حافز المدرس 12 جنيهًا شهريًا وراتب عمال التشجير 40 جنيهًا.. والموظفون: إحنا عرفنا ليه الناس بتنتحر؟ ما زال حلم تطبيق الحد الأدنى للأجور هدفًا بعيد المنال عن المواطنين، وأصبح حجم الفساد الموجود في أي منشأة ينعكس تماما على العاملين بها، خصوصا في المنشآت التي تعامل على أنها قطاع خاص، رغم أنها تتبع الدولة من جميع الجهات وأموالها تعتبر أموالا خاصة لها وليس للأشخاص، وبالرغم من أن القانون ينص على أنه يستفيد العاملون بتلك المنشآت من أموالها ولكن هذا لم يحدث. وتعد بعض المدارس الخاصة التي تتبع الجمعيات الأهلية مثالاً حيًا لتدنى الأجور التي لا تصل حتى إلى نصف الحد الأدنى الذي نص عليه القانون وهو 1200 جنيه، حيث يتقاضى العاملون بتلك المدارس بوظيفة معلم وفي عام 2015 رواتب لا تتعدى 500 جنيه بحافز 12 جنيها شهريا بعد فترة عمل 11 عاما. فيما يبلغ حافز الإداريين 8 جنيهات و6 جنيهات للعمال داخل هذه المدارس عن كل شهر، علما بأن ترخيص وزارة التربية والتعليم الصادر من إدارة غرب طنطا التعليمية ينص على أن يعامل المدرسون معاملة نظائرهم في المدارس الرسمية وهو ما لم تطبقه إدارة هذه المدارس. "المصريون" حصلت على مفردات مرتبات اثنين من العاملين بمدرسة دار التربية الإسلامية التابعة لإحدى الجمعيات الأهلية بمدينة طنطا، وتبين أن أحدهم يتقاضى راتبا كليا حوالى 691 جنيها بعد ما يزيد عن 11 عاما من العمل والآخر يتقاضى 432 جنيها شاملين الكادر والأساسى والحافز، وهو ما لا يكفى حتى "العيش الحاف" أو فقط المواصلات للذهاب إلى مكان العمل، وفي المقابل يتم إهدار المال العام من قبل القائمين على هذه الجمعيات وهو أثبتته تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات من إهدار الأموال واستغلال مناصب في تحقيق مكاسب خاصة. كما امتدت عدوى الأجور إلى سائقى السيارات التابعة لمحافظة الغربية ومجلس المدينة والأحياء، حيث يعمل حوالى 400 سائق يتقاضون فقط 14 جنيها يوميا، وكذلك عمال النظافة بالمحافظة المطحونين في العمل الذين يحصلون على مرتب 500 جنيه شهريا وبدل 10 جنيهات، إضافة إلى عمال الإسعاف وهؤلاء يأخذون 450 جنيها في الشهر. أما عمال قطاع التشجير التابع لمديرية الزراعة بالغربية، فهم الأكثر فقرا، فرواتبهم لا يتخيلها أحد ولا تكفى طفلا في السنوات الأولى من عمره، حيث بلغت 40 جنيها شهريا، وبالرغم من ذلك لا يحصلون عليها منذ عدة سنوات ومع تنظيمهم العديد من الوقفات والاحتجاجات ومطالبهم بالتثبيت لا يستجيب لهم المسؤولون وأصبحوا "ودن من طين وودن من عجين". وأكد أحمد عبدالله فرد أمن بمدرسة دار التربية الإسلامية الخاصة، أن راتبه لا يكفيه أو يكفى مصروفات أولاده وعليه أن يعمل 48 ساعة في 24 ساعة حتى يعيش مستورا، قائلا: "احنا عرفنا ليه انتحر الشباب وأصحاب الأسر". وأضاف أحمد فليفل أحد مدرسى اللغة الإنجليزية وعضو مجلس أمناء بإحدى المدارس الخاصة: "إيجار شقتى بدون الكهرباء والماء أو أي وسيلة إعاشة هو ضعف الراتب الذي أحصل عليه وهو 430 جنيها والحافز 12 جنيها"، متسائلا: "هنعيش ازاى"؟