ما زالت قرية دلجا تعانى استيطان مرض الحمى التيفودية، أو ما يعرف بالعدوى المجهولة، الذي اجتاحت القرية منذ أكثر من 40 يومًا وحتى الآن، والصحة ودن من طين وودن من عجين صمّت آذانها عن سماع كارثة حلت بقرية كاملة تعدادها أكثر من 125 ألف نسمة يعيش أهلها في رعب. شواهد انتشار الحمي زادت على الحد المتعارف عليه وترجمها تزاحم المواطنين على العيادات الخاصة ومستشفى الحميات بمركز ديرمواس، وكذا انتقال العدوى سريعًا داخل أفراد الأسرة الواحدة واختراقها معظم شوارع القرية، حتى لا يكاد يسلم شارع واحد من وجود حالات إصابة. واحتشد أمام العيادات الخاصة لأطباء القرية، أعدادًا تراوحت ما بين 30 و50 حالة في انتظار إجراء الكشف الطبي وقد تصل إلى 200 حالة يوميًا تتردد على العيادات الخاصة والوحدة الصحية. العدوى انتقلت إلى الأطباء، حيث أصيب الطبيب جمال كامل الفرا ثم انتقلت لطفليه في وقت قصير وذلك نتيجة تعامله المباشر مع المصابين. وأكد أحد أطباء القرية، أنه منذ أكثر من 15 عامًا لم يرَ هذا الكم من المصابين ولم تزدحم عيادته بهذا الكم من المرضى، في الوقت نفسه لم يعطِ تفسيرًا طبيًّا حول ماهية ونوعية تلك الحمى. فيما يحتشد العشرات من المصابين بالحمى على مدار اليوم وجميعهم مصابون بحالات غثيان وارتفاع درجة الحرارة بالمعدة والجسم، بجانب قيء ودوار وانفلونزا وانتاب البعض آلام بالعظام وسعال والتهاب، وأكد جميعهم أن الحمى تلازمهم لأكثر من أسبوع كامل. وأضاف محمد يحيى مواطن بالقرية، أن العدوى أصابته ثم انتقلت لعدد 7 أفراد من أسرته في وقت قصير، وأن الأعراض وفترة الشفاء تختلف من شخص لآخر، غير أن جميعها ترفع من درجة حرارة الجسم إلى حد لا يطاق. وأضاف أن العدوى منتشرة بالقرية منذ شهر أو أكثر وأنه عندما ذهب لمستشفى الحميات العامة بديرمواس تم إخطاره بعدم توافر أسرّة لاحتجازه وبالتالي اكتفى طبيب الاستقبال بتحديد أدوية لشرائها بعد إجراء الكشف الطبي عليه.
وأشار أحمد علي إسماعيل أحد أهالي القرية، إلى أن لديه 6 أولاد أصيب 3 منهم بارتفاع في درجة الحرارة مصحوب بغثيان ودوار. وتابع أحمد عطا، أن العدوى انتقلت إليه بواسطة شقيقه الأكبر، بعدها انتقل لمستشفى حميات ديرمواس فوجده ممتلئ، مضيفًا أن هناك أكثر من 900 حالة مصابة بالعدوى في قريته. من ناحيتها نفت أمنية رجب وكيل وزارة الصحة بالمنيا، انتشار أي فيروسات بالقرية، وقالت إن عدد المحتجزين بمستشفى الحميات 16 حالة فقط اختلفت تشخيصاتهم وأن المستشفى يحوي عدد 44 سريرًا أي بنسبة إشغال 52% تقريبًا. وأضافت، أنه وبالتقصي في العيادات الخارجية تبين أن متوسط عدد المترددين تقريبًا من القرية يوميًا من 20-25 حالة. وقد تم تشكيل وفد من العائلة المصرية والذي ضم كلًا من الشيخين محمد محمود أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف ومحمود جمعة والقسين أفريم عدلي وبولس نصيف، والداعية أمال جابر ممثلة عن المرأة وإبرام كامل عضو البيت، حيث تم عقد لقاءات مكثفة برجال الدين الإسلامي والمسيحي وكبار العائلات ومشايخ القرية والشباب وتمكن من إعداد أكثر من تقرير لرصد مشاكل القرية والعمل علي حلها. وأشار الوفد إلى رفعه آخر تقرير لمحافظ المنيا، والذي لم يفعل شيئًا منذ استلام التقرير حتى الآن. وما زالت القرية تعيش رعبًا لم تعشه منذ سنوات ولم يكن تلوث المياه أو انفجار آبار الصرف الصحى هو السبب بل أن السبب عدوي مجهولة لم يعرف مصدرها ولم تتم السيطرة عليها. شاهد الفيديو: