وكيل الأزهر: - نعلم بالخريطة التي يرسمونها في جلساتهم الخاصة والأدوار التي يُوزِّعونها على بعضهم البعض
- إيران تستخدم بعض صبيانها للنيل من الأزهر بسبب موقفنا من المد الشيعي
- بعض الأزهريين يستغلون موجة الهجوم للإطاحة بمن يقفون في طريق تطلعاتهم غير المشروعة
- تأييدي للرئيس المعزول محمد مرسي "ليس عيبًا.. ولم أتلون كما يزعم "المغرضون"
- لا وجود للإخوان المسلمين في هيئة كبار العلماء.. والشافعي وعمارة أيدا عزل القرضاوي وتهنئة السيسي
ندد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر بالهجوم الإعلامي الشرس على الأزهر، والذي وصفه ب "الهجوم المنظَّم والممنهَج والمعلوم، لدرجة أننا نعلم بالخريطة التي يرسمونها في جلساتهم الخاصة والأدوار التي يُوزِّعونها على بعضهم البعض، من غير سعيٍ مِنَّا، ولكن من خِلال غيرة - وأحيانًا نكاية - بعض مَن يُشاركون في التخطيط". وفي نص الحوار الكامل الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه، بعد أن نشرته "الأهرام" مجتزئًا، وحذفت أجزاء مهمة من مضمونه، ألمح شومان إلى وجود أياد خارجية تقف وراء الهجوم الذي يستهدف المؤسسة الإسلامية الأعرق في العالم، مشيرًا إلى "استخدام أعداء الأزهر في الخارج وبخاصَّة إيران لبعض أذنابهم وصِبيانهم للنَّيل من الأزهر، لاسيما بعد مواقف الأزهر الأخيرة بداية من موقف شيخ الأزهر مع أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق)، ومُرورًا باتخاذ بعض الإجراءات لوقف المدِّ الشيعي، وتحويل بعض أساتذة الجامعة لمجلس التأديب بسبب زيارة إيران دون إذن". واتهم شومان بعض الأزهريين ملمحًا على ما يبدو إلى الدكتور سعد الدين الهلالي رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر باستغلال موجة الهجوم "لتحقيق مَآرِب شخصيَّة، وهي الرغبة في الإطاحة ببعض مَن يقفون في طريق تطلُّعاتهم الجامحة وغير المشروعة". ودافع وكيل الأزهر في الوقت ذاته عن موقفه المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إبان وجوده في السلطة، قائلاً "ليس في هذا عيب، ولا أرى هذا تلوُّنًا كما يُشير بعض المغرضين، فالارتباطُ ليس بالأشخاص وإنما بالموقع ومَن يشغله". ونفى شومان وجود منتمين للإخوان المسلمين ضمن هيئة كبار العلماء، ردًا على الاتهامات الموجهة خصوصًا إلى الدكتور حسن الشافعي، والدكتور محمد عمارة، قائلا إنهما "وافَقَا على بيان تهنئة الرئيس السيسي، وعلى عزل الدكتور يوسف القرضاوي في اجتماعات الهيئة ولم يبديا أي اعتراض، وغير ذلك من المواقف التي لا يُمكن أن يُوافق عليها الإخوان". وأشار إلى أن البيان الصادر عنهما بعد عزل مرسي "لم يمرَّ مُرورَ الكرام من شيخ الأزهر".
وإلى نص الحوار:
بماذا تُفسِّر هذا الهجوم الإعلامي الشرس على الأزهر الشريف في هذا التوقيت؟ وهل تعتقدُ أن يَنالَ هذا الهجومُ من مكانة الأزهر والذي سبق وأن دخلَتْه خيولُ الحملة الفرنسية ولم تَنالَ من مكانته في مصر والعالم الإسلامي؟ هذا الهجومُ المنظَّم والممنهَج والمعلوم لدرجة أنَّنا نعلم بالخريطة التي يرسمونها في جلساتهم الخاصَّة والأدوار التي يُوزِّعونها على بعضهم البعض، من غير سعيٍ مِنَّا، ولكن من خِلال غيرة - وأحيانًا نكاية - بعض مَن يُشاركون في التخطيط، لها أسباب كثيرة منها: 1- معاقبة الأزهر على موقفه الوطني، وبخاصَّة مشاركة إمامه الأكبر في اجتماع 3/7. 2-استخدام أعداء الأزهر في الخارج وبخاصَّة إيران لبعض أذنابهم وصِبيانهم للنَّيل من الأزهر، لا سيما بعد مواقف الأزهر الأخيرة بدايةً من موقف شيخ الأزهر مع أحمدي نجاد، ومُرورًا باتخاذ بعض الإجراءات لوقف المدِّ الشيعي، وتحويل بعض أساتذة الجامعة لمجلس التأديب بسبب زيارة إيران دون إذن، ونهايةً بتكذيب إيران حين ادَّعت أنَّ الأزهر استَقبَل حزبَ الفضيلة العراقي واتَّفق معه على تنظيم مؤتمر الأزهر الأخير لمكافحة التطرف والإرهاب، مع أنَّ الاستقبال كان لمحافظ الديونية ووفدٍ يرافقه؛ ولذا هم يستهدفونني شخصيًّا؛ لأنَّني أشرُفُ بتنفيذ بعض هذه الإجراءات بتوجيهٍ من شيخ الأزهر. 3-انزعاج البعض من تصدِّي الأزهر لتناوُلهم الخاطئ والشاذ لبعض القَضايا الدِّينية ،بما لا يتَّفق والأسس العلميَّة الصحيحة، وشَغلهم الناس بقَضايا أخري تُضيِّع الوقت ولا يُرجى منها أيُّ فائدة، بل تُسهِم في تَنامِي ظاهرة الإلحاد التي يتحمَّلون جُرمَها الأكبر. 4-السعي لإيقاع الفتنة والقطيعة بين الدولة وأهم مُؤسَّساتها، لا سيَّما المؤسَّسات الدينيَّة، التي تملك القُوَّة الناعمة، وصمام الأمان لاستقرار الدولة وانطلاقها المهدِّد لمصالحهم الماليَّة في المقام الأول. 5-استغلال البعض ومنهم زُمَلاء للأسَف لهذه الموجة لتحقيق مَآرِب شخصيَّة، وهي الرغبةُ في الإطاحة ببعض مَن يقفون في طريق تطلُّعاتهم الجامحة وغير المشروعة. ما موقف شيخ الأزهر من هذا الهجوم الإعلامي؟ وهل كان له تعليقٌ على تلك الأحداث حتى وإن لم يُنشَر في وسائل الإعلام؟ دائمًا يقول: انطلقوا في أعمالكم ولا تلتفتوا إلى هذه الأمور، فأنا لا ألتفت إليها ولا أُتابِعُها أصلاً، وهي ليست المرَّةَ الأولى ولن تكون الأخيرة، وليس لدينا الوقتُ الذي نُضيِّعه في الانشغال بهذه السفاسف، وهي لا يمكن أن تَنال من الأزهر مهما كانت ضَراوتها، فالأزهر أكبر من ذلك بكثير. يُثار في وسائل الإعلام اتهامات بدعم وانحيازك للمعزول محمد مرسي.. فما ردك على ذلك؟ مثلي كمثل باقي المواطنين والمؤسسات فالغالبية كانت تدعمه من منطلق ديني ووطني وأخلاقيي بغية استقرار الدولة وتحقيق آمال المواطنين، حتى ثبت فشَلُه ولفظه الناس، وهذا ما حدث مع الدكتور/ مرسي وقت أن كان رئيسا للدولة، وليس في هذا عيبٌ، ولا أرى هذا تلوُّنًا كما يُشير بعض المغرضين، فالارتباطُ ليس بالأشخاص وإنما بالموقع ومَن يشغله، ولم تكن تربطني بالرئيس الأسبق مرسي أو جماعته أدنى صلة، ولم أكن أعرفه قبل أن يتولى منصبه، أما وقد أصبح رئيسا للدولة،فإن العلم الشرعي الذي أحمله يلزمني بدعم رئيس الدولة أيًا كان اسمه طالما بقي في السلطة،وظننت لفترة كغيري أنه سيكتب له النجاح، وحين تبيَّن غيرُ ذلك ولَفِظَه الناس لفشَلِه وأعلن انتهاء رئاسته في 3/7 طويتُ صفحتَه تمامًا،ووقف الأزهر بكامله خلف الإرادة الشعبية من أجل مصر للخروج من تلك الكبوة المحدقة بالوطن آنذاك، ولذا أتحدَّى أن يعثر المغرضون على كلمةٍ مسموعةٍ أو مكتوبةٍ تتحدَّث عن الدكتور مرسي أو جماعته بعد هذا التاريخ، فإن كان البعض يرَوْن في هذا تَلوُّنًا فهذا شأنهم وسامحهم الله، ولكنَّه بحقٍّ يُعَدُّ من الأمور الغريبة، مع ملاحظة أنَّني طول حكم المعزول كنتُ مُواطِنًا وأستاذًا جامعيًّا، ولم أكن مسؤولاً في مشيخة الأزهر، حيث جمد طلب شيخ الأزهر بتعييني وكيلاً للأزهر الشريف في هذا الوقت-وأحمد الله أن جمد-؛ لأنَّهم كانوا يُريدون وكيلاً إخوانيًّا، وهو ما رفَضَه شيخ الأزهر، والعجيب أنَّ مَن يستهدفونني يُحاولون إقناعَ الناس بزعمهم باستخدام لقطة فيديو حرَّفوها عن سِياقها من خطبة جمعة أُلقِيت في أيام مرسى لتهدئة الناس والإبقاء على المعارضة السليمة خشيت أن تنفلت الأمور إلى صدام دموي، وهو ما حدَث بالفعل عند الاتحادية بعدَها بأسبوع تقريبًا، وقد كانت الخطبة التي كان عنواها "وحدة الأمة وتحريم الدماء" في وقتٍ احتشد المعارضون في ميدان التحرير بعد الإعلان الدستوري، وكان أي مسجد يُصلِّي فيه مرسي تحدُث مشكلة، وليست الخطبة هي مَن أحدَثَ مشكلةً، وليس فيها شيء ممَّا يقولونه ويُفسِّرونه بأهوائهم،ولو كانوا مُنصِفين لاستمعوا إلى عشَرات الخطب أيَّام مرسى وبعدَه وقبله، وهي على اليوتيوب واستماعها أسهل بكثيرٍ من لقطةٍ أُخِذت بالموبايل لا تتجاوز نصف دقيقة صدَّعوا بها الناس، ظنًّا منهم أنها كافية لإقناع الناس بما يريدون، ويستخدمون كذلك بعض التدوينات المُنتَقاة من صفحتي أيَّام مرسي، ولو أنصفوا لعرضوا ما فيها من امتعاضٍ ورفضٍ لكثيرٍ من تصرُّفاته، ومواقف عِلميَّة قويَّة أشهرها رفض قانون الصكوك والاعتراض عليه بأكثر من عشرة اعتراضات، ليس على صفحتي، وإنما في ثلاثة مؤتمرات كُبرى منشورة، ومُناظَرات على ثلاث شاشات تلفزيونات mbc،والعربية،والجزيرة، مع محمد الفقي، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى الإخواني متزامنة مع مناقشته في المجلس،ولقد تسببت مواقفي من قانون الصكوك في وصولي إلى أمانة هيئة كبار العلماء،ثم وكالة الأزهر بعد رحيل الإخوان، ولو أنصفوا لذكروا ردي القاسي على عصام العريان حين دعا إلى عودة اليهود،و ورفضي لاعتصامَيْ: رابعة والنهضة، والذي تُشهِّر بي قناة الجزيرة بمقطع منه إلى