رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    أسعار اللحوم اليوم الجمعة.. البلدي ب 380 جنيهًا    وزير العمل: تسليم الدفعة الثانية من "الرُخص الدائمة" لمراكز تدريب مهنى خاصة    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    إسرائيل تُعلن استعادة 3 جثث لرهائن من قطاع غزة    موعد مباراة الأهلي والزمالك لحسم لقب دوري المحترفين لكرة اليد    رسميًا| ميلان يعلن رحيل بيولي عن تدريب الفريق (فيديو)    طقس الساعات المقبلة.. "الأرصاد": انخفاض في الحرارة يصل ل 5 درجات بهذه المناطق    رفع 36 سيارة ودراجة نارية متهالكة.. خلال 24 ساعة    غدا، 815 ألف طالب يبدأون امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية 2024    معدية أبوغالب.. انتشال جثة "جنى" آخر ضحايا لقمة العيش    قرارات جمهورية هامة ورسائل رئاسية قوية لوقف نزيف الدم بغزة    في ختام دورته ال 77 مهرجان «كان» ما بين الفن والسياسة    تجديد ندب أنور إسماعيل مساعدا لوزير الصحة لشئون المشروعات القومية    ألين أوباندو.. مهاجم صاعد يدعم برشلونة من "نسخته الإكوادورية"    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يطالب بالاستخدام الأمثل للموازنة الجديدة في الصيانة والمستلزمات السلعية    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سويلم يلتقى وزير المياه والري الكيني للتباحث حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين    «الجيل»: التشكيك في المفاوضات المصرية للهدنة هدفها استمرار الحرب وخدمة السيناريو الإسرائيلي    مصرع 14 شخصاً على الأقلّ في حريق بمبنى في وسط هانوي    نائبة رئيس الوزراء الإسباني تثير غضب إسرائيل بسبب «فلسطين ستتحرر»    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    17 رسالة من «التربية والتعليم» لطمأنة الطلاب    «المعلمين» تطلق غرفة عمليات لمتابعة امتحانات الدبلومات الفنية غدًا    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    أسعار الخضروات اليوم 24 مايو في سوق العبور    نقيب المحامين الفلسطينيين: دعم أمريكا لإسرائيل يعرقل أحكام القانون الدولي    عائشة بن أحمد تروي كواليس بدون سابق إنذار: قعدنا 7 ساعات في تصوير مشهد واحد    هشام ماجد: الجزء الخامس من مسلسل اللعبة في مرحلة الكتابة    حملات توعية لترشيد استهلاك المياه في قرى «حياة كريمة» بالشرقية    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    «الإفتاء» توضح مناسك الحج بالتفصيل.. تبدأ بالإحرام    «الإفتاء» توضح نص دعاء السفر يوم الجمعة.. احرص على ترديده    ألمانيا: سنعتقل نتنياهو    «القاهرة الإخبارية»: أمريكا تدرس تعيين مستشار مدني لإدارة غزة بعد الحرب    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    عودة الروح ل«مسار آل البيت»| مشروع تراثي سياحي يضاهي شارع المعز    نقابة المهندسين بالغربية تنظم لقاء المبدعين بطنطا | صور    قطاع السيارات العالمي.. تعافي أم هدوء قبل العاصفة؟    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    مقتل مُدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية    أشرف بن شرقي يقترب من العودة إلى الزمالك.. مفاجأة لجماهير الأبيض    أوقاف الفيوم تنظم أمسية دينية فى حب رسول الله    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    عائشة بن أحمد تعلن اعتزالها التمثيل مؤقتا: شغل دلوقتي لأ.. عايزة استمتع بحياتي شوية    جهاد جريشة: لا يوجد ركلات جزاء للزمالك أو فيوتشر.. وأمين عمر ظهر بشكل جيد    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    وزير الخارجية البحرينى: زيارة الملك حمد إلى موسكو تعزيز للتعاون مع روسيا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنتصار لحدود الاسلام
نشر في المصريون يوم 11 - 09 - 2011

في عام 1998 تم رصد(1500000) جريمة في الولايات المتحدة. وورد في إحصائيات حول الجرائم ضد المرأة ان 80% منها تحمل الصفة العائلية، وحوالي 48% منها جرت في البيوت
وفي تقرير نشرته( مفكرة الإسلام) أشار الى أن" جريمة واحدة كمعدل تحصل كل ربع ساعة! فعلى سبيل المثال توجد في مدينة لوس انجلوس فقط(800) عصابة مسلحة يقدر عناصرها بحدود(90000) شخص ولها (311) فرعا. وتشير لغة الأرقام بأن 70% من الجرائم ترتكب بأسلحة نارية و03% منها بسبب المخدرات.
هذه الأرقام المفزعة ليست نهاية المطاف ولكني سأنقل أيضا بعض الأرقام من تقرير نشرته جمعية مناهضة اغتصاب النساء الأمريكية حيث تشير تلك الدراسة إلى أرقام مروعة
18%من النساء الأمريكيات يتعرضن للاغتصاب ، أكثر من نصفهن دون سن البلوغ
تشير الإحصائيات بأنه في عام 1982م سجلت حالة اغتصاب واحدة لكل 10 آلاف امرأة, وفي عام 1990 بلغت حالات الاغتصاب في الولايات المتحدة أعلى حد في تأريخها وهي(100000) حالة. وفي عام 1995 حصلت( 82000) حالة اغتصاب 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء.وفي إحصائية لعام 1997 تم تسجيل (76)حادثة اغتصاب كمعدل لكل ساعة أي(656640) في السنة ولكن السنوات التي تلتها وخاصة بعد عام 2000جعلت هذا الرقم هشاً. وارتفعت حالات الاغتصاب عام 2000 لتصل الى(90) حالة كل ساعة .بمعنى(777600) في السنة ومن الملاحظ ان 29% منها تمثل اغتصاب أطفال دون سن(11) و61% لقاصرات دون الثامنة عشر من عمرهن.
وتبين في دراسة أعدها المعهد الوطني للعدل الأمريكي بأنه ما لايقل عن35% من طالبات الكليات تعرضن للاغتصاب وأن 90% منهن يعرفن المجرم.
في عام 2001 سجلت يوميا (1871) حالة اغتصاب وحوالي 90% مخطط لها مسبقا
(نقلا عن بحث قصير للكاتب العراقي علي الكاش بتصرف يسير)
فهل حمت القوانين الوضعية وحقوق الإنسان الأمريكيين وصانت أمنهم؟
أؤمن يقينا بخطأ اختزال مفهوم تطبيق الشريعة الإسلامية في الحدود, كما أوقن أيضا أن اختزال المشروع الإسلامي في إقامة الحدود فحسب لهو اختزال لمفاهيم الشريعة الإسلامية وحياد عن مقاصد الشريعة الإسلامية ,أؤمن أن تعاليم الإسلام هي مشروع حضاري متكامل صالح تماما لحياة البشر حتى لو كانوا من غير أهل الملة!
ليست غايتي هنا الانتصار للحدود شرعيا ولكني أنوي الانتصار لها انتصارا حضاريا وإنسانيا برؤية عقلية هادئة للقراءة الحضارية للحدود الإسلامية.
