كان لموافقة فرنسا على إقامة دولة فلسطينية وتقديم مشروع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين، صداه المفزع في الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ما دفع خبراء إلى اتهامهما بالضلوع في الهجوم على مجلة "شارلى إيبدو" الفرنسية الأسبوعية الساخرة، لاستعداء الغرب تجاه المسلمين وخاصة فرنسا، حتى تتراجع على موافقتها إقامة دولة فلسطينية. وقال الدكتور يسرى العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن "يد الولاياتالمتحدة وإسرائيل ومخابراتهما غير بعيدة عن حادث مجلة "شارلى إيبدو"، متوقعًا أن "داعش جزء من اللعبة". وأضاف: "أمريكا وإسرائيل أزعجها كثيرًا موافقة فرنسا على إقامة دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الدعم الفرنسي لمشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من فلسطين". ورأى، أن "هذه الحادثة مفتعلة من أمريكا بهدف إثارة الرأي العام العالمي ضد المسلمين وفى فرنسا على وجه الخصوص، وإثارة نعرة العداء للجاليات الإسلامية هناك وملاحقتهم أمنيًا، مشيرًا إلى أن أمريكا تفتعل القلاقل وتنسبها للمسلمين بغرض تحقيق الأمن لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط". وقال خالد الزعفرانى، القيادي السابق بجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "الولاياتالمتحدة تتعامل مع الإرهاب في الشرق الأوسط بازدواجية واضحة وخاصة "داعش"، حيث إنها تمد لها يد العون، من تدريبات منظمة تتلقاها فى تركيا بعلم الولاياتالمتحدة علاوة على سماح أمريكا بتلقي "داعش" مساعدات مالية من بعض الجهات الموالية لها"، منوهًا بأن ذلك يأتى فى الوقت التى تعلن فيه الولاياتالمتحدة تحالفها ضد داعش. واتهم الزعفراني، الولاياتالمتحدة بأنها "تساعد على انتشار التطرف ولا تعمل على تجفيف منابع الإرهاب"، مشيرًا إلى أن "داعش تحقق للولايات المتحدة مصالح استراتيجية، وتقدم لها فوضى خلاقة فى مجتمع الشرق الأوسط والآن فى أوروبا أيضًا". فيما وصف هشام النجار، الباحث الإسلامي، "داعش" بأنها "ألعوبة في يد الولاياتالمتحدة، وأن أمريكا لا تريد لداعش أن تنتهي تمامًا، ولكن تريدها بقوة محدودة تخدم مصالحها في المنطقة وأن استمرار الصراع الطائفي المذهبي الشيعي والسني على الأرض بمثابة رأس حربة ضد المجتمعات والحكومات الإسلامية واستنزاف للجهود والطاقات بما يخدم مصالح إسرائيل". وقال إن "أمريكا نقلت نشاط داعش إلى دول الغرب لتخدم أيضًا مصالحها"، مشددًا على أن "الولاياتالمتحدة لن تسمح لداعش بأن تتمدد أكثر من اللازم وأنها تعرف كيف تقلم أظافرها وقت اللزوم".