الآن عشرات المرَّات في اليوم الواحد،وردودي على فتاوى القرضاوي بإعلان الجهاد ضد الجيش المصري،ولو أنصفوا لاطَّلعوا على رسالتي للدكتوراه قبل عشرين سنةً تتفق تماما مع ما يقولُه الأزهر عن الإرهاب والإرهابيين الآن، وهي مطبوعة بالأسواق وعلى الشبكة العنكبوتية، وهي بعنوان: "عصمة الدم والمال في الفقه الإسلامي"، ولو كنت ممَّن يَنحازُون لمرسي أو جماعته فلماذا هجموا على بيتي بقنابل المولوتوف وأشعلوا فيه النيران بعد 3 يوليو، وتركوا رسائل تهديد لي ولأولادي بالقتل، وهي مُثبَتة في محاضر نيابة القاهرة الجديدة، وعلى صفحات الإنترنت هي وجميع ما ذكرتُ لمن أراد أن يستوثق، وأعتقدُ أنَّ مَن يُهاجمونني يَعلَمُونها جيدًا. ما حقيقة وجود عناصر سلفية وإخوانية في هيئة كبار العلماء التي تتولى أمانتها العامة؟ هيئة كبار العلماء هيئةٌ علميَّة محترمة، وهي أعلى هيئة علميَّة في الأزهر الشريف الذي هو أعلى مُؤسَّسة تُعنَى بالشأن الإسلامي في العالم، اختارَها الثقات من العلماء، كلُّ مَن فيها هم كبار العلماء فعلاً، والسادة العلماء هم مَن اختاروني أمينًا عامًّا لها ولست أنا مَن اختارهم، بل شرفٌ لي أن أجلسَ بينهم، ولا علاقةَ لعملي بتاريخهم الطويل في العلم والفكر، ولا يتخيَّل أحدٌ أنَّ شيخ الأزهر الذي أَشرَفَ على تكوين هذه الهيئة المحترَمة يُمكن أن يُوافِقَ على اختيار مَن يَعتنق منهجا لا يَتَّفِقُ ومنهجَ الأزهر الوسطي، أما من ثبَت بَقاؤُه على منهج وفكر الإخوان ، واتخذ مواقف تَتعارَضُ مع المصلحة العُلياء للوطن وهو الدكتور/ القرضاوي تمَّ استبعادُه من الهيئة، وبعض العلماء صدَر منه ما اعتَبَره الناس دليلاً على انتمائه للإخوان بعدَ استبعادِ مرسي من الحكم، لكن من خِلال عملي بالهيئة لا أراها دليلاً كافيًا؛ لأنَّ الدكتور/ حسن الشافعي والدكتور/ محمد عمارة المتَّهَمان بهذا، وافَقَا على بيان تهنئة الرئيس السيسي، وعلى عزل الدكتور/ القرضاوي في اجتماعات الهيئة ولم يبديا أي اعتراض، وغير ذلك من المواقف التي لا يُمكن أن يُوافق عليها الإخوان، مع أنَّ البيان الصادر عنهما بعد عزل مرسي لم يمرَّ مُرورَ الكرام من شيخ الأزهر. وكم عدد أعضاء الهيئة؟ ومَن منهم يتبنَّى فكر الإخوان؟ عدد الهيئة لم يكتمل إلى الآن، وينبغي أن يكون أربعين عضوًا، ولا يُسمَح لأحدٍ أن يتبنَّى فكرَ الإخوان لا في هيئة كبار العلماء أو في غيرها من هيئات الأزهر؛ بدليل عزل القرضاوي من كافَّة هيئات الأزهر، أمَّا ما في النوايا فلم نُؤمَر بالتفتيش عنه، وعلى كلِّ حال مَن يَثبُتُ انتماؤه إلى تنظيم الإخوان بعد أنْ عُدَّ من التنظيمات الإرهابيَّة لا أظن أنَّ الهيئة ستَقبَلُ باستمراره بين أعضائها، وخير دليل على ذلك ماحدَث مع القرضاوي، وكما يحدُث مع كلِّ مَن يَثبُت عليه هذا في مواقع أخر بالأزهر الشريف، فقد تمَّ استبعاد العديد من الشخصيَّات في الجامعة ومجمع البحوث الإسلامية وقطاع المعاهد الأزهرية، كما تمَّ إقصاء الكثيرين عن مواقعهم القياديَّة، ممن يثبت انتماؤهم للتنظيم الإخواني. ما حقيقة وجود قيادات موجودة في المشيخة معروفة بانتمائها للإخوان؟ لا يُوجَد في مشيخة الأزهر أيُّ شخصيَّة قياديَّة إخوانيَّة؛ لأنَّ الإخوان - بفضل الله وتصدِّي شيخ الأزهر - لم يتمكَّنوا من زرع أيِّ شخصيَّةٍ قياديَّةٍ في مشيخة الأزهر، وقد بقيت وكالةُ الأزهر مُسندةً مؤقتًا لرئيس قطاع المعاهد آنذاك حتى انتهاء رئاسة مرسي؛ لعدم الموافقة على شخصيَّاتٍ غير إخوانية لهذا المنصب منها أنا شخصيًّا، وكذلك بقيت جامعةُ الأزهر غالب فترة مرسي بلا نوَّاب لذات الغرَض حتى اضطرَّ بعد تهديدات شيخ الأزهر وإقدامه على الاستقالة للموافقة على مَن رشَّحَهم بعد ثمانية أشهر من المحاولات،وكان من أشد المساندين لموقف شيخ الأزهر في رفض هذه المحاولات ،ذلك القاضي الشاب الذي يتهمه المغرضون الآن بأن الإخوان هم من فرضوه على شيخ الأزهر مستشارا له ،رغم كونه مستشارا لشيخ الأزهر بعد 25يناير وقبل أن يصل الإخوان حتى إلى البرلمان،حيث كان وكيلا لنيابة رئاسة الجمهورية،ومن الأعضاء البارزين في المكتب الفني لرئيس النيابة الإدارية،وقد هدد الإخوان مستقبله لرفضه التنازل عن استقلال الأزهر في الدستور كما هو ثابت في مضابط الجلسات وعلى اليوتيوب،ولو كان الإخوان هم من فرضوه على شيخ الأزهر فمن الذي يفرضه عليه الآن؟! وقد تَسلَّل إلى عمادة بعض الكليَّات بعض الإخوان بطريق الانتخاب لم يجدد لأيِّ أحدٍ منهم بعد انتهاء فترتِه، كما تمَّ إقالة بعضهم قبل انتهاء ولايتِه كعبد الرحمن البر، وكلُّ مَن يَثبُت انتماؤه إلى هذه الجماعة يتمُّ استبعادُه من قِبَلِ لجنة القيادات بالمشيخة إذا تقدَّم إلى وظيفةٍ قياديَّةٍ بأيِّ موقعٍ يتبعُ الأزهرَ الشريف بعد مُراجعة الجهات الأمنيَّة التي يحرصُ عليها الأزهر مع أنَّه هيئة مُستقلَّة. هل حقَّق مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب النتائج المرجوَّة منه؟ ولماذا الهجوم الإعلامي عليه؟ نعم بكلِّ تأكيد، والعجيب أنَّ العالم الخارجي كلَّه من خِلال التقارير التي تصلنا يُشيد بذلك، بينما هاجَمَه البعضُ هُنا قبلَ وأثناءَ وبعدَ انعقاده، أمَّا عن السبب فهو معلومٌ، فكيف للمُهاجم أن يمدَح مَن يُهاجمه؟ هل صحيح أنَّ مصر الأعلى نسبة في ظاهرة الإلحاد؟ وما هي خطة الأزهر للتعامل لمواجهة تلك الظاهرة؟ الظاهرة موجودة في كل العالم، ومصر جزء من هذا العالم،وهي مزعجة أيا كان حجمها، ولو كان الملحِد شخصًا واحدًا، والأزهر يعمل على وقف تَنامِي هذه الظاهرة واستعادة الملحِدين إلى الطريق القويم على عدَّة أصعِدَة من خِلال المناهج الجديدة، والقوافل الدعويَّة، ومطبوعات مجمع البحوث الإسلامية، والمناظرات العِلميَّة، وسيكونُ هذا أحدَ أهمِّ المحاور عند انطلاق قناة الأزهر، حيث لا تُتاحُ المساحات الإعلاميَّة للعلماء الحقيقيِّين القادرين عن مناقشة هذا النوع من الفكر من خلال القنوات الحاليَّة، فضلاً عن تعمُّد استضافتها لغير المؤهَّلين الذين يزيدون الأمور تعقيدًا. ما ردُّك على ما يُثار حول مناهج التعليم الأزهري؟ وما الذي تم في التطوير الأخير بالمناهج الشرعيَّة بالمرحلة الإعدادية؟ ما يحدثُ من تطويرٍ وإصلاحٍ للمناهج الأزهريَّة بإشراف شيخ الأزهر ومُتابعته الشخصيَّة، يُعَدُّ نقلةً نوعيَّةً غير مسبوقة نابعة من قَناعة وإرادة ذاتيَّة، تهدفُ إلى تخليص المناهج من بعض الزيادات وما لا يُناسب العصر، ومعالجة للمُستجدَّات المعاصرة، وقد تمَّ إلى الآن الانتهاء من خارطة المناهج الشرعيَّة والعربيَّة لجميع المراحل قبلَ الجامعيَّة، وتمَّ إنجاز مادَّتين هما: الفقه وأصول الدين في المرحلة الإعداديَّة، وفي بداية العام الدراسي القادم ستكونُ - بإذن الله - جميعُ المقرَّرات الشرعيَّة والعربيَّة الجديدة في أيدي الطلاب، وقد أُقِرَّ جميع هذا من كافَّة هيئات الأزهر وفي مقدمتها هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للأزهر، وسيُعاد النظرُ فيها كلَّ ثلاث سنوات. متى يبدأ بيت الزكاة عملَه؟ وما هي المشروعات التي سيتولَّى إقامتها؟ بدأ بالفعل، وقريبًا سيتمُّ الإفراج عن الغارمات غير المدانات في قضايا أخرى بعد اقتراح شيخ الأزهر أن يقوم بيت الزكاة بدفع ديونهنَّ التي حُبِسنَ بسببها، أمَّا بقيَّةُ الأنشطة فيُحدِّدُها مجلس الأمناء، وتُنفِّذها الإدارات التابعة له بعدَ موافقة الهيئة الشرعيَّة، مع ملاحظة أنَّه لم تُتَّخذ أي قرارات بخصوص مشروعات، وأنَّ هذا لو فكر فيه مستقبلاً سيكون من أموال التبرُّعات وليس الزكاة المفروضة؛ لأنها يجب أن تُدفع لمستحقِّيها، ولا يجوز إدخالها في مشروعات من غير موافقة المستحقِّين وهو أمر مستحيل؛ لعدم حصرهم فضلاً عن موافقتهم. وهل يستطيع بيت الزكاة القضاءَ على ظاهرة أطفال الشوارع؟ هذا من أهم اهتِمامات بيت الزكاة التي وجَّه بها شيخُ الأزهر، وعُرِضَ هذا بالفعل على جهةٍ تُريد الإسهام من خلال بيت الزكاة لتنفيذ مشروعات تتولاها بنفسِها، وسيُعلن عن الجهة عند مُوافقتها على الفكرة التي تدرسها الآن؛ لأنَّ المطلوب ضخم جدًّا، فهو يحتاجُ إلى إيواء وتعليم وتدريب وتوفير فُرَصِ عمل من خِلال مشروعات خاصَّة بهم، للقضاء على الظاهرة بشكلٍ جذريٍّ. ما دور الأزهر في القضاء على الخصومات الثأريَّة في الصعيد، وهل اللجنة العُليا للمصالحات والتي أُنشِئت مُؤخَّرًا قادرةٌ على مواجهة ظاهرة الثأر؟ أعتقد أنَّه لو لم يفعل الأزهر شيئًا إلا ما وُفِّقَ فيه في صُلح أسوان، ببركة شيخ الأزهر حفظه الله،والذي بلغ عددُ القتلى فيه 28 شخصًا، بالإضافة إلى حرق البيوت والممتلكات، وشلِّ حركة السياحة والحياة بالكامل هناك، وكذلك صُلح برديس في سوهاج قبل أيَّام معدودة عن 11 قتيل، منهم مَن قُتِلَ خطأً من خارج العائلتين المتنازِعتين في حفل صُلح مَهِيب هناك غابت عنه كالعادة التغطيةُ المناسبة لحجم الحدَث، ولم