«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنتصار لحدود الاسلام
نشر في المصريون يوم 11 - 09 - 2011

في عام 1998 تم رصد(1500000) جريمة في الولايات المتحدة. وورد في إحصائيات حول الجرائم ضد المرأة ان 80% منها تحمل الصفة العائلية، وحوالي 48% منها جرت في البيوت
وفي تقرير نشرته( مفكرة الإسلام) أشار الى أن" جريمة واحدة كمعدل تحصل كل ربع ساعة! فعلى سبيل المثال توجد في مدينة لوس انجلوس فقط(800) عصابة مسلحة يقدر عناصرها بحدود(90000) شخص ولها (311) فرعا. وتشير لغة الأرقام بأن 70% من الجرائم ترتكب بأسلحة نارية و03% منها بسبب المخدرات.
هذه الأرقام المفزعة ليست نهاية المطاف ولكني سأنقل أيضا بعض الأرقام من تقرير نشرته جمعية مناهضة اغتصاب النساء الأمريكية حيث تشير تلك الدراسة إلى أرقام مروعة
18%من النساء الأمريكيات يتعرضن للاغتصاب ، أكثر من نصفهن دون سن البلوغ
تشير الإحصائيات بأنه في عام 1982م سجلت حالة اغتصاب واحدة لكل 10 آلاف امرأة, وفي عام 1990 بلغت حالات الاغتصاب في الولايات المتحدة أعلى حد في تأريخها وهي(100000) حالة. وفي عام 1995 حصلت( 82000) حالة اغتصاب 80% منها في محيط الأسرة والأصدقاء.وفي إحصائية لعام 1997 تم تسجيل (76)حادثة اغتصاب كمعدل لكل ساعة أي(656640) في السنة ولكن السنوات التي تلتها وخاصة بعد عام 2000جعلت هذا الرقم هشاً. وارتفعت حالات الاغتصاب عام 2000 لتصل الى(90) حالة كل ساعة .بمعنى(777600) في السنة ومن الملاحظ ان 29% منها تمثل اغتصاب أطفال دون سن(11) و61% لقاصرات دون الثامنة عشر من عمرهن.
وتبين في دراسة أعدها المعهد الوطني للعدل الأمريكي بأنه ما لايقل عن35% من طالبات الكليات تعرضن للاغتصاب وأن 90% منهن يعرفن المجرم.
في عام 2001 سجلت يوميا (1871) حالة اغتصاب وحوالي 90% مخطط لها مسبقا
(نقلا عن بحث قصير للكاتب العراقي علي الكاش بتصرف يسير)
فهل حمت القوانين الوضعية وحقوق الإنسان الأمريكيين وصانت أمنهم؟
أؤمن يقينا بخطأ اختزال مفهوم تطبيق الشريعة الإسلامية في الحدود, كما أوقن أيضا أن اختزال المشروع الإسلامي في إقامة الحدود فحسب لهو اختزال لمفاهيم الشريعة الإسلامية وحياد عن مقاصد الشريعة الإسلامية ,أؤمن أن تعاليم الإسلام هي مشروع حضاري متكامل صالح تماما لحياة البشر حتى لو كانوا من غير أهل الملة!
ليست غايتي هنا الانتصار للحدود شرعيا ولكني أنوي الانتصار لها انتصارا حضاريا وإنسانيا برؤية عقلية هادئة للقراءة الحضارية للحدود الإسلامية.
