائلية، وحوالي 48% منها جرت في البيوت
وفي تقرير نشرته( مفكرة الإسلام) أشار الى أن" جريمة واحدة كمعدل تحصل كل ربع ساعة! فعلى سبيل المثال توجد في مدينة لوس انجلوس فقط(800) عصابة مسلحة يقدر عناصرها بحدود(90000) شخص ولها (311) فرعا. وتشير لغة الأرقام بأن 70% من الجرائم ترتكب بأسلحة نارية و03% منها بسبب المخدرات.
هذه الأرقام المفزعة ليست نهاية المطاف ولكني سأنقل أيضا بعض الأرقام من تقرير نشرته جمعية مناهضة اغتصاب النساء الأمريكية حيث تشير تلك الدراسة إلى أرقام مروعة
18%من النساء الأمريكيات يتعرضن للاغتصاب ، أكثر من نصفهن دون سن البلوغ
تشير الإحصائيات بأنه في عام 1982م سجلت حالة اغتصاب واحدة لكل 10 آلاف امرأة, وفي عام 1990 بلغت حالات الاغتصاب في الولايات المتحدة أعلى حد في تأريخها وهي(100000) حالة. وفي عام 1995 حصلت( 82000) حالة اغتصاب 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء.وفي إحصائية لعام 1997 تم تسجيل (76)حادثة اغتصاب كمعدل لكل ساعة أي(656640) في السنة ولكن السنوات التي تلتها وخاصة بعد عام 2000جعلت هذا الرقم هشاً. وارتفعت حالات الاغتصاب عام 2000 لتصل الى(90) حالة كل ساعة .بمعنى(777600) في السنة ومن الملاحظ ان 29% منها تمثل اغتصاب أطفال دون سن(11) و61% لقاصرات دون الثامنة عشر من عمرهن.
وتبين في دراسة أعدها المعهد الوطني للعدل الأمريكي بأنه ما لايقل عن35% من طالبات الكليات تعرضن للاغتصاب وأن 90% منهن يعرفن المجرم.
في عام 2001 سجلت يوميا (1871) حالة اغتصاب وحوالي 90% مخطط لها مسبقا
(نقلا عن بحث قصير للكاتب العراقي علي الكاش بتصرف يسير)
فهل حمت القوانين الوضعية وحقوق الإنسان الأمريكيين وصانت أمنهم؟
أؤمن يقينا بخطأ اختزال مفهوم تطبيق الشريعة الإسلامية في الحدود, كما أوقن أيضا أن اختزال المشروع الإسلامي في إقامة الحدود فحسب لهو اختزال لمفاهيم الشريعة الإسلامية وحياد عن مقاصد الشريعة الإسلامية ,أؤمن أن تعاليم الإسلام هي مشروع حضاري متكامل صالح تماما لحياة البشر حتى لو كانوا من غير أهل الملة!
ليست غايتي هنا الانتصار للحدود شرعيا ولكني أنوي الانتصار لها انتصارا حضاريا وإنسانيا برؤية عقلية هادئة للقراءة الحضارية للحدود الإسلامية.
لذا فدعني أسأل كل من يقرأ هذا المقال هل تفكرت يوما ماذا لو خطف بعض الأشقياء طفلك؟ فكر أو فكري في ذلك طفلك يحرم من حضن أبيه وأمه ويقع بين يدي مجرمين قساة يكيلون له الضرب والسباب ليلا وينهارا وينام في أسوأ حال وهو يكاد يهلك من شدة البكاء , تخيل الآن أنك تتفقد غرفته التي جهزتها له وفراشه ولعبه وثيابه ,تخيل أنهم يحدوث له بعض العاهات من أجل التسول أو بيع المناديل في الإشارات, ناهيك عن الاغتصاب على طريقة التوربيني صبيانا وبناتا الذي كان يغتصب الأطفال ثم يلقي بهم على قضبان القطار, أعتذر بشدة إن كنت أذيتك لو تخيلت بشاعة ذلك ولكن الآن قل لي بالله عليك يا من تقرأ أو تقرئين , ماذا لو قبضت على هذا المجرم ما هو الجزاء العادل الذي تراه مناسبا لجرمه؟ هل ترى له جزاءا أقل من القتل؟ أم ستقول إن ذلك يخالف حقوق الإنسان – حقوق المجرمين في الإفلات من العقوبة إن شئت الدقة – أو سترجو أن تقطع يداه ورجلاه أو يسلخ جلده حيا جزاءا وفاقا لإجرامه؟ هل تؤيد أن يتم عقابه عقابا شديدا جدا لكي يكون عبرة وعظة لغيره من المجرمين كي لا تكرر هذه الجريمة في ولدك أو ولدي وابنتك أو ابنتي؟ هل تدري لو وافقتني على ذلك أنك حرفيا قد أقررت حد الحرابة؟ قل لي بالله عليك هل في هذا الحد قسوة بذلك المجرم؟ أم سيكون عقابا يستحقه وحماية لأطفال الناس؟
هل ألمك هذا المشهد تذكر وقتها أن الله عليم حكيم وتذكر وقتها أن القوانين الوضعية لم توفر للمجرمين الرضع الكافي, لعل هذا المثال كافيا جدا لحد الحرابة ولكني سأزيدك من الشعر بيتا
ماذا لو أن أختك أو ابنتك أو زوجتك كانت تسير في الشارع فاستوقفها بعض المجرمين واختطفوها لينهشوا عرضها ,تذكر أنها لو كانت أختك أو ابنتك ولما تتزوج بعد فإنها غالبا لن تتزوج في مجتمع لا يرحم ولو كانت متزوجة فإن كثيرا من الرجال يطلقون نسائهن إذا وقع لهن ذلك ,ولو كنت امرأة فللأسف فإن في بعض المناطق في بلادنا فقد تقتل الضحية المسكينة بلا ذنب جنته ,تذكر هذا المشهد وهي تبكي وتكاد تذهب نفسها حسرات ,لن أقول لك ماذا لو عذبوها أو قتلوها بعد انتهاء جريمتهم ,لن أذكر لك ماذا لو كانت طفلة في السادسة مثل بعض الجرائم التي سمعناها ,لن أقول لك إنهم عذبوها بإطفاء السجائر في جسدها وسأكتفي بأن أسألك ماذا تفعل أنت لو رأيت ذلك المجرم ووقف أمامك ماذا تفعل له ؟ ما الجزاء الذي تراه مناسبا لجرمه ؟ما رأيك أن يعاقب بسبع سنوات من السجن المشدد؟
بعض الليبراليين والعلمانيين يقولون على حد الحرابة أنه همجية ووحشية فذكرهم أن فرنسا منذ سنوات كانت تبحث إصدار قانون بإخصاء المغتصبين والمتحرشين كيميائيا (غالبا عن طريق غاز البروميد) فلماذا صار الإخصاء الكيميائي حلال وحد الحرابة وحشية؟
ماذا عن حد السرقة؟ لنسأل الموظف الذي انتهى راتبه بالفعل منذ منتصف الشهر الماضي, وكلما طلب منه أولاده شيئا تعلل وطالبهم بالإنتظار لحين صرف راتب الشهر الجديد, تذكر أنه لم يشتري لنفسه ثيابا جديدة منذ سنوات ,وتذكر أنه يبحث في أرخص المحلات على ما يمكن أن يشتريه لأولاده ,هذا الرجل صرف راتبه للتو وهو يكاد يبكي فرحا ثم ابتلي بلص ليأخذ منه كل ماله وجلس ليبكي ويندب حاله على الرصيف ولا يدري ماذا يصنع وأولاده ينتظرونه في داره فكيف يخبرهم بذلك؟ قل له ان اللص الذي سرقك ستقطع يده وسيقول لك بل اقصف عمره تماما وأرحني!
ماذا عن حد قذف المحصنات؟ تعال أقص عليك قصة محزنة لفتاة تقية صالحة لم تعرف إلا بالصلاح والخير هي وأسرتها وكانت تعيش هانئة مطمئنة حتى تقدم لها رجل سوء ليخطبها فرفضه والدها, فما كان منه إلا أن نشر في حيهم أنه قد تزوجها سرا بل وصار يذهب ليشتري طعاما ويقول للبائع اذهب إلى بيت فلانة وقل لها ان زوجك قد أرسل لك هذا الطعام, لا داعي لأن أقص عليك حال هذه الفتاة وكيف كادت تموت كمدا, حتى قررت الفتاة أن تقبل الزواج منه صحيح أنها لم تتزوجه في النهاية ولكن هذا ما حدث ,هذا الرجل لم يرم تلك الفتاة بالزنا لم يتهمها عياذا بالله بأنها بغي, كل ما فعله انه أشاع عنها أنها تزوجته في السر لو سألتها أو سئلت أبيها ما هو العقاب المناسب لهذا الرجل ؟ لعله لا يشفي غليله إلا سفك دمه فما بالك بمن اتهمت في عرضها؟ ما بالك بمن ظلمت ورمي عرضها بالعظائم وساءت سمعتها وسمعة بيتها؟ هل ترى حقا أن القانون الوضعي حمى هذه الفتاة؟ ماذا لو جلد القاذف على أعين الناس ألن يردع ذلك سواه ؟ ماذا عن سيل السباب البذئ وقذف عرض الأمهات والأخوات في الشوارع وعلى المقاهي وفي المدارس والجامعات؟
ماذا عن حد جلد الزاني الغير محصن؟ ألن يحمي ذلك ابنك أو ابنتك من عار الزنا؟ سيفكر ألف مرة قبل أن يهم بتلك الجريمة ,دعك من ابنك وابني ماذا عن أطفال الشوارع ؟ ماذا عن ثلاثة ملايين طفل شوارع وكل منهم عبارة عن قنبلة إجرامية جاهزة للتفجير في أي لحظة؟ كل طفل من هؤلاء عبارة عن مشروع بلطجي أو لص أو قاطع طريق أو متسول أو نشال وغالبا ما ينجح هذا المشروع ما لم يرزق الله الطفل بمن يحميه ,أليس السبب الرئيسي لمشكلة أطفال الشوارع هي الزنا؟ ماذا عن الفتاة التي تزني والتي كاد أهلها يقتلوها؟ ماذا لو جلدت أمامهم حتى أدمى ذلك ظهرها أليس ذلك كفيلا بجعلهم يشفقون عليها فيحميها من من القتل أو العذاب ؟
ماذا عن رجم الزاني أو الزانية المحصنة؟ ماذا لو زنت إمرأة رجل ولوثت فراشه وأصابته بالشك في نسب أطفاله إليه؟ كيف سيعيش هذا الإنسان ؟ ماذا يصنع معها؟ هل يشفي غليله أقل من قتلها؟ لو أشفقت عليها تذكر أن غالبا سيضيع أطفالها تماما إذا شك أبيهم في نسبهم إليه حد واحد مثل ذلك كفيل بأن يعيد الإنسان التفكير مليوني مرة قبل أن يقدم على تلك الجريمة الشنعاء وتذكر جيدا أن الأصل في الحدود كلها هي وقاية المجتمع من تكرار هذه الجريمة قبل أن يكون مجرد معاقبة لصاحبها الهدف هو حماية بيت جديد وأطفال أخرون.