يُذكَرا بكلمة بعدهما - لكان هذا كافيًا للأزهر، لكنَّه يَعمَلُ على نزاعات أخرى نأمل أن تُثمِر قريبًا - بإذن الله - ومن العجيب أنَّ مَسلَك الأزهر في المُصالَحات دخَل في دائرة الانتقاد، وأنَّ هذا ليس من شأن الأزهر ولا دوره!! ماذا عن جهود الأزهر الخارجية، لاسيما وأنَّك سافرت عدة أسفار في الفترة الأخيرة، كان آخِرها الفاتيكان حيث ألقيت كلمةً هناك لقيت ترحيبًا واهتمامًا من الصحف الإيطالية؟ بالفعل كلَّفني الإمام الأكبر بالتوجُّه إلى تايلاند قبل ثلاثة أشهر تقريبًا على رأس وفدٍ من قيادات الأزهر تنقَّلنا في خمسة أيام إلى العديد من الولايات هناك، لا سيما الجنوب وغالبيتُه من المسلمين، وقد أحدَثت الزيارة أثَرًا كبيرًا هناك ونتائج باهرة؛ لذا توجَّه إليها وفد آخَر قبلَ عشرة أيام من كبار المسؤولين في الأزهر؛ استكمالاً لبعض الموضوعات، وتمهيدا لزيارة شيخ الأزهر خلال جولة آسياوية مرتقبة،كما توجَّهت قبل شهر إلى فيينا للمشاركة في منتدى الملك عبدالله للحوار، والذي اختار موضوعًا له هذا العام بعنوان "مُتَّحِدون ضد العنف والإرهاب"، وألقيتُ كلمةً هناك، ثم توجَّهتُ إلى الفاتيكان مُؤخَّرًا بعد زيارة الرئيس السيسي لها، وألقيتُ كلمةً في مؤتمرٍ حضَرَه بابا الفاتيكان ورؤساء الأديان لمكافحة العبوديَّة الحديثة، وقد شكَر بابا الفاتيكان لمشاركة الأزهر في المؤتمر، واستجاب الفاتيكان لطلب شيخ الأزهر واستبدَل كلمة "الله" ب"الآلهة" وسجل ذلك في السجل الرسمي للفاتيكان، وهذه الزيارات التي يقومُ بها العديد من المسؤولين إلى كافَّة دول العالم بشكلٍ أسبوعي تقريبًا، لها بالغ الأثر في توقيت دور الأزهر والدولة المصرية وتصحيح الصور المغلوطة عن الحالة المصريَّة؛ ولذا فإنَّ الإمام الأكبر يُشارك فيها بنفسِه كلما سنحت الفرصةُ، وقد زار في الفترات القريبة بعضَ الدول الخليجيَّة، ويعتزم زيارة عدَّة دول في الفترة المُقبِلة، كما سيَتَوجَّه وفدٌ من بيت العائلة المصرية إلى دولة إفريقيا الوسطى بناءً على طلب رئيسة إفريقيا الوسطى؛ للعمل على إنهاء مشكلة المسلمين والمسيحيين هناك. ما هي آخِر مشروعات الأزهر التعليميَّة؟ الاهتمام الأكبر الآن بإنشاء معهدٍ بكلِّ محافظة على الأقل لتدريس المناهج الأزهريَّة باللغات الأجنبيَّة،وهو المشروع الذي أيده وبقوة السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي،ووجه المحافظين بضرورة توفير الأرض المناسبة لإقامته في كل محافظة،وقد تعهدت الإمارات العربية الشقيقة بدعمه بعد أن عرضه الإمام الأكبر على الشيخ محمد بن زايد في زيارته الأخيرة للأزهر الشريف، وكانت البداية بوضع حجر الأساس لأول معهد منها في مدينة بورسعيد في احتفالاتها بعيدها القومي، وكذلك إعادة إحياء ونشر الكتاتيب لتحفيظ القُرآن الكريم في كلِّ كفرٍ ونجع وقرية ومدينة، حيث تبيَّن أنها أكثر فائدة من معاهد القراءات التي تَوسَّع الأزهر فيها في الفترة الماضية.