لذا فدعني أسأل كل من يقرأ هذا المقال هل تفكرت يوما ماذا لو خطف بعض الأشقياء طفلك؟ فكر أو فكري في ذلك طفلك يحرم من حضن أبيه وأمه ويقع بين يدي مجرمين قساة يكيلون له الضرب والسباب ليلا وينهارا وينام في أسوأ حال وهو يكاد يهلك من شدة البكاء , تخيل الآن أنك تتفقد غرفته التي جهزتها له وفراشه ولعبه وثيابه ,تخيل أنهم يحدوث له بعض العاهات من أجل التسول أو بيع المناديل في الإشارات, ناهيك عن الاغتصاب على طريقة التوربيني صبيانا وبناتا الذي كان يغتصب الأطفال ثم يلقي بهم على قضبان القطار, أعتذر بشدة إن كنت أذيتك لو تخيلت بشاعة ذلك ولكن الآن قل لي بالله عليك يا من تقرأ أو تقرئين , ماذا لو قبضت على هذا المجرم ما هو الجزاء العادل الذي تراه مناسبا لجرمه؟ هل ترى له جزاءا أقل من القتل؟ أم ستقول إن ذلك يخالف حقوق الإنسان – حقوق المجرمين في الإفلات من العقوبة إن شئت الدقة – أو سترجو أن تقطع يداه ورجلاه أو يسلخ جلده حيا جزاءا وفاقا لإجرامه؟ هل تؤيد أن يتم عقابه عقابا شديدا جدا لكي يكون عبرة وعظة لغيره من المجرمين كي لا تكرر هذه الجريمة في ولدك أو ولدي وابنتك أو ابنتي؟ هل تدري لو وافقتني على ذلك أنك حرفيا قد أقررت حد الحرابة؟ قل لي بالله عليك هل في هذا الحد قسوة بذلك المجرم؟ أم سيكون عقابا يستحقه وحماية لأطفال الناس؟
هل ألمك هذا المشهد تذكر وقتها أن الله عليم حكيم وتذكر وقتها أن القوانين الوضعية لم توفر للمجرمين الرضع الكافي, لعل هذا المثال كافيا جدا لحد الحرابة ولكني سأزيدك من الشعر بيتا
ماذا لو أن أختك أو ابنتك أو زوجتك كانت تسير في الشارع فاستوقفها بعض المجرمين واختطفوها لينهشوا عرضها ,تذكر أنها لو كانت أختك أو ابنتك ولما تتزوج بعد فإنها غالبا لن تتزوج في مجتمع لا يرحم ولو كانت متزوجة فإن كثيرا من الرجال يطلقون نسائهن إذا وقع لهن ذلك ,ولو كنت امرأة فللأسف فإن في بعض المناطق في بلادنا فقد تقتل الضحية المسكينة بلا ذنب جنته ,تذكر هذا المشهد وهي تبكي وتكاد تذهب نفسها حسرات ,لن أقول لك ماذا لو عذبوها أو قتلوها بعد انتهاء جريمتهم ,لن أذكر لك ماذا لو كانت طفلة في السادسة مثل بعض الجرائم التي سمعناها ,لن أقول لك إنهم عذبوها بإطفاء السجائر في جسدها وسأكتفي بأن أسألك ماذا تفعل أنت لو رأيت ذلك المجرم ووقف أمامك ماذا تفعل له ؟ ما الجزاء الذي تراه مناسبا لجرمه ؟ما رأيك أن يعاقب بسبع سنوات من السجن المشدد؟
بعض الليبراليين والعلمانيين يقولون على حد الحرابة أنه همجية ووحشية فذكرهم أن فرنسا منذ سنوات كانت تبحث إصدار قانون بإخصاء المغتصبين والمتحرشين كيميائيا (غالبا عن طريق غاز البروميد) فلماذا صار الإخصاء الكيميائي حلال وحد الحرابة وحشية؟
ماذا عن حد السرقة؟ لنسأل الموظف الذي انتهى راتبه بالفعل منذ منتصف الشهر الماضي, وكلما طلب منه أولاده شيئا تعلل وطالبهم بالإنتظار لحين صرف راتب الشهر الجديد, تذكر أنه لم يشتري لنفسه ثيابا جديدة منذ سنوات ,وتذكر أنه يبحث في أرخص المحلات على ما يمكن أن يشتريه لأولاده ,هذا الرجل صرف راتبه للتو وهو يكاد يبكي فرحا ثم ابتلي بلص ليأخذ منه كل ماله وجلس ليبكي ويندب حاله على الرصيف ولا يدري ماذا يصنع وأولاده ينتظرونه في داره فكيف يخبرهم بذلك؟ قل له ان اللص الذي سرقك ستقطع يده وسيقول لك بل اقصف عمره تماما وأرحني!