ماذا عن حد قتل المرتد ؟ لن أحدثك عن حرية المعتقد فهي قضية محسومة فقهيا ولكن هل لو كتم المرتد ردته سيشق أحد عن صدره؟ إذا المرتد لا يحد إلا إذا جهر أصلا بردته وأذى المسلمين ,هل تقبل أن يخرج مرتد بذئ اللسان فيسب رسول الله ويرمي أمهات المؤمنين بالزنا ونعتبر هذا حرية رأي؟ هل تقبل ما فعلته وفاء سلطان عليها من الله ما تستحق؟ ليس الهدف بالقطع الاحتفاظ بمسلمين ظاهرين كافرين باطنا بل هو حفظ للإسلام من دنس المدنسين وعبث العابثين وصيانة للمجتمع نفسه كيلا يحدث فيه ما ذكره الله عز وجل عن الكفار "أمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا أخره لعلهم يرجعون " ,كيف يكون حال المجتمع إذا خرج رجل مرتد ليسب الإسلام ويسب النبي وأزواجه ؟ ألن يثير ذلك المسلمين عليه وعلى من أواه وساعده؟ ألن يسبب ذلك فتنة في بلادنا؟
ماذا عن حد شرب الخمر؟ وتذكر أن الخمر اسم جامع لكل ما يذهب العقل من الخمور والمخدرات , وتذكر أن أغلب الجرائم التي ترتكب في بر مصر ترتكب تحت تأثير المخدرات ,كم مدمن قتل أمه من أجل أن تعطيه مالا ليشتري المخدرات؟ كم مدمن سرق من أجل المخدرات؟ كم فتاة اغتصبت من قبل مدمين ؟ كم سائق مخمور قتل أطفالا أو أبرياء وهو متأثر بالخمر؟ كم مخمور أخرج مسدسه في مشاجرة بسيطة ليحسمها بطلقات من مسدسه؟ كم من فتاة وقعت في الزنا تحت تأثير المخدرات أو الخمور؟ ألم يأت الوقت لنقف وقفة جادة أمام الخمور والمخدرات التي تدمر في شبابنا وتنخر كالسوس في مجتمعنا؟ الن يحمي هذا الحد ابني وابنك من هذا البلاء الوبيل؟ يكفي أن يسمع عن صديقه الذي جلد في شرب الخمر أو المخدرات فلن يقربنها أبدا بإذن الله
هل لازلت ترى أن هذه الحدود قاسية حقا؟ يا من لم يرض بحدود الله وتأثر بكلام الغرب عنا ألم يحن الوقت لتعيد الفكر في ذلك؟
هل لازلت حقا ترى الحدود قاسية فتذكر إذا أن فلسفة الحدود الإسلامية أصلا قائمة على الردع ,فكر أن تقرأ في صفحة الحوادث عن الجرائم, اغتصاب تحت تأثير المخدر ,حسنا يمكننا أن نقتل هذه المسئلة بحد الخمر, يمكننا القضاء على جرائم الثأر بإقامة حد القصاص , ماذا عن جرائم السطو المسلح كل يوم تقرأ عن مسجل خطر في عشرين جريمة سطو مسلح قام بعمل كذا وكذا, ماذا لو حد من المرة الأولى ألم يكن ذلك ليحمي تسعة عشر أسرة؟ ألم يكن ذلك سيردع ألوف المجرمين؟
ماذا عن أطفال الشوارع أليس حلها في منع الزنا نهائيا وجلد أصحابه؟
ماذا عن حوادث الاغتصاب التي تقرأ عن أصحابها أصحاب ثلاثون سابقة تحرش وهتك عرض؟ ماذا لو حد الرجل منذ أول مرة ألم يكن ذلك كفيلا بالقضاء على التحرش وهتك العرض والاغتصاب نهائيا؟ ألن يحمي ذلك تسع وعشرون فتاة بريئة من الاغتصاب ويحمي أسرهن؟
ماذا عن السرقة ألن يوقف حد السرقة تلك الجرائم؟
أسمعك تقول شيئا ما عن حقوق الإنسان ولكن أي إنسان تتحدث؟ هل نتحدث عن حقوق القتلة والمغتصبين وخاطفي الأطفال والمتحرشين بالفتيات والبلطجية وقطاع الطرق واللصوص والزناة وشراب الخمر والمخدرات والمرتدين؟
لماذا ذكرت حقهم ولم تذكر جرمهم؟ أهو حقهم في ممارسة جرائمهم مع أمن العقوبة الحقيقية بما يوازي جرائمهم؟ اللص الآن يسرق الألوف وهو يعلم أنه لو قبض عليه فلن يتجاوز الأمر بضع سنوات في السجن الذي اعتاده أصلا!
