تسأل سلوي العصرة ونبيه بدرة من السويس: ما مكانة النصيحة في الدين فالبعض يتحرج من النصح خشية أن يكرهه الناس؟ ** يجيب الدكتور/ كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: للنصيحة مكانة عظمي في الدين وهي شعبة من شعب الإيمان قال الله تعالي: "إذا نصحوا لله ورسوله" وأخرج الإمام البخاري في صحيحة عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال " بايعت رسول الله صلي الله عليه وسلم علي إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" وأخرج الإمام مسلم بسنده عن تميم الداري رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة" قلنا: لمن؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" قوله : "الدين: النصيحة" يحتمل أن يحمل علي المبالغة. أي معظم الدين النصيحة. كما قيل في حديث: "الحج عرفة" ويحتمل أن يحمل علي ظاهره لأن كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين. وقال المازري: النصيحة مشتقة من نصحت العمل إذا صفيته. يقال: نصح الشيء إذا خلص. ونصح له القول إذا أخلصه له. أو مشتقة من النصح وهي الخياطة بالمنصحة وهي الإبرة والمعني أنه يلم شعث أخيه بالنصح كما تلم المنصحة. ومنه التوبة النصوح. كأن الذنب يمزق الدين والتوبة تخيطه. قال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له. وهي من وجيز الكلام. بل ليس في الكلام كلمة مفردة تستوفي بها العبارة عن معني هذه الكلمة. وهذا الحديث من الأحاديث التي قيل فيها إنها أحد أرباع الدين. وممن عده فيها الإمام محمد بن أسلم الطوسي. وقال النووي: بل هو وحده محصل لغرض الدين كله. لأنه منحصر في الأمور التي ذكرها: فالنصيحة لله وصفه بما هو له أهل. والخضوع له ظاهرا وباطنا. والرغبة في محابه بفعل طاعته. والرهبة من مساخطة بترك معصيته. والجهاد في رد العاصين إليه. وروي الثوري عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي ثمامة صاحب علي قال: قال الحواريون لعيسي عليه السلام: يا روح الله من الناصح لله؟ قال: الذي يقدم حق الله علي حق الناس. والنصيحة لكتاب الله تعلمه. وتعليمه. وإقامة حروفه في التلاوة. وتحريرها في الكتابة. وتفهم معانيه. وحفظ حدوده. والعمل بما فيه . وذب تحريف المبطلين عنه. والنصيحة لرسوله تعظيمه. ونصره حيا وميتا. وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها. والاقتداء به في أقواله وأفعاله. ومحبته ومحبة أتباعه. والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم علي ما حملوا القيام به. وتنبيههم عند الغفلة. وسد خلتهم عند الهفوة. وجمع الكلمة عليهم. ورد القلوب النافرة اليهم. ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن. ومن جملة أئمة المسلمين أئمة الاجتهاد. وتقع النصيحة لهم ببث علومهم ونشر مناقبهم . وتحسين الظن بهم والنصيحة لعامة المسلمين الشفقة عليهم. والسعي فيما يعود نفعه عليهم . وتعليمهم ما ينفعهم وكف وجوه الأذي عنهم. وأن يحب لهم ما يحب لنفسه. ويكره لهم ما يكره لنفسه. * تسأل سحر رمضان تقول تعودت علي الخروج من خطيبي من غير علم الأهل فما رأي الدين في ذلك؟ ** لقد أباحت الشريعة الغراء ان ينظر الخاطب الي من يقوم بخطبتها وحددت ذلك بالوجه والكفين ويكون ذلك في حضور أهل العروس ولا يجوز في الشريعة الإسلامية الخلوة بالمخطوبة في غياب الأهل لما في ذلك من مفسده ووقوع الفتنة ولقول الرسول الكريم" لا يخلون رجل بأمرأة إلا كان ثالثهما الشيطان".