قتل شخص واعتقل 14 آخرون في حملة أمنية كبرى تقوم بها الشرطة المصرية المدعومة من الجيش منذ فجر الاثنين وحتى عصر أمس، بعد يومين من دخول تعزيزات أمنية وعسكرية إلى المدينة لضبط العناصر المتورطة في أحداث العنف التي وقعت بالعريش مؤخرًا. واستهدفت الحملة التي قامت الشرطة المصرية المدعومة بقوات وآليات مدرعة ومجنزرة أحياء الصفا والسمران والمساعيد بالعريش، القبض على العناصر المشتبه بتورطهم في الهجوم على مدينة العريش ومحاولة اقتحام قسم شرطة ثان العريش يوم الجمعة 29 يوليو وأسفرت عن ستة أشخاص هم: ضابط جيش وشرطة وأمين شرطة، بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين، فضلاً عن إصابة العشرات. وأكد اللواء صالح المصري مدير أمن شمال سيناء، أن الحملة بدأت فجر الاثنين وستستمر دون توقف حتى يتم القبض على جميع المتهمين بأحداث العريش، وقد تم ضبط 14 عنصر منهم غالبيتهم من الهاربين من السجون، ومن بينهم أربعة فلسطينيين والباقي مصريون من الهاربين من السجون خلال أحداث الثورة. وأشار إلى مقتل أحد قادة المشتبه فيهم عقب محاولته الهروب وتبادل إطلاق الرصاص مع القوة المهاجمة، وقد تم ضبط أسلحة وذخيرة بكميات كبيرة لدى المقبوض عليهم، فضلاً عن مصادرة عشرات أجهزة الهواتف المحمولة والحواسب الشخصية "اللاب توب". وأضاف المصري أن الحملة سوف تتواصل إلى حين ضبط جميع الهاربين من السجون وغالبتهم من المتهمين الرئيسيين في أحداث العريش. وكانت تعزيزات أمنية غير مسبوقة تضم قوات من الشرطة مدعومة بقوات من الجيش وصلت ظهر الجمعة إلى شبه جزيرة سيناء، سيناء استعدادا لعمليات تستهدف منفذي الهجمات على أنبوب الغاز وعلى مراكز للشرطة. واستكملت القوات انتشارها بمدن العريش والشيخ زويد ورفح ووسط سيناء, بغرض تأمين الأرواح والممتلكات في محاولة لردع الخارجين على القانون ومن تسول له نفسه القيام بأي أعمال بلطجة، بحسب تصريحات سابقة اللواء السيد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء، مؤكدًا أنها لن تقوم باقتحام جبال سيناء، بل طبيعتها التأمين فقط، وردع الخارجين عن القانون والبلطجة فقط. وعاد الوضع إلى طبيعته بمدينة العريش، وسط أجواء من الطمأنينة التي خيمت على الأهالي، الأمر الذي انعكس على الأسواق التجارية التي فتحت أبوابها حتى أوقات متأخرة من الليل على غير العادة خلال الشهور الماضية. وامتلأت الأسواق بالمشترين من الأهالي، خاصة أسواق الملابس والأحذية لشراء مستلزمات العيد للأطفال. وأكد حسن المسلمانى القيادي بحزب "الكرامة" أنة خرج ولأول مرة هو وأسرته إلى السوق لشراء مستلزمات الأسرة في العيد وشراء ملابس الأطفال، بعد أن تلاشى الخوف وعاد الأمن إلى ربوع المدينة مع انتشار الأمن والجيش. وقال محمد الهادي الشريف إنه خرج هو وأصدقاؤه للتنزه وشراء بعض المستلزمات وكذلك للسهر في رمضان بعد شعورنا بالأمن ولأول مرة منذ فترة كبيرة، ما أكده حمدان الخليلي سكرتير عام حزب "الوفد" بشمال سيناء، قائلا إن وصول تلك التعزيزات أدى إلى بعث الاطمئنان في نفوسنا جميعا، ودفعت الأسر للخروج إلى السوق لشراء احتياجاتها اللازمة قبل. وأضاف: قضينا عدة شهور، ونحن لا نقدر على اصطحاب الأسرة والأولاد إلى السوق، خشية من تعرضهم لأي أذى نتيجة الانفلات الأمني الذي كان مسيطرًا على العريشوسيناء قبل وصول تلك القوات. وأكد مدير أمن شمال سيناء أن المديرية وأقسام الشرطة لم تسجل أي حالات انفلات أمنى في سيناء عامة والعريش خاصة منذ وصول التعزيزات الأمنية وانتشارها، وقد تم مصادرة عشرات السيارات التي كانت تصول وتجول بالمحافظة وهىيلا تحمل أي أرقام ولوحات معدنية تدل على شخصية السيارة وقائدها، كذلك لم تسمع أي طلقات رصاص أو رشاشات آلية في الشوارع والمدن في سيناء.