لذا فدعني أسأل كل من يقرأ هذا المقال هل تفكرت يوما ماذا لو خطف بعض الأشقياء طفلك؟ فكر أو فكري في ذلك طفلك يحرم من حضن أبيه وأمه ويقع بين يدي مجرمين قساة يكيلون له الضرب والسباب ليلا وينهارا وينام في أسوأ حال وهو يكاد يهلك من شدة البكاء , تخيل الآن أنك تتفقد غرفته التي جهزتها له وفراشه ولعبه وثيابه ,تخيل أنهم يحدوث له بعض العاهات من أجل التسول أو بيع المناديل في الإشارات, ناهيك عن الاغتصاب على طريقة التوربيني صبيانا وبناتا الذي كان يغتصب الأطفال ثم يلقي بهم على قضبان القطار, أعتذر بشدة إن كنت أذيتك لو تخيلت بشاعة ذلك ولكن الآن قل لي بالله عليك يا من تقرأ أو تقرئين , ماذا لو قبضت على هذا المجرم ما هو الجزاء العادل الذي تراه مناسبا لجرمه؟ هل ترى له جزاءا أقل من القتل؟ أم ستقول إن ذلك يخالف حقوق الإنسان – حقوق المجرمين في الإفلات من العقوبة إن شئت الدقة – أو سترجو أن تقطع يداه ورجلاه أو يسلخ جلده حيا جزاءا وفاقا لإجرامه؟ هل تؤيد أن يتم عقابه عقابا شديدا جدا لكي يكون عبرة وعظة لغيره من المجرمين كي لا تكرر هذه الجريمة في ولدك أو ولدي وابنتك أو ابنتي؟ هل تدري لو وافقتني على ذلك أنك حرفيا قد أقررت حد الحرابة؟ قل لي بالله عليك هل في هذا الحد قسوة بذلك المجرم؟ أم سيكون عقابا يستحقه وحماية لأطفال الناس؟
هل ألمك هذا المشهد تذكر وقتها أن الله عليم حكيم وتذكر وقتها أن القوانين الوضعية لم توفر للمجرمين الرضع الكافي, لعل هذا المثال كافيا جدا لحد الحرابة ولكني سأزيدك من الشعر بيتا
ماذا لو أن أختك أو ابنتك أو زوجتك كانت تسير في الشارع فاستوقفها بعض المجرمين واختطفوها لينهشوا عرضها ,تذكر أنها لو كانت أختك أو ابنتك ولما تتزوج بعد فإنها غالبا لن تتزوج في مجتمع لا يرحم ولو كانت متزوجة فإن كثيرا من الرجال يطلقون نسائهن إذا وقع لهن ذلك ,ولو كنت امرأة فللأسف فإن في بعض المناطق في بلادنا فقد تقتل الضحية المسكينة بلا ذنب جنته ,تذكر هذا المشهد وهي تبكي وتكاد تذهب نفسها حسرات ,لن أقول لك ماذا لو عذبوها أو قتلوها بعد انتهاء جريمتهم ,لن أذكر لك ماذا لو كانت طفلة في السادسة مثل بعض الجرائم التي سمعناها ,لن أقول لك إنهم عذبوها بإطفاء السجائر في جسدها وسأكتفي بأن أسألك ماذا تفعل أنت لو رأيت ذلك المجرم ووقف أمامك ماذا تفعل له ؟ ما الجزاء الذي تراه مناسبا لجرمه ؟ما رأيك أن يعاقب بسبع سنوات من السجن المشدد؟
بعض الليبراليين والعلمانيين يقولون على حد الحرابة أنه همجية ووحشية فذكرهم أن فرنسا منذ سنوات كانت تبحث إصدار قانون بإخصاء المغتصبين والمتحرشين كيميائيا (غالبا عن طريق غاز البروميد) فلماذا صار الإخصاء الكيميائي حلال وحد الحرابة وحشية؟
ماذا عن حد السرقة؟ لنسأل الموظف الذي انتهى راتبه بالفعل منذ منتصف الشهر الماضي, وكلما طلب منه أولاده شيئا تعلل وطالبهم بالإنتظار لحين صرف راتب الشهر الجديد, تذكر أنه لم يشتري لنفسه ثيابا جديدة منذ سنوات ,وتذكر أنه يبحث في أرخص المحلات على ما يمكن أن يشتريه لأولاده ,هذا الرجل صرف راتبه للتو وهو يكاد يبكي فرحا ثم ابتلي بلص ليأخذ منه كل ماله وجلس ليبكي ويندب حاله على الرصيف ولا يدري ماذا يصنع وأولاده ينتظرونه في داره فكيف يخبرهم بذلك؟ قل له ان اللص الذي سرقك ستقطع يده وسيقول لك بل اقصف عمره تماما وأرحني!