ماذا عن حد قذف المحصنات؟ تعال أقص عليك قصة محزنة لفتاة تقية صالحة لم تعرف إلا بالصلاح والخير هي وأسرتها وكانت تعيش هانئة مطمئنة حتى تقدم لها رجل سوء ليخطبها فرفضه والدها, فما كان منه إلا أن نشر في حيهم أنه قد تزوجها سرا بل وصار يذهب ليشتري طعاما ويقول للبائع اذهب إلى بيت فلانة وقل لها ان زوجك قد أرسل لك هذا الطعام, لا داعي لأن أقص عليك حال هذه الفتاة وكيف كادت تموت كمدا, حتى قررت الفتاة أن تقبل الزواج منه صحيح أنها لم تتزوجه في النهاية ولكن هذا ما حدث ,هذا الرجل لم يرم تلك الفتاة بالزنا لم يتهمها عياذا بالله بأنها بغي, كل ما فعله انه أشاع عنها أنها تزوجته في السر لو سألتها أو سئلت أبيها ما هو العقاب المناسب لهذا الرجل ؟ لعله لا يشفي غليله إلا سفك دمه فما بالك بمن اتهمت في عرضها؟ ما بالك بمن ظلمت ورمي عرضها بالعظائم وساءت سمعتها وسمعة بيتها؟ هل ترى حقا أن القانون الوضعي حمى هذه الفتاة؟ ماذا لو جلد القاذف على أعين الناس ألن يردع ذلك سواه ؟ ماذا عن سيل السباب البذئ وقذف عرض الأمهات والأخوات في الشوارع وعلى المقاهي وفي المدارس والجامعات؟
ماذا عن حد جلد الزاني الغير محصن؟ ألن يحمي ذلك ابنك أو ابنتك من عار الزنا؟ سيفكر ألف مرة قبل أن يهم بتلك الجريمة ,دعك من ابنك وابني ماذا عن أطفال الشوارع ؟ ماذا عن ثلاثة ملايين طفل شوارع وكل منهم عبارة عن قنبلة إجرامية جاهزة للتفجير في أي لحظة؟ كل طفل من هؤلاء عبارة عن مشروع بلطجي أو لص أو قاطع طريق أو متسول أو نشال وغالبا ما ينجح هذا المشروع ما لم يرزق الله الطفل بمن يحميه ,أليس السبب الرئيسي لمشكلة أطفال الشوارع هي الزنا؟ ماذا عن الفتاة التي تزني والتي كاد أهلها يقتلوها؟ ماذا لو جلدت أمامهم حتى أدمى ذلك ظهرها أليس ذلك كفيلا بجعلهم يشفقون عليها فيحميها من من القتل أو العذاب ؟
ماذا عن رجم الزاني أو الزانية المحصنة؟ ماذا لو زنت إمرأة رجل ولوثت فراشه وأصابته بالشك في نسب أطفاله إليه؟ كيف سيعيش هذا الإنسان ؟ ماذا يصنع معها؟ هل يشفي غليله أقل من قتلها؟ لو أشفقت عليها تذكر أن غالبا سيضيع أطفالها تماما إذا شك أبيهم في نسبهم إليه حد واحد مثل ذلك كفيل بأن يعيد الإنسان التفكير مليوني مرة قبل أن يقدم على تلك الجريمة الشنعاء وتذكر جيدا أن الأصل في الحدود كلها هي وقاية المجتمع من تكرار هذه الجريمة قبل أن يكون مجرد معاقبة لصاحبها الهدف هو حماية بيت جديد وأطفال أخرون.
