أكّد ابن شقيق اللواء عبد الفتاح يونس، والذراع الأيمن له، أنّ قائد أركان الثوار الليبيين، قُتل بعد تعرُّضه لإطلاق النار، ثُمّ تَمّ إحراق جثته. وجاء ذلك التصريح أثناء تشييع جثمان الفقيد بعد صلاة الجمعة في بنغازي، الواقعة شرقي ليبيا ومعقل الثوار. وتعهّد محمد يونس بالثأر لِمَا يُعتقد أنه كان أكبر مسئول عسكري في صفوف الثوار، وشدّد على ولاء قبيلته والقوات الخاصة، للمجلس الانتقالِي الليبي ورئيسه مصطفى عبد الجليل. وكانَ قد عُثِر على الجثة المتفحمة لقائد أركان الثوار في وادي القطارة، على بعد نحو 40 كيلومترًا من بنغازي، بعد ساعات من مقتله مع اثنين من مرافقيه. وأشارَت تقارير إلى أنّ جثتين من الجثث الثلاث كانت متفحمة تمامًا، بعد أن تَمّ إحراقها عقب إطلاق النار على القادة العسكريين الثلاثة. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبدالجليل، قد وضع حدًّا للشائعات حول مصير عبد الفتاح يونس، فأكّد مقتله مع اثنين من مرافقيه، متهمًا "مجموعة مسلحة" بتنفيذ العملية التي قال: إنّها جاءت بعد استدعاء القيادي للمثول أمام لجنة تحقيق "تتعلق بالشأن العسكري." وبحسب شبكة "سي إن إن"، قال عبد الجليل، في مؤتمر صحفي عقده ليل الخميس: إنّ يونس قتل مع العقيد محمد خميس، والمقدم ناصر المذكور، وتلا بيانًا جاء فيه أنه بعد تقدُّم الثوار في عدة مناطق على جبهات القتال مع قوات العقيد القذافي "ورَدَت أخبار تفيد بتعرُّض عبد الفتاح يونس ورفيقيه لإطلاق نار من قبل مسلحين." وبحسب عبد الجليل فإنّ الهجوم الذي تعرّض له يونس جاء "بعد استدعائه للمثول أمام لجنة تحقيق تتعلق بقضايا متصلة بالشأن العسكري"، ما يؤكّد صحة التقارير التي أشارت إلى أن يونس كان سيخضع للاستجواب من قبل هيئات تابعة للثوار. واختار عبد الجليل كلماته بعناية، ليقول: إن يونس "لم يمثل أمام اللجنة بفعل ما تعرض له من إجراءات يجري التحقيق في ملابساتها"، معلنًا توقيف "قائد المجموعة التي يفترض أن أحد منتسبيها قام بهذا العمل الفردي الجبان"، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول ظروف الهجوم وهوية المهاجمين. وأعلن المجلس الوطني الليبي الحداد لثلاثة أيام، وإطلاق عملية "البحث عن الجناة وجثث الشهداء"، ما يشير إلى أن قوات الثوار لا تعرف مكان وجود جثة يونس. وتوجه عبد الجليل لمن وصفها ب"المجموعات المسلحة داخل المدن،" واعتبر أنّ مؤتمره الصحفي يمثل الإنذار الأخير لها، ودعاها إلى الانضواء تحت لواء قوات الثوار على الجبهات أو الانضمام لقوات الأمن الوطني، محذرًا من أن "القبائل بشبابها قادرة على قمع هذه المجموعات المسلحة." ودعا عبد الجليل الجميع إلى "عدم الرضوخ لإغراءات القذافي،" وأكّد "ألا رجعة عن قرار إسقاط نظام القذافي،" وسعى إلى الإشادة بموقف قبيلة العبيدات التي ينتمي يونس إليها، مشددًا على أن الأحداث "لا يمكن أن يؤثر على موقف هذه القبيلة العريقة من الثورة." يشار إلى أنّ يونس كان من بين أوائل الضباط الكبار الذين تركوا نظام القذافي وانحازوا إلى صفوف الثوار، وهو يتولّى قيادة العمليات العسكرية للمجموعة.