ماذا عن حد قذف المحصنات؟ تعال أقص عليك قصة محزنة لفتاة تقية صالحة لم تعرف إلا بالصلاح والخير هي وأسرتها وكانت تعيش هانئة مطمئنة حتى تقدم لها رجل سوء ليخطبها فرفضه والدها, فما كان منه إلا أن نشر في حيهم أنه قد تزوجها سرا بل وصار يذهب ليشتري طعاما ويقول للبائع اذهب إلى بيت فلانة وقل لها ان زوجك قد أرسل لك هذا الطعام, لا داعي لأن أقص عليك حال هذه الفتاة وكيف كادت تموت كمدا, حتى قررت الفتاة أن تقبل الزواج منه صحيح أنها لم تتزوجه في النهاية ولكن هذا ما حدث ,هذا الرجل لم يرم تلك الفتاة بالزنا لم يتهمها عياذا بالله بأنها بغي, كل ما فعله انه أشاع عنها أنها تزوجته في السر لو سألتها أو سئلت أبيها ما هو العقاب المناسب لهذا الرجل ؟ لعله لا يشفي غليله إلا سفك دمه فما بالك بمن اتهمت في عرضها؟ ما بالك بمن ظلمت ورمي عرضها بالعظائم وساءت سمعتها وسمعة بيتها؟ هل ترى حقا أن القانون الوضعي حمى هذه الفتاة؟ ماذا لو جلد القاذف على أعين الناس ألن يردع ذلك سواه ؟ ماذا عن سيل السباب البذئ وقذف عرض الأمهات والأخوات في الشوارع وعلى المقاهي وفي المدارس والجامعات؟
ماذا عن حد جلد الزاني الغير محصن؟ ألن يحمي ذلك ابنك أو ابنتك من عار الزنا؟ سيفكر ألف مرة قبل أن يهم بتلك الجريمة ,دعك من ابنك وابني ماذا عن أطفال الشوارع ؟ ماذا عن ثلاثة ملايين طفل شوارع وكل منهم عبارة عن قنبلة إجرامية جاهزة للتفجير في أي لحظة؟ كل طفل من هؤلاء عبارة عن مشروع بلطجي أو لص أو قاطع طريق أو متسول أو نشال وغالبا ما ينجح هذا المشروع ما لم يرزق الله الطفل بمن يحميه ,أليس السبب الرئيسي لمشكلة أطفال الشوارع هي الزنا؟ ماذا عن الفتاة التي تزني والتي كاد أهلها يقتلوها؟ ماذا لو جلدت أمامهم حتى أدمى ذلك ظهرها أليس ذلك كفيلا بجعلهم يشفقون عليها فيحميها من من القتل أو العذاب ؟
ماذا عن رجم الزاني أو الزانية المحصنة؟ ماذا لو زنت إمرأة رجل ولوثت فراشه وأصابته بالشك في نسب أطفاله إليه؟ كيف سيعيش هذا الإنسان ؟ ماذا يصنع معها؟ هل يشفي غليله أقل من قتلها؟ لو أشفقت عليها تذكر أن غالبا سيضيع أطفالها تماما إذا شك أبيهم في نسبهم إليه حد واحد مثل ذلك كفيل بأن يعيد الإنسان التفكير مليوني مرة قبل أن يقدم على تلك الجريمة الشنعاء وتذكر جيدا أن الأصل في الحدود كلها هي وقاية المجتمع من تكرار هذه الجريمة قبل أن يكون مجرد معاقبة لصاحبها الهدف هو حماية بيت جديد وأطفال أخرون.