لماذا ذكرت حق هؤلاء المجرمين ولم تذكر حقي وحقك في الأمن من جرائمهم؟
نحن لا نتوقف لحظة واحدة عن الانبهار بالغرب وتقليده فيما يفيد وفيما لا يفيد, أعلم أن هذه هي الصورة النمطية لحالة الهزيمة النفسية عند الأمم جميعا أمام أي أمة أو حضارة أخرى قهرتها وتفوقت عليها, أوروبا كانت تتعلم العربية حين كان المسلمين أسياد العالم ,كل دول العالم تقريبا دخلتها الشيوعية أيام ازدهار الإتحاد السوفيتي ثم اختفت تقريبا من كل دول العالم من إنهيارها ,ثقافة الهيبز والسراويل الشارلستون انتشرت في العالم كله مع انتشارها في الولايات ولما اختفت هناك لم يعد أحد يرتديها!
لماذا لا نتوقف بالله عليكم عند حد الاستفادة من التطور العلمي عندهم؟ نحن لسنا بحاجة لنظم اجتماعية ولا منظومات أخلاقية مستوردة من الخارج, نحن لسنا متأخرين (على الأقل من الناحية النظرية) في تلك المجالات وتأخرنا الحقيقي في مجالات البحث العلمي والهندسة والطب فلماذا نصر على أن نقلدهم في ثيابهم وحياتهم ونمط معيشتهم!
أذكر أحد عباقرة علوم إدارة المشروعات البرمجية وهو يقول جملة محفورة في ذهني منذ قرأتها: إن هناك نمطين شهيرين للشركات البرمجية الكبرى في العالم أولهما نمط أي بي إم حيث الالتزام الحرفي بالمواعيد واقامة اجتماعات متكررة وتصحيح أي مسار متأخر لأي مشروع وهناك نمط أخر تمثله شركات ميكروسوفت وجوجل حيث العمل اراحة المبرمج ذهنيا إلى أقصى حد وتوفير شتى سبل الراحة له وفتح مواعيد الحضور والانصراف له وتوفير ماكينات الصودا والعصائر له, المشكلة أن بعض الشركات الصغيرة تتصور أنها حين تسمح للموظفين بالحضور متأخرين وتوفير ماكينات الصودا لهم فإن بذلك صاروا يستحقون أن يصيروا مثل مايكروسوفت أو جوجل! والبعض الأخر يتصور أنه لمجرد أنه يقوم باجتماعات دوريا أنه صار نسخة أخرى من أبي بي إم!
لذلك إننا لن نصبح أبدا ميكروسوفت بمجرد توفير ماكينات الصودا ولن نكون أمريكا أبدا إذا اكتفينا بارتداء التنورات القصيرة والبناطيل الساقطة واستمعنا لأحدث أغاني إيمنيم!
لن نصبح فرنسا أبدا بمجرد السماح بالعري في الشوارع ولن نصبح هولندا بالسماح ببيع الحشيش وإفتتاح أحزمة حمراء على غرار الحزام الأحمر الهولندي!
الهدف الحقيقي للعمل السياسي يجب أن يكون إحداث التوازن المطلوب بين الانفتاح على الحضارة الغربية ومجزاتها مع الحفاظ على الهوية الإسلامية لبلادنا وإلا فسنذوب في الحضارة الغربية ونصبح جزءا منها كما حدث لسنغافورة وهونج كونج وتايوان بل وحتى اليابان ونكتفي بأن نكون مجرد تابع يدور في الفلك الأمريكي, فهل نعقل ذلك قبل فوات الأوان؟
مروان عادل
مهندس برمجيات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.