ماذا عن حد قتل المرتد ؟ لن أحدثك عن حرية المعتقد فهي قضية محسومة فقهيا ولكن هل لو كتم المرتد ردته سيشق أحد عن صدره؟ إذا المرتد لا يحد إلا إذا جهر أصلا بردته وأذى المسلمين ,هل تقبل أن يخرج مرتد بذئ اللسان فيسب رسول الله ويرمي أمهات المؤمنين بالزنا ونعتبر هذا حرية رأي؟ هل تقبل ما فعلته وفاء سلطان عليها من الله ما تستحق؟ ليس الهدف بالقطع الاحتفاظ بمسلمين ظاهرين كافرين باطنا بل هو حفظ للإسلام من دنس المدنسين وعبث العابثين وصيانة للمجتمع نفسه كيلا يحدث فيه ما ذكره الله عز وجل عن الكفار "أمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا أخره لعلهم يرجعون " ,كيف يكون حال المجتمع إذا خرج رجل مرتد ليسب الإسلام ويسب النبي وأزواجه ؟ ألن يثير ذلك المسلمين عليه وعلى من أواه وساعده؟ ألن يسبب ذلك فتنة في بلادنا؟
ماذا عن حد شرب الخمر؟ وتذكر أن الخمر اسم جامع لكل ما يذهب العقل من الخمور والمخدرات , وتذكر أن أغلب الجرائم التي ترتكب في بر مصر ترتكب تحت تأثير المخدرات ,كم مدمن قتل أمه من أجل أن تعطيه مالا ليشتري المخدرات؟ كم مدمن سرق من أجل المخدرات؟ كم فتاة اغتصبت من قبل مدمين ؟ كم سائق مخمور قتل أطفالا أو أبرياء وهو متأثر بالخمر؟ كم مخمور أخرج مسدسه في مشاجرة بسيطة ليحسمها بطلقات من مسدسه؟ كم من فتاة وقعت في الزنا تحت تأثير المخدرات أو الخمور؟ ألم يأت الوقت لنقف وقفة جادة أمام الخمور والمخدرات التي تدمر في شبابنا وتنخر كالسوس في مجتمعنا؟ الن يحمي هذا الحد ابني وابنك من هذا البلاء الوبيل؟ يكفي أن يسمع عن صديقه الذي جلد في شرب الخمر أو المخدرات فلن يقربنها أبدا بإذن الله
هل لازلت ترى أن هذه الحدود قاسية حقا؟ يا من لم يرض بحدود الله وتأثر بكلام الغرب عنا ألم يحن الوقت لتعيد الفكر في ذلك؟
هل لازلت حقا ترى الحدود قاسية فتذكر إذا أن فلسفة الحدود الإسلامية أصلا قائمة على الردع ,فكر أن تقرأ في صفحة الحوادث عن الجرائم, اغتصاب تحت تأثير المخدر ,حسنا يمكننا أن نقتل هذه المسئلة بحد الخمر, يمكننا القضاء على جرائم الثأر بإقامة حد القصاص , ماذا عن جرائم السطو المسلح كل يوم تقرأ عن مسجل خطر في عشرين جريمة سطو مسلح قام بعمل كذا وكذا, ماذا لو حد من المرة الأولى ألم يكن ذلك ليحمي تسعة عشر أسرة؟ ألم يكن ذلك سيردع ألوف المجرمين؟
ماذا عن أطفال الشوارع أليس حلها في منع الزنا نهائيا وجلد أصحابه؟
ماذا عن حوادث الاغتصاب التي تقرأ عن أصحابها أصحاب ثلاثون سابقة تحرش وهتك عرض؟ ماذا لو حد الرجل منذ أول مرة ألم يكن ذلك كفيلا بالقضاء على التحرش وهتك العرض والاغتصاب نهائيا؟ ألن يحمي ذلك تسع وعشرون فتاة بريئة من الاغتصاب ويحمي أسرهن؟
ماذا عن السرقة ألن يوقف حد السرقة تلك الجرائم؟
أسمعك تقول شيئا ما عن حقوق الإنسان ولكن أي إنسان تتحدث؟ هل نتحدث عن حقوق القتلة والمغتصبين وخاطفي الأطفال والمتحرشين بالفتيات والبلطجية وقطاع الطرق واللصوص والزناة وشراب الخمر والمخدرات والمرتدين؟
لماذا ذكرت حقهم ولم تذكر جرمهم؟ أهو حقهم في ممارسة جرائمهم مع أمن العقوبة الحقيقية بما يوازي جرائمهم؟ اللص الآن يسرق الألوف وهو يعلم أنه لو قبض عليه فلن يتجاوز الأمر بضع سنوات في السجن الذي اعتاده أصلا!
