تواصل قوات البيشمركة (القوات المسلحة لإقليم شمال العراق)؛ العملية العسكرية التي بدأتها شمال مدينة الموصل بمحافظة نينوى العراقية، حيث سيطرت في غضون أسبوع على كافة الطرق التي تربط بين ناحية "إسكي موصل"، وأقضية: تلعفر وسنجار وناحية زمار. وأوضح القائد العسكري للبيشمركة في المنطقة "بهجت تيمور"؛ أن قواتهم أجبرت تنظيم "داعش" الإرهابي على التراجع؛ بفضل المعارك الذي يقودونها؛ بواسطة الأسلحة الجديدة التي وصلتهم، والمواد المتفجرة، والدبابات المنقولة إلى مناطق الاشتباكات. وتواصل قوات البيشمركة تقدمها؛ بعد بدءها بعملية عسكرية شمال الموصل، في 21 يناير الجاري؛ من أجل تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش، إذ أحكمت سيطرتها على أجزاء كبيرة من: زمار وناحية ربيعة ومنطقة سنون وسنجار، وتعمد إلى حفر خنادق في المناطق التي تسيطر عليها؛ بهدف صد أي هجمات متوقعة للتنظيم. وأفاد مراسل الأناضول - بحسب المعلومات التي وصلته - أن البيشمركة سيطرت بشكل كامل؛ على أراض بطول 40 كيلومتر، وعرض 15 كيلومتر في العمليات التي نفذتها؛ في الأقسام الشرقية والغربية من سد الموصل، حيث باتت قوات البيشمركة مسؤولة عن تأمين كافة جوانب السد، تزامناً مع سيطرتها على الطرق الواصلة بين الموصل ودهوك. كما وأخلى سكان العديد من القرى والنواحي منازلهم وغادروها؛ بسبب الاشتباكات بين البيشمركة ومسلحي داعش، ومع ذلك فلا يخلو الأمر من وجود أشخاص فضلوا البقاء بمنازلهم، على الرغم من أعمال العنف التي تشهدها المنطقة، حيث يشكل الرصاص الطائش؛ أكبر مخاوف سكان ناحية "إسكي موصل" ممن رفض مغادرة منازلهم، إذ يعمدون إلى رفع أعلام بيضاء؛ لتجنب استهدافهم بنيران البيشمركة أو داعش. إلى ذلك، قام التنظيم بتدمير الجسور الواقعة على الطرق الواصلة؛ بين ناحية "إسكي موصل"، وتلعفر وزمار وسنجار ودهوك؛ في محاولة لمنع هجمات متوقعة من البيشمركة عليه. وذكر القائد في البيشمركة تيمور لمراسل الأناضول؛ أن داعش يخسر يومياً مقاتلين، مضيفاً: " إن تدمير الجسور لن ينقذ التنظيم الإرهابي "، مشيراً إلى أن الروح المعنوية لدى عناصر التنظيم شبه منهارة. وأكد تيمور أنهم حققوا انجازات كبيرة، في زمار وربيعة وسنون وسنجار، بفضل العمليات العسكرية التي نفذوها في الآونة الأخيرة، قائلاً: " سيطرنا على مساحة واسعة؛ بعد عملية عسكرية بدأناها في محيط سد الموصل قبل إسبوع، وقمنا فوراً بإيصال مساعدات إلى سكان المنطقة، ونحن لا نتعرض لأي شخص لم يرتكب جرماً، وطلبنا من سكان المنطقة رفع أعلام بيضاء لحساسيتها، كما لن نصفح عن الأشخاص الذين نتأكد 100% من عملهم مع داعش ". وتابع تيمور: " قطعنا العديد من الطرق التي يستخدمها داعش شمال الموصل، ولن يستطيع الإرهابييون بعد اليوم التجول براحة؛ بفضل النقاط الاستراتيجية التي سيطرنا عليها، والأهم من ذلك كله؛ أننا استطعنا إزالة الخطر عن دهوك". ولفت تيمور إلى إمكانية وقوع اشتباكات مجدداً؛ في المناطق التي سيطرت عليها البيشمركة، مبيناً أنهم نشروا أسلحة ثقيلة في كامل المنطقة؛ لأنها تعد ذات أهمية لداعش، منوهاً إلى أن أي هجوم ينفذه داعش الآن سيكون بمثابة إثبات وجود فقط.