لسنا دعاة حرب.. ولكن اذا اعتدى عدو غاشم على حدودنا وارواح جنودنا، وكرامة وطننا.. فكل الاحتمالات مفتوحة،... ولا يعني انشغالنا بالوضع الداخلي السيئ، وهو امر طبيعي بعد الثورات، ان ننشغل عن الذود عن كرامة وطننا وحرية أراضينا. نعلم ويعلمون ان ميزان التسلح لصالح اسرائيل ولاشك، لكن ذلك لا يعني اطلاقا ان نقبل الاعتداء المجرم على ارواح ابنائنا، والانتهاك الصارخ لحدودنا، دون ان تصل رسالة قوية وواضحة للكيان الصهيوني بأن عهد حسني مبارك – كنز اسرائيل الاستراتيجي – قد ولى الى غير رجعة، بكل ما فيه من خنوع وذلة واهدار لكرامة المصريين في الداخل والخارج، والرد على «الخطأ» الاسرائيلي – كما يسمونه – له عدة طرق ليس بينها بالضرورة «عمل عسكري»، بل هناك طرق للتصعيد الحضاري، بينها تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي، ودعوة مجلس الامن للانعقاد بصفة عاجلة، وتقديم شكوى للامم المتحدة، واعادة النظر في اتفاقيات كامب دافيد المجحفة، بعد ان تغيرت تماما الظروف السياسية والاقتصادية سواء في مصر عموما، أو في سيناء على وجه التحديد. وعلى تل أبيب ان تفهم ان سيناء بالنسبة لمصر «قضية أمن قومي» لا يجوز المساس بها، كما ان تغير الاوضاع تغيرا تاماً على الساحة منذ توقيع اتفاقية كامب دافيد، وحتى اليوم، يستدعي اعادة النظر في بنود هذه الاتفاقية، وخاصة حجم التواجد العسكري المصري على جزء حدودي «شديد الحساسية» من ارض مصر، حتى لا نترك الفرصة لاصحاب الاصابع الخفية والمصالح الشخصية للعب على الحدود المصرية – الاسرائيلية – الفلسطينية. لقد تعامل المجلس العسكري مع الاعتداء الاسرائيلي مستخدما اقصى درجات ضبط النفس، وهو امر متوقع ومحمود، لكن رد فعل الشارع الثائر والمحتقن لا يمكن السيطرة عليه في مثل هذه الظروف التي تمر بها مصر، وهو ما ظهر جليا في المظاهرات امام السفارة الاسرائيلية على ضفاف النيل في القاهرة، والقنصلية الاسرائيلية بالاسكندرية وتمكن المتظاهرين من انزال العلمين الاسرائيليين من فوقهما، في تصرف يكشف حجم الضغط الشعبي الذي يتعرض له المجلس العسكري في هذه المسألة الشائكة، والذي يجب استثماره في الضغط على اسرائيل لتستجيب لتعديل الاتفاقية سيئة السمعة. اما سيناء، ارض الفيروز، المخضبة بدماء المصريين على مر العصور فقد آن الأوان لاعادة النظر الجدي لوضعها على خريطة التنمية المصرية، وحسنا فعل مجلس الوزراء أمس ببحث انشاء «جهاز التنمية الشاملة لسيناء»، فهناك عشرات الخطط والافكار التي حبسها جهابذة النظام السابق في الادراج وكلها تتمحور حول تنمية سيناء ومنحها المكانة التي تليق بها وبأبنائها على خريطة التنمية المصرية، غير ان النظام السابق اكتفى باطلاق يد حسين سالم صديق حسني مبارك في «شرم الشيخ» ليصبح ملكها المتوج، ومنح بعض رجال الاعمال امتيازات صارخة في العريش، وكان الله يحب المحسنين، دون أي تفكير في التنمية الشاملة أو تحسين اوضاع «السيناوية» الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ايضا. ودون تكرار لما سبق وذكرته مرارا في هذه الزاوية، فان أمن مصر مرتبط بتنمية سيناء، وجعلها مركز جذب سكاني وعمراني واستثماري، وهذه البقعة العزيزة من ارض الكنانة تمتلك كل المقومات المطلوبة لذلك،..تبقى فقط الارادة الحقيقية التي نتمنى ان تظهرها حكومة شرف. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 رفرف ف قلب الليل خفّاق على نيلي واشهدْ شباب الجيل بيشدوا في حيلي انا ابنك «الشحّات» باخْبط على بابك اصحِّي في الاموات واشعلْ قناديلي «نجمة داود» عاري تبقى على شطّك ومحال تكون داري للي ف هوان حطّك انا ابنك العاري الا من العزة لابد يوم تاري هيجيب معاه حقك مختار عيسى