لماذا ذكرت حق هؤلاء المجرمين ولم تذكر حقي وحقك في الأمن من جرائمهم؟
نحن لا نتوقف لحظة واحدة عن الانبهار بالغرب وتقليده فيما يفيد وفيما لا يفيد, أعلم أن هذه هي الصورة النمطية لحالة الهزيمة النفسية عند الأمم جميعا أمام أي أمة أو حضارة أخرى قهرتها وتفوقت عليها, أوروبا كانت تتعلم العربية حين كان المسلمين أسياد العالم ,كل دول العالم تقريبا دخلتها الشيوعية أيام ازدهار الإتحاد السوفيتي ثم اختفت تقريبا من كل دول العالم من إنهيارها ,ثقافة الهيبز والسراويل الشارلستون انتشرت في العالم كله مع انتشارها في الولايات ولما اختفت هناك لم يعد أحد يرتديها!
لماذا لا نتوقف بالله عليكم عند حد الاستفادة من التطور العلمي عندهم؟ نحن لسنا بحاجة لنظم اجتماعية ولا منظومات أخلاقية مستوردة من الخارج, نحن لسنا متأخرين (على الأقل من الناحية النظرية) في تلك المجالات وتأخرنا الحقيقي في مجالات البحث العلمي والهندسة والطب فلماذا نصر على أن نقلدهم في ثيابهم وحياتهم ونمط معيشتهم!
أذكر أحد عباقرة علوم إدارة المشروعات البرمجية وهو يقول جملة محفورة في ذهني منذ قرأتها: إن هناك نمطين شهيرين للشركات البرمجية الكبرى في العالم أولهما نمط أي بي إم حيث الالتزام الحرفي بالمواعيد واقامة اجتماعات متكررة وتصحيح أي مسار متأخر لأي مشروع وهناك نمط أخر تمثله شركات ميكروسوفت وجوجل حيث العمل اراحة المبرمج ذهنيا إلى أقصى حد وتوفير شتى سبل الراحة له وفتح مواعيد الحضور والانصراف له وتوفير ماكينات الصودا والعصائر له, المشكلة أن بعض الشركات الصغيرة تتصور أنها حين تسمح للموظفين بالحضور متأخرين وتوفير ماكينات الصودا لهم فإن بذلك صاروا يستحقون أن يصيروا مثل مايكروسوفت أو جوجل! والبعض الأخر يتصور أنه لمجرد أنه يقوم باجتماعات دوريا أنه صار نسخة أخرى من أبي بي إم!
لذلك إننا لن نصبح أبدا ميكروسوفت بمجرد توفير ماكينات الصودا ولن نكون أمريكا أبدا إذا اكتفينا بارتداء التنورات القصيرة والبناطيل الساقطة واستمعنا لأحدث أغاني إيمنيم!
لن نصبح فرنسا أبدا بمجرد السماح بالعري في الشوارع ولن نصبح هولندا بالسماح ببيع الحشيش وإفتتاح أحزمة حمراء على غرار الحزام الأحمر الهولندي!
الهدف الحقيقي للعمل السياسي يجب أن يكون إحداث التوازن المطلوب بين الانفتاح على الحضارة الغربية ومجزاتها مع الحفاظ على الهوية الإسلامية لبلادنا وإلا فسنذوب في الحضارة الغربية ونصبح جزءا منها كما حدث لسنغافورة وهونج كونج وتايوان بل وحتى اليابان ونكتفي بأن نكون مجرد تابع يدور في الفلك الأمريكي, فهل نعقل ذلك قبل فوات الأوان؟
مروان عادل
مهندس برمجيات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.