جرت عملية تبادل لسبعة محتجزين، لدى طرفي النزاع في منطقة الهلال النفطي، شرق ليبيا، اليوم الجمعة، بوساطة من عدد من مشايخ القبائل وجمعية الهلال الأحمر الليبي، بحسب متحدث باسم الجمعية. وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، محمد المصراتي، ل"الأناضول": إن "فرع الهلال الأحمر بمدينة إجدابيا ومصراته توسط قبل يومين في عملية تبادل للأسري بين قوات حراس المنشآت النفطية وقوات فجر ليبيا المتقاتلين بمنطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا". وبحسب المصراتي، فإن عملية التبادل جرت بقرية النوفلية القريبة من منطقة النزاع في الهلال النفطي، بحضور أعيان ومشايخ من مدينة مصراته ومنطقة السدرة. وعن تفاصيل العملية قال المتحدث إن "فريق ربط الأواصر العائلية بالهلال الأحمر الليبي فرع اجدابيا استلم 4 محتجزين لدى جهاز حرس المنشآت النفطية وهم عبد المنعم عمران أحمد بارود و حسين عبد الله علي فضيل ومحمد يوسف التهامي الضراط من مدينة مصراته وعبد الباسط العجيلي عثمان برق من مدينة الزاوية". وتابع قائلا "كما قام الفريق في فرع مصراته باستلام 3 محتجزين لدى قوات فجر ليبيا أحدهم مصاب وهم جمعة زيدان السعيطي وأحميد محمد بوبكر الزيداني ومحمد مفتاح جبريل أحواس من مدينة اجدابيا." وأشار إلي أن فرعي الهلال قاما بتسليم المحتجزين لأهلهم بحضور مشايخ ووجهاء قبائل. وتستمر المعارك المسلحة بمنطقة الهلال النفطي، شرقي ليبيا، بين قوات حرس المنشآت النفطية الموالية للبرلمان المنعقد بطبرق وبين قوات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني العام، رغم إعلان الطرفين وقفاً لإطلاق النار لإتاحة الفرصة للحوار الليبي في جنيف برعاية الأممالمتحدة . واندلعت في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، معارك مسلحة بالقرب من الهلال النفطي، شرق ليبيا، بعد هجوم قوات "فجر ليبيا" المسيطرة علي طرابلس والمكونة من ثوار مدينه مصراته والزاوية وغريان، وتحسب علي تيار الإسلام السياسي علي منطقة الهلال النفطي، لمحاولة السيطرة عليه ضمن عملية أطلق عليها اسم "شروق ليبيا". ولاقت قوات "فجر ليبيا" مقاومه من حرس المنشآت النفطية وكتائب أخري تابعة لرئاسة أركان الجيش المعينة من قبل البرلمان المجتمع بطبرق أقصي الشرق. وتهدف عملية "شروق ليبيا"، بحسب مطلقوها، إلي السيطرة علي الموانئ والحقول النفطية، شرقي البلاد، والواقعة تحت سيطرة الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني والتي كانت قد تسلمتها قبل أشهر عبر اتفاق من مسلحين كانوا يطالبون بتطبيق نظام الحكم الفدرالي في الشرق سيطروا عليها لعام كامل ومنعوا تصدير النفط منها. وفي بيان رسمي عقب الهجوم علي مواني النفط اعتبر البرلمان الليبي عملية "شروق ليبيا " بأنها تهدف للسيطرة علي مقدرات الدولة الليبية من النفط ل"تمويل الإرهاب"، كما اعتبرت حكومة الثني المنبثقة عن البرلمان ذلك الهجوم إجهاضا للحوار المقبلة (يعقد حاليا) برعاية أمميه. واعتبر المؤتمر الوطني العام السابق (عاد للانعقاد) تلك العملية بأنها تهدف لاستعاده السيطرة علي الموانئ النفطية من مسلحين خارجين عن القانون، بحسب تصريحات لأعضائه. كانت الأممالمتحدة، استضافت، الأسبوع قبل الماضي، جولة من محادثات جديدة في جنيف (في ظل غياب أي ممثلين عن المؤتمر الوطني العام والذين يشاركون في جلساته)، بهدف الوصول إلى حل للأزمة الليبية، التي تعيشها البلاد، منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، فيما تواصل البحث والتنسيق مع الأطراف الليبية من أجل تحديد موعد لانعقاد جولة أخرى من هذه المحادثات، التي تأتي استكمالاً للجولة الأولى التي عقدت في مدينة غدامس، غربي ليبيا، في سبتمبر الماضي. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).