حث "الدعوة السلفية"، المجلس الأعلى للقوات المسلحة- الذي يدير شئون البلاد- أن يعلن وبوضوح تبرأه من وثيقة المبادئ الدستورية التي طرحها الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء، في ظل ما يتردد حول أن المجلس يرعى هذه الوثيقة، التي لا يوجد توافق وطني حولها. وانتقدت "الدعوة السلفية" التي تتخذ من الإسكندرية مركزًا لها في بيان، الوثيقة - التي يؤكد المعترضون أنها تتجاوز الإرادة الشعبية متمثلة في استفتاء مارس- ورأت أنها من حيث التفصيل "تعبِّر عن عقلية ديكتاتورية لا تُناسب المرحلة الثورية بحال"، وأنها لا تعبر سوى عن رأي الموقعين عليها. ووصفت ب "الأمر المريب" ما ورد في نص الوثيقة حول من إقحام لوصف "موحدة" في أوصاف مصر، ورأت أن اعتبار "النوبة - سيناء - الوادي الجديد - حلايب وشلاتين" أماكن ذات طبيعة ثقافية خاصة "إخلال بالأمن القومي المصري"، وهو أحد الأمثلة على "كوارث" الوثيقة، مستغربة الإصرار على مصطلح "مدنية الدولة" في نص الوثيقة الذي رفضته "وثيقة الأزهر". وأعربت "الدعوة السلفية" عن رفضها التام لفكرة تمرير أي جزء من الدستور، أو تحديد القواعد الحاكمة لاختيار الهيئة التأسيسية له؛ تحت أي مسمى: المبادئ فوق دستورية، المواد الحاكمة للدستور، مبادئ الدولة المصرية الحديثة، معتبرة ذلك التفافا على إرادة الأمة، وافتئاتا على الحق الدستوري لأعضاء مجلسي الشعب والشورى المنتخبين؛ ولأن أعضاء المجلسين الذين سيأتون من خلال انتخابات حرة نزيهة أصدق تمثيلاً للشعب بكل فئاته من أي اختيار آخر. وكانت "الدعوة السلفية" قاطعت مظاهرات الأمس "جمعة تصحيح المسار"، معللة ذلك "لما جربناه على بعض الداعين إلى تلك المظاهرات من الدعوة إلى شيء، ثم المناداة بغيره في الميدان، ومِن الاعتصامات والاعتداءات على مصالح الشعب المصري، والمناداة بالعلمانية، ومنابذة الشريعة الإسلامية". كما استنكرت الدعوة التي أطلقتها بعض القوى على الإنترنت بالمواجهة بين الجيش والشعب. وقالت الجماعة إنها تهيب ب"المجلس العسكري" ألا يستجيب لأي ابتزاز داخلي أو تهديد خارجي، وليعلم أن الشعب وقف وراءه يوم أن حمى ثورته، ويوم أن أدار أول استفتاء حقيقي في تاريخ مصر الحديث، وأن قوة مصر في التحام شعبها وجيشها، وقيام كل مؤسسة بمهامها على الوجه الأكمل. وطالبت وزارة الداخلية، والمجلس العسكري بالمواجهة الحازمة ل"أبناء مبارك"- أنصار الرئيس المخلوع- لا سيما إذا اعتدوا على أهالي الشهداء، وضبط كل مَن يحمل منهم سلاحًا أو يروع الآمنين بقذف الطوب أو غيره. كما شجبت حالة الانفلات الأمني وما أسفر عنها من مواجهات بين مشجعي "النادي الأهلي" وقوات الأمن "لمجرد وجود سباب من مشجعي الكرة مهما كان الشخص الذي وجه له السب"؛ مما يؤكد أهمية فتح تحقيق فوري مع مثيري الفتنة من الجانبين.