ماذا عن حد قتل المرتد ؟ لن أحدثك عن حرية المعتقد فهي قضية محسومة فقهيا ولكن هل لو كتم المرتد ردته سيشق أحد عن صدره؟ إذا المرتد لا يحد إلا إذا جهر أصلا بردته وأذى المسلمين ,هل تقبل أن يخرج مرتد بذئ اللسان فيسب رسول الله ويرمي أمهات المؤمنين بالزنا ونعتبر هذا حرية رأي؟ هل تقبل ما فعلته وفاء سلطان عليها من الله ما تستحق؟ ليس الهدف بالقطع الاحتفاظ بمسلمين ظاهرين كافرين باطنا بل هو حفظ للإسلام من دنس المدنسين وعبث العابثين وصيانة للمجتمع نفسه كيلا يحدث فيه ما ذكره الله عز وجل عن الكفار "أمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا أخره لعلهم يرجعون " ,كيف يكون حال المجتمع إذا خرج رجل مرتد ليسب الإسلام ويسب النبي وأزواجه ؟ ألن يثير ذلك المسلمين عليه وعلى من أواه وساعده؟ ألن يسبب ذلك فتنة في بلادنا؟
ماذا عن حد شرب الخمر؟ وتذكر أن الخمر اسم جامع لكل ما يذهب العقل من الخمور والمخدرات , وتذكر أن أغلب الجرائم التي ترتكب في بر مصر ترتكب تحت تأثير المخدرات ,كم مدمن قتل أمه من أجل أن تعطيه مالا ليشتري المخدرات؟ كم مدمن سرق من أجل المخدرات؟ كم فتاة اغتصبت من قبل مدمين ؟ كم سائق مخمور قتل أطفالا أو أبرياء وهو متأثر بالخمر؟ كم مخمور أخرج مسدسه في مشاجرة بسيطة ليحسمها بطلقات من مسدسه؟ كم من فتاة وقعت في الزنا تحت تأثير المخدرات أو الخمور؟ ألم يأت الوقت لنقف وقفة جادة أمام الخمور والمخدرات التي تدمر في شبابنا وتنخر كالسوس في مجتمعنا؟ الن يحمي هذا الحد ابني وابنك من هذا البلاء الوبيل؟ يكفي أن يسمع عن صديقه الذي جلد في شرب الخمر أو المخدرات فلن يقربنها أبدا بإذن الله
هل لازلت ترى أن هذه الحدود قاسية حقا؟ يا من لم يرض بحدود الله وتأثر بكلام الغرب عنا ألم يحن الوقت لتعيد الفكر في ذلك؟
هل لازلت حقا ترى الحدود قاسية فتذكر إذا أن فلسفة الحدود الإسلامية أصلا قائمة على الردع ,فكر أن تقرأ في صفحة الحوادث عن الجرائم, اغتصاب تحت تأثير المخدر ,حسنا يمكننا أن نقتل هذه المسئلة بحد الخمر, يمكننا القضاء على جرائم الثأر بإقامة حد القصاص , ماذا عن جرائم السطو المسلح كل يوم تقرأ عن مسجل خطر في عشرين جريمة سطو مسلح قام بعمل كذا وكذا, ماذا لو حد من المرة الأولى ألم يكن ذلك ليحمي تسعة عشر أسرة؟ ألم يكن ذلك سيردع ألوف المجرمين؟
ماذا عن أطفال الشوارع أليس حلها في منع الزنا نهائيا وجلد أصحابه؟
ماذا عن حوادث الاغتصاب التي تقرأ عن أصحابها أصحاب ثلاثون سابقة تحرش وهتك عرض؟ ماذا لو حد الرجل منذ أول مرة ألم يكن ذلك كفيلا بالقضاء على التحرش وهتك العرض والاغتصاب نهائيا؟ ألن يحمي ذلك تسع وعشرون فتاة بريئة من الاغتصاب ويحمي أسرهن؟
ماذا عن السرقة ألن يوقف حد السرقة تلك الجرائم؟
أسمعك تقول شيئا ما عن حقوق الإنسان ولكن أي إنسان تتحدث؟ هل نتحدث عن حقوق القتلة والمغتصبين وخاطفي الأطفال والمتحرشين بالفتيات والبلطجية وقطاع الطرق واللصوص والزناة وشراب الخمر والمخدرات والمرتدين؟
لماذا ذكرت حقهم ولم تذكر جرمهم؟ أهو حقهم في ممارسة جرائمهم مع أمن العقوبة الحقيقية بما يوازي جرائمهم؟ اللص الآن يسرق الألوف وهو يعلم أنه لو قبض عليه فلن يتجاوز الأمر بضع سنوات في السجن الذي اعتاده أصلا!
