دعا إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين إلى التوبة النصوح إلى الله عز وجل موضحاً أن كل عبد محتاج إلى التوبة مفتقر إلى الإنابة فلا يتصور أن يستغني عنها احد مهما بلغ مقامه ومهما كانت طاعته وصلاحه بل هي خلق الأنبياء والمرسلين فهي تصاحب البشرية منذ أبيهم ادم عليه السلام. وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة أمس التي أداها حوالي المليون ونصف المليون من المعتمرين والزائرين بأن التوبة رجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب باطنا وظاهرا, وترك ما يكره باطنا وظاهرا, دعاءً وتضرعا وتذللا وإقرارا بحول الله وقوته وقدرته ومشيئته وعدله وحكمته وفضله ورحمته، واعتراف بالضعف البشري والتقصير والحاجة. وبين أن بالتوبة النصوح ينتقل العبد من المعصية إلى الطاعة ومن الضعف إلى القوة ومن الهدم إلى الإصلاح ومن الظلم إلى العدل والرحمة والإحسان والتوبة. وعرف التوبة بأنها ترك الذنب علما بقبحه وندما على فعله وعزما على عدم العودة اليه وتداركا للأعمال الصالحة من غير تردد أو انتظار أو يأس. وقال " التوبة سد عظيم أمام الفساد والمفسدين يعرضها الإسلام على الكفار وعلى المحاربين والمرتدين وعلى كل المفسدين في الأرض مهما بلغ كفرهم وفسادهم وطغيانهم, وبالتوبة الصادقة يتطهر المجتمع من المآثم والجرائم ليقل خطرها ويحاصر أثرها، بالتوبة يتجسد للعبد ذل الحاجة والطاعة والعبودية وذل المحبة والانقياد وذل المعصية والخطيئة ومن اجتمع له ذلك كله فقد خضع لله تمام الخضوع وحقق العبودية والاستكانة وهل يسكن تأنيب الضمير وأوجاع النفوس إلا التوبة والذكر والاستغفار.