لماذا ذكرت حق هؤلاء المجرمين ولم تذكر حقي وحقك في الأمن من جرائمهم؟
نحن لا نتوقف لحظة واحدة عن الانبهار بالغرب وتقليده فيما يفيد وفيما لا يفيد, أعلم أن هذه هي الصورة النمطية لحالة الهزيمة النفسية عند الأمم جميعا أمام أي أمة أو حضارة أخرى قهرتها وتفوقت عليها, أوروبا كانت تتعلم العربية حين كان المسلمين أسياد العالم ,كل دول العالم تقريبا دخلتها الشيوعية أيام ازدهار الإتحاد السوفيتي ثم اختفت تقريبا من كل دول العالم من إنهيارها ,ثقافة الهيبز والسراويل الشارلستون انتشرت في العالم كله مع انتشارها في الولايات ولما اختفت هناك لم يعد أحد يرتديها!
لماذا لا نتوقف بالله عليكم عند حد الاستفادة من التطور العلمي عندهم؟ نحن لسنا بحاجة لنظم اجتماعية ولا منظومات أخلاقية مستوردة من الخارج, نحن لسنا متأخرين (على الأقل من الناحية النظرية) في تلك المجالات وتأخرنا الحقيقي في مجالات البحث العلمي والهندسة والطب فلماذا نصر على أن نقلدهم في ثيابهم وحياتهم ونمط معيشتهم!
أذكر أحد عباقرة علوم إدارة المشروعات البرمجية وهو يقول جملة محفورة في ذهني منذ قرأتها: إن هناك نمطين شهيرين للشركات البرمجية الكبرى في العالم أولهما نمط أي بي إم حيث الالتزام الحرفي بالمواعيد واقامة اجتماعات متكررة وتصحيح أي مسار متأخر لأي مشروع وهناك نمط أخر تمثله شركات ميكروسوفت وجوجل حيث العمل اراحة المبرمج ذهنيا إلى أقصى حد وتوفير شتى سبل الراحة له وفتح مواعيد الحضور والانصراف له وتوفير ماكينات الصودا والعصائر له, المشكلة أن بعض الشركات الصغيرة تتصور أنها حين تسمح للموظفين بالحضور متأخرين وتوفير ماكينات الصودا لهم فإن بذلك صاروا يستحقون أن يصيروا مثل مايكروسوفت أو جوجل! والبعض الأخر يتصور أنه لمجرد أنه يقوم باجتماعات دوريا أنه صار نسخة أخرى من أبي بي إم!
لذلك إننا لن نصبح أبدا ميكروسوفت بمجرد توفير ماكينات الصودا ولن نكون أمريكا أبدا إذا اكتفينا بارتداء التنورات القصيرة والبناطيل الساقطة واستمعنا لأحدث أغاني إيمنيم!
لن نصبح فرنسا أبدا بمجرد السماح بالعري في الشوارع ولن نصبح هولندا بالسماح ببيع الحشيش وإفتتاح أحزمة حمراء على غرار الحزام الأحمر الهولندي!
الهدف الحقيقي للعمل السياسي يجب أن يكون إحداث التوازن المطلوب بين الانفتاح على الحضارة الغربية ومجزاتها مع الحفاظ على الهوية الإسلامية لبلادنا وإلا فسنذوب في الحضارة الغربية ونصبح جزءا منها كما حدث لسنغافورة وهونج كونج وتايوان بل وحتى اليابان ونكتفي بأن نكون مجرد تابع يدور في الفلك الأمريكي, فهل نعقل ذلك قبل فوات الأوان؟
مروان عادل
مهندس برمجيات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.